15‏/07‏/2014

البديل الجذري : القضية الفلسطينية قضية وطنية إسقاط نظام رجعي أكبر خدمة للقضية الفلسطينية


أمام أنظار العالم، تتناثر أشلاء أبناء فلسطين في قطاع غزة وخارجه. وفي ظل شعارات الأمن والسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، تغرق فلسطين في حمامات الدم. إن الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية للامبريالية والصهيونية والرجعية استباحت دماء الشعوب المضطهدة واستنزفت خيراتها وأحكمت قبضتها الحديدية على كل البؤر الساخنة، ومنها منطقة "الشرق الأوسط" كموقع استراتيجي، جغرافيا وعسكريا وسياسيا واقتصاديا...، لتطويع وتركيع وإذلال شعوبها.
وقد بدا واضحا اليوم، وكما الأمس أيضا، أنه لا سبيل لصنع مستقبل الشعوب المشرق وفرض ذاتها وانتزاع حقها في تقرير المصير غير طريق الثورة وبناء أدوات المقاومة، وفي مقدمتها الذات المناضلة القادرة على صيانة تضحيات شعوبها ومواصلة معركتها حتى إقامة وتشييد الأسس المتينة لمستقبلها، بدل فسح المجال لركوب تضحياتها وتأبيد معاناتها (تونس مؤخرا ومصر...). فلا مكان للصفقات المخزية السرية والعلنية والمفاوضات السياسية البئيسة التي تشرعن عدوان الكيان الصهيوني وإجرامه وتخدم مصالحه في علاقة ذلك بالتوازنات الدولية وتكرس سيطرته المطلقة على الأرض والإنسان.
لقد فضحت فاشية الكيان الصهيوني المدعومة خاصة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية تواطؤ وصمت المؤسسات والمنظمات الدولية التي تدعو الى الديمقراطية وتدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وعلى رأسها الأمم المتحدة، وأكدت حقيقة أنها أدوات طيعة في يد الامبريالية والصهيونية والرجعية. كما وضعنا الصمود الفلسطيني الأسطوري أمام حقيقتنا المرة، من العجز والارتباك والتيه والتشتت الى أشكال التضامن الفلكلورية الفارغة من أي مضمون كفاحي، والهادفة الى امتطاء القضية الفلسطينية وتوظيفها في الحملات الدعائية والانتخابية.. إن التضامن مع القضية الفلسطينية يجب أن يندرج ضمن التضامن المبدئي المستمر مع كافة القضايا العادلة للشعوب المقهورة والمضطهدة، وأن يأخذ بعده الكفاحي الأممي.
إننا في تيار البديل الجذري المغربي، إذ نؤكد على تضامننا المبدئي المستمر مع الشعب الفلسطيني البطل وقواه المناضلة، من منطلق كون القضية الفلسطينية قضية وطنية، نعتبر أن إسقاط نظام رجعي أكبر خدمة يمكن تقديمها للشعب الفلسطيني، ونسجل ما يلي:
-          إدانتنا للإجرام الصهيوني في غزة وعموم التراب الفلسطيني، الممول من طرف الأنظمة الرجعية والمحتضن من طرف الامبريالية، الذي يستهدف من بين ما يستهدفه اجتثاث مقومات الصمود والقتالية والهوية الفلسطينية وتدمير مقدرات الشعب الفلسطيني وتمزيق وحدته ونهب خيراته ومصادرة أراضيه بواسطة المستوطنات والمعازل والجدران؛
-          رفضنا القاطع لمختلف أشكال التطبيع (السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية...) التي يرعاها النظام القائم كحليف للكيان الصهيوني وتجسدها بشكل مفضوح القوى السياسية الرجعية والظلامية والشوفينية؛
-          دعمنا للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس كهدف مرحلي على طريق إقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني؛
-          تحيتنا للثورة الفلسطينية وشهدائها وللمقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني بعماله وفلاحيه ومزارعيه ومثقفيه وطلابه ومهنييه وموظفيه ولاجئيه في المخيمات، وكل كادحيه ومعطليه، وكل رجاله ونسائه... وتثميننا لدور المقاومة والثورة الفلسطينية، كحركة تحرر وطني عظيمة، في حفز الشعوب المضطهدة على مواصلة معارك التحرر والانعتاق؛
ولا يفوتنا أن نشيد بالارتباط القوي للشعب المغربي بالقضية الفلسطينية وبوقوفه الدائم الى جانب الشعب الفلسطيني، وأن نعتز بمواقف الحركة التلاميذية والحركة الطلابية المغربية من خلال منظمتها العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومعانقتها للقضية الفلسطينية (الشهيد محمد كرينة والشهيدة زبيدة خليفة والشهيد عادل أجراوي والشهيد عبد الرزاق الكاديري) كنقط ضوء تثبت الأمل وتزرع روح الإباء والشموخ، مقابل تخاذل جل القوى السياسية والنقابية والجمعوية والمثقفين والفنانين والإعلاميين... وندعو كافة المناضلين والقوى المناضلة الفعلية الى تكثيف الجهود وتوحيدها لدعم القضية الفلسطينية كقضية وطنية، وذلك كأولوية من بين أولويات خدمة قضية الشعب المغربي المكافح..
تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.

14 يوليوز 2014



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق