16‏/09‏/2014

حسن أحراث: عائلات المعتقلين السياسيين



كثيرا ما نتحدث عن المعتقلين السياسيين.. ويجب أن نتحدث عن المعتقلين السياسيين، من منطلق أن الاعتقال السياسي قضية طبقية، وأن التضامن
مع المعتقلين السياسيين واجب نضالي، وكذلك النضال من أجل إطلاق سراحهم. وهو ما يعتبر أكثر من ذلك أولوية من الأولويات في البرنامج النضالي لأي إطار، سياسيا كان أم نقابيا أم جمعويا..
لكن، قليلا ما نتحدث عن عائلات المعتقلين السياسيين.. بالمناسبة، أحيي لجنة العائلات بفاس وكذلك لجنة المعتقل، على تضحياتهما وعلى المجهودات التي تقومان بها.
للتاريخ والحقيقة، لم تنصف عائلات المعتقلين السياسيين، السابقين أو الحاليين.. فكل الأضواء سلطت وتسلط، في أحسن الأحوال، على المعتقلين السياسيين، كفاعلين/"لاعبين" أساسيين.
إن المشكل فعلا، في عدم متابعة أوضاع المعتقلين السياسيين وفي عدم التعريف بقضيتهم، إلا أن المشكل الكبير في تجاهل أو "تبخيس" نضالات وتضحيات عائلاتهم..
وأستطيع أن أجزم أن الفضل الكبير في انتصار معركة مجموعة مراكش، معركة الشهيدين الدريدي بوبكر ومصطفى بلهواري التي دامت لأكثر من ست سنوات، يعود الى الوقوف المشرف والشامخ للعائلات، وليس فقط عائلات هذه المجموعة، لقد تضامنت مع عائلاتنا عائلات أخرى لمعتقلين سياسيين آخرين بمختلف السجون..
لقد اعتقلت العائلات وشردت وتاهت من مدينة الى أخرى ومن سجن الى آخر ومن قبو الى آخر.. ولم ترفع الراية البيضاء.. لقد كانت رايات العائلات حمراء من البداية حتى النهاية، وكذلك رايات الكثير من المعتقلين السياسيين..
إن تجربة عائلات المعتقلين السياسيين بالمغرب وخارج المغرب (أمريكا اللاتينية بالخصوص) قد علمتنا أن نصمد وأن نقاوم رغم القمع والحصار والتجريم والتشويش...
واليوم، ها هي عائلات المعتقلين السياسيين بفاس تشرد وتعتقل... ولم ترفع الراية البيضاء.. وبدون شك وفي ظل استمرار النظام القائم سيستمر اعتقال أبناء شعبنا وسيستمر تشريد عائلاتهم.. وسيستمر، بدون شك، النضال بمختلف الأشكال ومن مختلف المواقع..
إن العائلات تصنع الملاحم وتفضح إجرام النظام وتكشف بشاعة المتاجرين بالمعاناة والآلام.. وكذلك يفعل المعتقلون السياسيون وكافة المناضلين المخلصين لقضية شعبهم...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق