29‏/10‏/2014

وكزيز موحى // ذكرى الشهيد بنبركة.. ألف ذكرى.. على الجرح نمشي


خلافا للمحاولات السياسية والإعلامية وحتى التربوية (نسبة لحقل التربية والتعليم) المستمرة والقوية لفصل النظام القائم بالمغرب عن طبيعته
والسياق الاجتماعي والاقتصادي والتاريخي الذي أنجبه لتبرئته من جرائمه السياسية،  يقف الشهداء في كل ذكرى منتصبون ويذكرون الجميع وبالخصوص المعنيون بحجم آلامهم، آمالهم، تضحياتهم، نضالهم، استشهادهم  وقضيتهم  من جهة، ودموية النظام وتواطؤ مختلف القوى السياسية من جهة ثانية.
هكذا مسار شعب تحت نير الاستعمار الجديد والقديم، شعب عانق المقاومة والنضال للظفر بحريته وكرامته، مسار قد تغيب مؤقتا حقائق مرحلة بل مراحل  من صموده وتاريخه وتغيب معه معطيات وحقائق استشهاد قائد من حجم المهدي بنبركة.
إن الكشف عن التاريخ الباسل لشهداء الشعب المغربي وحقيقة استشهاد المهدي بن بركة تتجاوز وتبتدئ في نفس الآن بالكشف عن جثمان الشهيد ومن بعده ومن قبله جثامين الشهداء كل الشهداء  الذين سقطوا بهذا المعنى أو ذاك من أجل مغرب ينعم عماله وفلاحوه وأبناؤه بخيراته وثرواته في ظل نظام وطني حقيقي وديمقراطي حقيقي وشعبي حقيقي
الكل يعلم أن النظام القائم بالدم بالمغرب ضالع في تصفية الشهيد في ظروف وملابسات تؤكد ورطته بمساعدة إدارات وأجهزة مخابرات دولية لها ما يكفي من الخبرة لارتكاب الجرائم السياسية وغيرها في حق المناضلين والشعوب ومسح آثار جرائمهم. إن مؤامرة وجريمة اختطاف وقتل بن بركة تتجاوز شخص وذات الشهيد، بل إن الأمر يتعلق باغتيال قضية شعب باغتيال في المهد مرحلة النضال من اجل التحرر الوطني لهذا الشعب قبل انغراسها وتحقيق قفزتها النوعية اجتماعيا سياسيا واقتصاديا. إن قتلة المهدي واعون كل الوعي  بما يشكله التحاق وانضمام الفعل الثوري بالمغرب بأهداف حركة التحرر العالمية بقيادة "جزيرة الحرية" وما قد يوفره جهد وعمل الشهيد بن بركة في تخصيب أرضية عمل سياسي تحرري منظم قد تقوده مستقبلا قوى ثورية تتجاوز حتى منطلقات الشهيد ضد  قبضة عملاء الاستعمار وسيطرتهم على حاضر ومستقبل شعب بأكمله. وهذا مؤشر، من بين عوامل أخرى،  جعل الأدمغة والأجهزة  المؤطرة والموجهة والمسيرة محليا ودوليا  للنظام تنتقل الى اقتراف جريمتها، اختطاف، تعذيب وقتل الشهيد... 
إذا كانت جريمة اختطاف وقتل الشهيد هي جريمة من جرائم النظام بحافز منه لتجنب انعتاق وتحرر الشعب المغربي من قبضة هذا النظام بالذات وحلفائه، فما مصير رفاق الشهيد أو للدقة، من شاركوه قيادة  الزخم النضالي والسياسي وأسسوا إطارات سياسية ونقابية وجمعوية؟
أستثني من سؤالي هذا كل الشهداء وكل القواعد المخلصة التي قدمت الغالي والنفيس وانتهكت أعراضها واغتصبت حقوقها بما فيها الحق في الحياة.
إن رفاق الأمس للمهدي بن بركة قد تنكروا لقضيته كشهيد ولقضية التحرر الوطني وأصبحوا دكاكين سياسية طيعة تأمر وتنهي بمعروف ومنكر النظام.. لم تقو حتى على تحصين مواقعها في المعادلات السياسية للنظام وانبطحت كلية وأضحت بقايا تلك القيادات تناور من أجلها هي ولم تعد تملك حتى هوية قوى سياسية إصلاحية ولا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب بقضية الشهيد المهدي بن بركة ابن البيت ولا حتى أي شهيد وشهيدة. انتقل الأصدقاء والرفاق السابقون للشهيد الى سماسرة يشوشون ويشكلون خطرا على قضية الشهيد والشعب المغربي قاطبة.
أبدع الشهيد والشهداء.. واستشهد الكثيرون والكثيرون وعانى الكثيرون والكثيرون.. وبقيت قضية الشهيد والشهداء عالقة في عنق المخلصين والمعنيين الحقيقيين باستتباب وتصليب عود القضية التي استشهد من أجلها الشهداء، وآخرهم وليس بأخير الشهيد مصطفى مزياني، والعمل لصقل معدنها كالحداد الذي يعاند ويصوب  بمطرقته آلاته الحديدية لشق الأرض وزرعها وبناء بيته وتأمين حياته ومستقبله.
لينصرف المناضلون للعمل في البيت وفي الحقل وفي المعمل وفي كل مكان، طوعا وطواعية وحبا وتقديرا للشهداء..
المجد والحياة لكافة شهداء شعبنا المكافح والخزي والعار للنظام وعملائه ولكل المتخاذلين..

  وكزيز موحى، فرنسا 28 أكتوبر 2014



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق