17‏/11‏/2014

قلعة السراغنة // الوضعية المأساوية التي تعرفها ثانوية "واركي" تدفع بالتلاميذ نحو الشارع احتجاجا على وضعيتهم.


من عمق المغرب المنسي على بعد 40 كيلومتر من قلعة السراغنة، يعيش تلاميذ ثانوية واركي التأهيلية في ظروف جد قاسية، على غرار العديد من
الجماعات المهمشة عبر ربوع وطننا الجريح، بدء بالمشي لكيلومترات نحو ثانويتهم، حيث يعاني التلاميذ غياب نهائي للنقل المدرسي رغم خوضهم للعديد من الأشكال الاحتجاجية مطالبة بذلك السنة المنصرمة، وبعدما يكون الانهاك قد نال منهم، يقبلون على ظروف غير إنسانية بالمطلق من داخل الثانوية والتي تحمل من المؤسسة التعليمية إلا الاسم كما هو متداول بين التلاميذ، وواقع مر يعيشون ارهاصاته يوميا، أقسام مكتظة عن آخرها تتجاوز 45 تلميذا، قلة الأساتذة، غياب كلي للمختبرات بالنسبة للتلاميذ العلميين، بدون مكتبة توفر لهم الكتب وبدون قاعة للمطالعة، نقص عدد الطاولات في الأقسام حيث لا يجد بعض التلاميذ مقعدا لهم، والشقاء الذي أصبح غذاء يوميا للتلاميذ لا يتوقف هنا، فالمرافق الصحية أصبحت أشبه بغرف التعذيب، مع انعدام الماء الصالح للشرب، ناهيك عن غياب الداخلية لإيواء التلاميذ والتلميذات المنحدرين من مناطق بعيدة... كلها شروط تجعل الدراسة في ثانوية واركي أشبح بعقاب يومي يتعرض له التلاميذ، لا لشيء إلا لأنهم اختاروا التحصيل العلمي بحثا عن بصيص الأمل في مغادرة الجحيم الذي تعرفه المنطقة.

فعن أي تعليم يتحدث النظام وحكومته أمام هاته الكوارث، وهل نسمي غرف التعذيب مؤسسة تعليمية، عن أي تقدم يتحدثون في ظل هاته الشروط المؤلمة، إنها الحقيقة التي تحرق كل مساحيق التجميل التي يحاولون خداعنا بها. إنها المرارة التي لم تترك مجالا امام التلاميذ غير الخروج في أشكال نضالية تعبيرا عن سخطهم على الواقع المأزوم، والمطالبة بتحقيق مطالبهم وإيجاد حل نهائي لمعاناتهم. وفي هذا الصدد أقدموا يوم الأربعاء 12 نونبر 2014 على تجسيد تظاهرة تنديدا بما يعيشونه، ومطالبتهم بحقهم العادل والمشروع في تعليم يرقى إلى تطلعاتهم. وبالمقابل لازالت الإدارة تلعب دور الإطفائي بالوعود الكاذبة والكلام المعسول الذي يخفي عصى القمع الشرسة التي يتعرضون لها، والقاء المسؤولية على النيابة تارة أخرى تهربا من تحمل المسؤولية بالعبارة المحفوظة عن ظهر قلب عند كل خدام النظام أثناء الحوارات "سنراسل". ولم يكن متأكدا من أي مطلب إلا تشكيل مكتب جمعية آباء وأولياء التلاميذ التي لا تتوفر عليها الثانوية، وكأنها هي المنقذ الذي سيجيب على وضعيتهم.


وأمام هذا التماطل أعرب التلاميذ عن نيتهم المواصلة في أشكالهم النضالية بخطوات أكثر تصعيدا، بمقاطعات للحصص الدراسية وتظاهرات داخل وخارج الثانوية حتى تحقيق كافة مطالبهم العادلة والمشروعة.







شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية