05‏/09‏/2014

حسن أحراث: العقل والجسد..



تقول "حكمة" قديمة: "العقل السليم في الجسم السليم" (المقصود هو أنه يجب أن يكون العقل السليم في الجسم السليم. والسليم بالمعنى البسيط، أي غير المريض).

 إلا أننا نجد، والأمثلة كثيرة، العقل السليم في جسم غير سليم. وكذلك، والأمثلة كثيرة، نجد العقل غير السليم في جسم سليم. وهنا، يطرح سؤالان، على الأقل:
السؤال الأول: العقل والجسد، أي علاقة؟ فكم من جسد "جميل" يحمل عقلا "قبيحا" (بليدا وانتهازيا...)، وكم من جسد "قبيح" يحمل عقلا "جميلا" (عبقريا وذكيا)...
السؤال الثاني: ما المقصود بالضبط ب"العقل السليم" و"الجسم السليم"؟
بداية، ومن منظور مادي (Matérialisme)، فلا يمكن فصل العقل عن الجسد (الواقع).. وذلك، أثرا وتأثرا (التفاعل، سلبا أو إيجابا)..
ونهاية، فكيفما يكن معنى "السليم أو الجميل أو القبيح..." (المعنى النسبي)، ففي زمننا هذا، الزمن الرديء، نعيش، والأمثلة كثيرة، بأجسام/أجساد "سليمة"/"جميلة"، لكن بعقول غير "سليمة"، أي "قبيحة" ووقحة أيضا..
الصمت..
كذلك، تقول "حكمة" قديمة: "الصمت حكمة"..
بالفعل، الصمت حكمة. لكن، في بعض الحالات فقط.. مثل عدم الرد عن السفيه والمهرج...، أو عدم الرد عن التفاهات وعرض العضلات/الأجساد والمزايدات الرخيصة..
وفيما غير ذلك، فالصمت ليس حكمة. إنه هزيمة وانبطاح وقبول بالأمر الواقع وتزكيته...، إنه تواطؤ مفضوح، وتنكر مكشوف.. إن الصمت بهذا المعنى جريمة..
أن نصمت أمام الخيانة والردة والانتهازية...،لا، وألف لا..
أن نصمت أمام تزوير التاريخ وقتل الحقيقة...، لا..
أن نصمت أمام الاستغلال والقهر الطبقيين...، لا..
أن نصمت أمام الذل والإهانة والاضطهاد...، لا..
أن نصمت أمام التقتيل والإجرام والفساد...، لا..
أن نصمت أمام الاعتقال والاختطاف والتعذيب والاغتيال...، لا..
أن نصمت أمام المعارك البطولية والتضحيات الجسيمة للعمال وعموم الكادحين والمعتقلين السياسيين...، لا..
أن نصمت أمام النضالات المتفجرة والمتواصلة للعمال والفلاحين والمعطلين...، لا..
ففي هذه الحالات، "الصراخ" حكمة، والنضال حكمة، والصمود حكمة، والتضحية حكمة...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق