15‏/05‏/2014

البديل الجذري: مؤامرة إعدام النهج الديمقراطي القاعدي





مؤامرة إعدام النهج الديمقراطي القاعدي
    البديل الجذري
     


    في حدث 24/25 أبريل 2014، كانت الهجمة/المؤامرة المحبوكة والمجهزة بكل وسائل التخريب والدمار والمنظمة بكل عناية، والمعدة بخلفية رجعية ماكرة، برعاية من النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللا شعبي، ومسخرا لذلك القوى الظلامية العميلة صنيعة المخابرات، على الفصيل المناضل وعلى التجربة المتميزة لحركة قدمت ملاحم من البطولة في صد هجمات النظام وكل أعداء الشعب وحافظت على موقعها الريادي في الصراع الدائر رحاه بين أنصار التحرر من جهة، والرجعية وأذيالها من جهة الأخرى، على موقع كان له الشرف في تمثيل المقاومة البارزة للمخططات المجحفة في حق أبناء شعبنا... في محاولة جهنمية تهدف لإتمام وإحكام عسكرة الجامعة وتجفيف منابع النضال لتوفير شروط ضرب ما تبقى من مجانية التعليم العمومي وتمرير "الإصلاحات" البيداغوجية المدمرة التي تكرس التخلف والنكوص في شتى صورهما. ولتوسيع نطاق الهجمة فتحت العروض للمشاركة في الجريمة لمن لهم استعداد لتقديم خدماتهم تحت ذريعة "تطهير الجامعة المغربية من العنف" وفي العمق "تطهير" الجامعة من أبناء الكادحين. وشملت حملة الانخراط في المؤامرة القيادات السياسية، من اليمين الرجعي حتى أقصى الإصلاحية، بالإضافة الى "الصحافيين" و"الأدباء" وطفيليات" المجتمع المدني" و"الحقوقي" وصحف ورقية وإلكترونية وألسنة تمرنت على الكلام بعد صمت رهيب... ومنهم من تحمس وأفصح عن حقده الدفين قبل موعد تنفيذ الجريمة الشنيعة... والكل في سعي محموم للتمهيد والتغطية على مخططات النظام التخريبية، وللانقضاض والإجهاز على ما راكمته تضحيات الحركات المكافحة والمناضلة، ولترتيب الوضع والعلاقات التي تصبح معهما إمكانية انطلاق فعل جذري وجدي، صعبة ومعقدة. وتفجرت الأحاديث والمواقف وتعالت معها صيحات النصر، مبشرة ومقدمة الحدث كعنوان ل"مرحلة جديدة"، وهي تتعدى الوقائع والعوامل والظروف الواقعية بهذيان خارج السياق، لإخفاء تعدي الإجرام المنظم، ضد حركة مناضلة، في وقائعه وحقائقه القوية لسوق الكلام والبهرجة السياسية والإعلامية. وكان السبق لفرسان هرمة ألفت التدرج نزولا من أقصى اليسار حتى مصافحة ومعانقة أقصى اليمين الفاشي، بألسنة حقيقية غير مستعارة ، وبأصوات تعلو من مقاعد "ملت" الجلوس على اليسار لإصلاح وتحديث الملكية من شوائب ما "يمخزنها" وفي ترقب دؤوب لفرص الصعود ولو على مأساة الكادحين والطعن الغادر للمناضلين، تصوب السيناريوهات والمشاهد، وتشهد زورا صدق لسان العدو وأحقيته في ممارسة الإجرام، بل وضرورته بدعوة فصيحة لم تعد في حاجة للاستعارات والأقنعة، في إعفاء مؤقت للنظام من جهد جهيد ومتاعب كثيرة لتبرير و"شرعنة" الإجرام والقمع والمحاكمات الصورية وكل أصناف الاضطهاد. وأسقطوا عن أنفسهم أوراق التوت الأخيرة أمام الجماهير وأمام قواعدهم، معلنين دخولهم لنادي فصائل التآمر، ليتبادلوا اللمز والغمز في انتظار ما سيسفر عنه سقوط البؤرة الحمراء ومتى سيؤذن لهم بالشروع في بناء هياكلهم المحنطة. إن ما حمله حدث يوم 24/25 أبريل 2014 هو نتيجة أولا، لما آلت إليه أزمة النظام التبعي العميل بحيث صار أسلوب التآمر ضروريا لتوفير شروط تدمير ما تبقى من مكتسبات الشعب المغربي في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بعدما عجز بالقمع والمحاكمات الصورية والأحكام الثقيلة والبلطجة وتوظيف البيروقراطيات النقابية والقيادات السياسية الشائخة... عن وقف زحف الحركات المناضلة والاحتجاجات المتصاعدة على جميع الواجهات. وكانت بوادر ما حدث بارزة منذ الهجمة الشرسة التي انطلقت يوم 15 أبريل 2013 على الحركة الطلابية بجامعة ظهر المهراز وما تبعها مع بداية الموسم الحالي. وثانيا، لما وصلت إليه القوى الانتهازية من انحطاط في اختيارها المنحدر كطريق لتقصير المسافات. وثالثا، لإفراغ النقابات من أي بعد نضالي وتحويلها إلى مقاولات مجندة لتأمين مصالح الباطرونا والتكالب على معارك ومصالح الطبقة العاملة. وهذا ما يجعلنا نرى بعين الاحتقار لكل من وضع يده في يد أعداء شعبنا وساهم في المؤامرة ...فلن يستحق غير الاحتقار في أقل تقدير ثم الفضح في الميدان وعلى جميع المستويات وفي كل واجهات الصراع. وإن كل ما هو قادم ويلوح به المستقبل وواقع الصراع الطبقي سيقدم شهادات وبراهين على المدى الذي يهدف إليه النظام من فعلته ومخططاته وعلى المستنقع الذي اختاره من تحلقوا حوله. وبحكم كثرة الأدوار وتنوعها، وكثرة المساهمين، اختارت بعض الأطراف السياسية وفي مقدمتها حزب "الأصالة والمعاصرة"، حزب "المخبرين" والارتزاق السياسي، التسرب عبر الفراغات المحدثة بقوة الهجوم القمعي وبالمطاردات والملاحقات والمراقبة اللصيقة للمناضلين، في محاولة لاصطياد العناصر المرعوبة والمترددة للزحف على ما خلفه الهجوم، وتروم إلى هدم ظروف وتشكيل ظروف أخرى مغايرة، مستغلة لذلك منابر المؤسسات الرسمية المتعفنة ووجوه لازالت روائح الخيانة تنبعث منها. هذا الحزب الذي تحول بقدرة قادر/النظام الى "مدافع "شرس/ماكر عن المناضلين الثوريين مقدما كل مرتد وخائن في صفة النموذج الأنسب والقدري للشباب الثائر، بتحديث الأسطوانات البالية، في مسرحية رديئة ومكشوفة لا يليق مقامها بالأعمال الخالدة ، حيث مكانها الأنسب هو المزبلة. فإن كان النظام في مؤامرته هذه يروم القضاء على المناضلين الثوريين والتخلص من الحركات الصامدة والمناضلة والبؤر المقلقة، فإن فعلته هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فالمؤامرات موجودة وستظل لصيقة به مادام هناك خط كفاحي مقاوم ومادام الشعب له إرادة وطموح للتغيير الجذري واقتلاع جذور النظام. ولهذا، فمفروض على المناضلين الجذريين استيعاب دروس اللحظة بتعقل وبكل رصانة واتزان والعمل دون تردد ودون رحمة في التخلص من النواقص والفراغات ونقط الضعف وكل الشروط التي أوجدت للعدو متسعا مناسبا لبناء أوكار تساعده على التدمير وعلى تنفيذ إجرامه ومؤامراته، لأن المهمات الكبرى وضخامتها والصراع من أجلها تقتضي ذلك.
    وفي هذا السياق، وبعد استجماع خيوط المؤامرة الدنيئة، نعلن في تيار البديل الجذري المغربي:
    1- إدانتنا للمؤامرة التي حيكت ضد الحركة الطلابية في العديد من المواقع الجامعية وبجامعة ظهر المهراز بالخصوص، ونعتبر أن ما حدث هو استهداف مفضوح لفصيل مكافح ومقاتل ومدافع عنيد عن حقوق أبناء الشعب المغربي داخل الجامعة؛
    2- إدانتنا للقوى الظلامية والرجعية والإصلاحية المتخاذلة ولكل أشكال الارتزاق والتوظيف السياسي للمأساة؛
    3- ندعو كافة الحركات المناضلة والمناضلين الغيورين والشرفاء لدعم المعتقلين السياسيين ومؤازرتهم والنضال من أجل إطلاق سراحهم، وبالتالي فضح الدعاية الرجعية التي تعمل على تجريم المناضلين وتساهم في استئصال بؤر النضال؛
    4- دعمنا لنضالات الحركة الطلابية ولحق أبناء شعبنا في تعليم شعبي ديمقراطي علماني وموحد؛
    وفي الأخير، ندعو لاستمرار وتفجير المعارك النضالية على جميع الواجهات وبما يخدم قضية الجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة.
    المجد والخلود لكافة شهداء الشعب المغربي

    تيار البديل الجذري المغربي
    C.A.RA.M.
                                              الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 22:46




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق