04‏/08‏/2014

جواد لخضر: إنها 64 يوما من الإضراب عن الطعام الذي تحرجنا به جميعا يا رفيقي الغالي مصطفى.


جواد لخضر: إنها 64 يوما من الإضراب عن الطعام الذي تحرجنا به جميعا يا رفيقي الغالي مصطفى.
إنها 64 يوما من الإضراب عن الطعام الذي تحرجنا به جميعا يا رفيقي الغالي مصطفى ، إنها تحديدا المدة التي لفظ فيها رفيقنا عبد الحق شباضة أنفاسه الأخيرة يوم 19 غشت من سنة 1989 ، و هي نفس المدة التي وردنا فيها خبر إحتضارك في غرفة الإنعاش التي صفدوا يديك و قدميك فيها، مدعوما فقط بأسرتك الصغيرة و بعض رفاقك الذين سلموا من حملة الإعتقالات و المتابعات الواسعة التي دشنها النظام و أذياله في نهاية الموسم المنصرم ، قبل أن يتم اختطافك و أنت ملقى عل أرض الساحة التي تقاسمنا فيها الحلم و الرغيف و سطرنا فيها لحظات لن يستطيع حتى الموت أن ينتزع منها لونها الزهي في ذاكرتنا ، اللون الذي إستبذله البعض و ذاك شأنهم ، و بيقنا نحن نجدد القسم على أرواح من رحلوا بألا نرتد و ألا نكل أو نمل ، و ها أنا ذا أراك على فراش الشهادة رافضا أن تتراجع أو أن ترضخ للمساومات التي حملوها معهم علها تكون سببا في عدولك عن إضرابك البطولي الذي أحرج و أخرس كل الذي أعلنوا اللاموقف في التعاطي مع ملفك و ملف رفاقك الذين يكفيهم شرفا أنهم الوحيدون الذين أضطر معهم النظام ليحياكة كل الدسائس و المؤامرات ليوقع بهم ، فهل تم الإيقاع بكم ؟ هل أعطيتم للبعض فرصة الإنتشاء " بسقوط قلعتكم " ؟ هل هذه نهاية فكر و ممارسة اشتهرتم بها عبر عقود من الزمن ؟ هل هذا كاف ليكف البعض على الإرتماء في أخضان التناقض الرئيسي عله يشفي بعضا من الجراح السياسية التي راكمها و هو متخلف في نهاية الركب النضالي ؟
كلا ايها الرفيق الغالي ، كلا أيها الرفاق العظماء في غياهيب السجون ، فأنتم نبض الحجر والبشر ، أنتم الذين صمدتم في عز الهجوم و مارستم الصراع على كل الجبهات و انتصرتم بإبرازكم للحقيقة التي ماعادت تخفى على أحد ، إلى جانب كل المعتقلين السياسيين ( سلا ، تازة ، مراكش ، فاس ، مكناس ...) الذين لا يزالون يشكلون قوافل أسرى الحرب الطبقية ببلادنا ، الحرب الطبقية التي اشتدت و ستشتد لتقذف اللاموقف بعيدا جدا و تحتفظ بالموقف السليم الذي هو وحده الضامن الأساسي لاستمرارنا كجنس غريب عن زمن القذارة هذا.
مت يا رفيقي ، مت لتتهاطل عبارات العزاء و يصبح النفاق موضة لبضعة ايام ، مت ليجد بعضنا موضوعا صالحا للكتابة عله يرحمنا من القمامة المتراكمة في هذا العالم الإفتراضي العزيز جدا على البشر الإفتراضي .
اقول لك مت رغم علمي المسبق أنك آخر من يتهاوي بالجوع أمام ضربات الجلاد و أنت الذي أمضيت سنوات تهندس البطولات في الظل ، و أتت لحظة الإمتحان العلني للمبادئ و القيم التي شكلت دائما عذاباتنا التي لا تنتهي ، أتت لحظة الإمتحان الذي عزك فيها التاريخ في نفس الآن الذي ذل فيه طوابير المنتظرين الذين شحدوا سكاكينهم منتظرين سقوط البقرة .


رفيقك جــواد



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة