13‏/10‏/2014

حسن أحراث// عندما تخرج الى الشارع المغربي..

*عندما تخرج الى الشارع، تجد الفوضى المنظمة؛
تجد الحقيقة العارية، بدون مساحيق؛
تجد البؤس والفقر المدقع، تجد الاستغلال والنهب وتجد الغنى الفاحش؛

تجد التضامن والصدق، وتجد الوشاية والنفاق..
تجد الظلم و"الحكرة"، تجد "قانون الغاب"، تجد القوي وتجد الضعيف وتجد المتملق المنهزم وتجد الجسور..
عندما تخرج الى الشارع، تجد لغة البساطة ولغة الوقاحة؛
تجد الاستفزاز والتحرش والمضايقات؛
تجد التسامح والمساعدة والمرونة..
تجد "العري" وتجد "القماط"، تجد المرأة وتجد الرجل وتجد الطفل وتجد الشيخ؛
تجد الليل وناس الليل..
عندما تخرج الى الشارع، تجد العنف والقوة، وتجد اللطف والضعف..
تجد أصحاب الحال، تجد المقدمين والشيوخ والبركاكة...
* عندما تذهب الى الإدارة، الى المحكمة، الى المستشفى، الى الكوميسارية؛
تجد الرشوة والمحسوبية والزبونية؛
تجد الإهمال والإقصاء والتحقير؛
تجد التعذيب، تجد التقتيل؛
تجد الموت والفناء والنهاية..
* عندما تزور مقرات الأحزاب والنقابات والجمعيات، تجد البرودة والفراغ والنفاق؛
تجد الشعارات والملصقات، وتجد "الزعماء" يصرخون في الفراغ؛
تجد بعض الأتباع كالأيتام أو الجياع..
تجد ذوي المصالح، تجد الانتهازيين والوصوليين؛
تجد عتاة التضليل واللغو والتغليط؛
تجد السماسرة ومسوقي الوهم؛
وقد تجد القليل، والقليل جدا، من المناضلين والشرفاء..
* عندما تشارك في الندوات والمحاضرات، تجد اللباقة والفصاحة والتصنع؛
تجد استعراض العضلات، تجد المجاملات؛ تجد التواطؤ..
وقد تجد المزايدات وتصفية الحسابات..
ونادرا ما تجد الموقف بالمناسب والتحليل المناسب (التحليل الملموس للواقع الملموس)..
* عندما تشارك في المظاهرات والمسيرات والوقفات، تجد المناضلين المبدئيين، وتجد أشباه المناضلين والمندسين؛
تجد من قطع المسافات الطوال وتحمل المشاق (بالمقابل)، لأخذ الصور ونفث السموم في الآذان واحتلال الصفوف الأمامية؛
تجد "البلطجية"، وتجد "أخطر المناضلين" على صيغة "أخطر المجرمين"، بالصورة والصوت..
تجد الجبناء يؤيدون الجبناء.. وتجد الانتهازيين يدعمون الانتهازيين.. وتجد التحريفيين يناصرون التحريفيين..
* وعندما تعود الى المنزل/البيت أو الى غرفتك أو خلوتك، تجد ملاذك الدافئ؛
تجد الهاتف والحاسوب والفايسبوك؛
تجد الفراغ والفضاء الشاسع؛
وتعود الى ممارسة هوايتك..
السب والقذف والمديح والتبجيل والشعارات تلو الشعارات..
قد تنفجر في وجه من تحب ومن لا تحب..
وقد ترتاح في حضن من تحب ومن لا تحب؛
قد تبكي الرفاق في السجون؛
وقد تبكي الشهداء..
قد تكسر الفولاذ والقضبان؛
لكن، هل تفكر في التنظيم، تنظيم الذات؟ بناء الذات..؟ ر بح المستقبل؟
إنه سؤال الساعة، سؤال اللحظة التاريخية..

المغرب/ 13 أكتوبر 2014





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق