30‏/10‏/2014

أحمد بيان // مهزلة 29 أكتوبر أو عبادة البيروقراطية..


...
انتهت مهزلة ما سمي تارة "الإضراب الوطني" وتارة "الإضراب الوطني العام" وتارة أخرى "الإضراب العام" فقط، وكذلك الإضراب العام أو الوطني
"الإنذاري".. عموما انتهت المهزلة (29 أكتوبر 2014).. وعاد "الحياحة" الى قواعدهم سالمين، والبعض منهم (العايقين/الفايقين/النبهاء)، عادوا غانمين..
فليتبادلوا إذن التهاني والعناق والفيديوهات التي توثق عنترياتهم وأنانيتهم (وتفضح فضائحهم وتشهر بها)، وليتبادلوا "الغمز واللمز" وحتى القبل.. لقد نجحوا حسب معاييرهم/مقاييسهم الذاتية.. ألم تفق نسبة الإضراب 83%، حسب "الزعماء" التاريخيين المدعومين ليلا ونهارا، الزعماء الأبديين بتزكية "الرفاق" والأصدقاء والحواري، الزعماء المجرمين؟
إنه العبث المستمر (النظام يعبئ للإضراب عبر أبواقه الرسمية).. إنه الخيانة.. إنه التواطؤ.. كفى.. إن الشعب المغربي المكافح لن يرحمكم.. لن يرحم عبثكم وخيانتكم وتواطؤكم.. إنه يحتقركم..
أين فضح البيروقراطية؟ أين الشعارات الطبقية؟ أين المكتسبات..؟
أولا، تم اختيار تاريخ المهزلة بتزامن مع ذكرى اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة. والفظيع أن الذكرى غابت عن "العباقرة" الذين اختاروا امتطاء هذه المناسبة. فلا أثر يذكر للذكرى في أجندة "أصحابنا" الذين زلزلوا الأرض تحت أقدامهم فقط!!
ثانيا، ألا يتعقل "الحياحة" (وخاصة الذين يدعون الماركسية اللينينية ويرددون الشعارات الرنانة) وهم، في حقيقة الأمر، يحاربون المناضلين المخلصين لقضية شعبهم ويشوشون على تضحياتهم المشهودة تاريخيا وميدانيا، وفي نفس الوقت يخدمون/يطيعون البيروقراطية المافيوزية ويمجدونها بمبررات واهية وغير ذات قيمة، ويقدمون الهدايا الثمينة بمجانية وعفوية مقيتتين للنظام القائم..؟
يا للسخرية!! يا للمهزلة!!
انتهت "كعكة" 29 أكتوبر.. ماذا حصل؟
فاز "الفائزون"، كما دائما.. تم اقتسام "الكعكة" (اللذيذة).. خسر "الرفاق" المعركة/الوهم وخاب شعبنا.. وضاعت حقوقنا.. وتبخرت مكتسباتنا..
إن أي معركة بدون قيادة مناضلة حقيقة، لن تكون إلا معركة خاسرة.. بدون شك، قد تتحقق بعض المكاسب الجزئية. لكن بالمقابل، قد تضيع أشياء جوهرية ومصيرية..
وبالنسبة لنا، ولسوء حظنا، هناك من يخوض "المعارك" ويقدم "التضحيات" تحت قيادات (ليس فقط بيروقراطية) وغير مناضلة وغير ديمقراطية وغير شريفة، بل ومتورطة بالحجة والدليل في جرائم يندى لها الجبين (والجميع على علم بذلك، وعلم اليقين)، لكنه يعرقل ميلاد القيادات المناضلة ويتجند بتوطؤ مكشوف لاغتيالها (إسوة بالنظام القائم) ويحارب بكل ما أوتي من قوة تأسيس المسارات التي من شأنها فتح الآفاق النضالية الرحبة أمام شعبنا، وخاصة الطبقة العاملة، الطبقة الثورية حتى النهاية..
مرحى لجنود الوهم "المتحررين"، الذين يعشقون العبث والفوضى والفراغ والتسكع، الذين يحافظون على مصالحهم/امتيازاتهم البورجوازية ويعشقون ذاتهم (النرجيسية).. جنود الوهم، خدام القيادات البيروقراطية (المافيا)، القيادات المتواطئة مع النظام في السر والعلن..
فلا مجال بعد 29 أكتوبر 2014، للتستر والاختباء وراء الشعارات الكاذبة.. لا مجال للمزايدة.. لا مجال للمجاملة.. لقد تبين الخيط الأبيض (الأحمر) من الخيط الأسود (الأصفر)..

فليواصل المناضلون الجذريون (عمال وفلاحون ومثقفون ثوريون) نضالهم بالمزيد من التضحيات والعطاء، الى جانب أبناء شعبهم، الى جانب العمال والفلاحين الفقراء وأوسع الجماهير الشعبية المضطهدة.. والخزي للمتخاذلين بكل أصنافهم.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق