22‏/08‏/2014

أمغار أوفلا: الشهيد ليس للبيع.


أمغار أوفلا: الشهيد ليس للبيع.
مصطفى مزياني كاتب ملحمة الصمود خلد بطريقته تاريخ أبطال ملحمة "لا للولاء" في صيفها الثلاثين، وشم على جبين النظام نقوش الجرائم، 
وأزال الزينة ل "العهد الجديد"، ولـ"الموقع المتميز" المدفوع الأجر، قلب ما فوق المكاتب الديبلوماسية.. تحدى الصمت وعرى الصامتين، وصدم الضمائر ومزق الستار وكشف ما بتحت الطاولة.. الجل شارك.. الجل  تآمر ويتآمر. قدم جسده النحيف عربونا للوفاء، وللحقيقة.. حقيقة كل جهة، كل طرف، كل واحد منا.. حقيقة من يرفع شارة الشماتة ومن تحمله حرقة القضية والمبدأ لمعمعان الصراع وهو لا يخلف الموعد في حر أشعة العدو الحارقة.. وجعل منه حارسا للماضي والحاضر والمستقبل.. ومحجرا للكشف عن الدرس الأعمق والعبرة الأروع.. وغير مجرى كتابات كانت، في الأمس، ترى للنضال صورة الموت الأصفر.. كانت تقف على أصوات المقهورين والمضطهدين وتصف مطالبهم بالشيء التافه والمغامر والانتحاري.. وتبيح الفتك للذئاب البشرية بأجساد فقراء شعبنا المنهوكة، وهي تشاركهم الولائم.. واليوم تزحف الأوغاد صانعوا الدمار، خلف سائقي الجرار.. أولئك المخططون للتقتيل.. وتحلق كغربان الموت غير مبالية بعريها بعد أن أصابتها هستيريا الارتزاق تاركة جحورا شيدتها لاستراق السمع.. تقدم العزاء ترفع التقارير والملتمسات تطالب بالمحاسبة وهي تنهش جسد الشهيد.. ودماء الشهيد لم تجف بعد.. وآهاته لازالت تتردد في كل مكان... ويجتمع الجل من الشباب والأساتذة والقيادات خلف "نطالب بمحاسبة المسؤولين عن اغتيال الشهيد مصطفى مزياني، وبإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسين"  في مشهد صرخاته العنيدة تحترق تحت الرماد وخلف شعار نبيل يدسون السم لقتل الجدور مع تأهب سائقي الجرار لاقتلاعها من تربتها وتشويه القضية.. بتعويض التنديد بجريمة الاغتيال ب "نطالب بمحاسبة المسؤولين عن اغتيال الشهيد مصطفى مزياني".. فمن سيحاسب من؟ ألم يكن من الأجدى أن توجه الاصوات للأمم المتحدة أو لحلف الناتو سيرا على موضة سارقي ثورات الشعوب بالمنطقة المغاربية والعربية لتبقى حاملة لمنطق مقبول.. بدل الاستنساخ لماضي جبر الضرر وهيأة الانصاف والمصالحة، التي بدأت بالمطالبة بمحاسبة الجلادين، لتصل إلى المساومات وبيع الشهداء في المزاد العلني، والترتيب لفصل "طي صفحة الماضي"، والدعاية ل"القطع مع سنوات الجمر والرصاص"، لإخراج "العهد الجديد" وتبرئ النظام من الجرائم ، وتكون بمثابة الصابون لتنظيف يديه القدرة الملوثة بدماء الشهيد مصطفى مزياني ودماء كافة الشهداء. في فصل من فصول اغتيال ثاني للشهيد، وعرضه للبيع في المزال العلني.. والسؤال الأعمق من أين تتسلل هذه المواقف لتخترق الفعل النضالي وعائلات الشهداء؟ وأي تربة تليق بها؟.. إنها من بساتين شيدت على جماجم الفقراء وتروى من عرق المقهورين ويروج لها كل من تسيل لعابه لبواكرها سواء تدوق طعمها أو يترقب أبواب السادة/سادتهم.
وفي الختام: سأخاطبكم وأقول رجاء لا تنسوا ان للشهيد قضية استشهد من اجلها، استشهد من اجل الدفع بالثورة، استشهد في مسار النضال ضد النظام، استشهد وهو رافعا شعار "الشعب يريد اسقاط النظام". لا ولم يكن ليقبل بمساوماتكم هاته.
وأنكم لا تتاجرون إلا بظل الشهيد وخياله، أما الشهيد ينتصب عاليا فوقنا جميعا، كان سيظل رمزا للتضحية والصمود، كان وسيظل حافزا للاستمرار على درب الثورة، كان وسيظل قدوتنا في النضال والوفاء للقضية.

وللشهيد أقول، نم قرير العين يا رفيق، فلك رفاق في الدرب سيصونون تضحياتك ضد كل التكالبات والمساومات، فإنك قد إلتحقت بمنهم أجدر أن لا تغيب ذكراهم عن قلوبنا.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق