14‏/11‏/2014

حسن أحراث // الاستفزاز باسم حقوق الإنسان


فوجئت بعد قراءة دعوة ما يسمى ب "الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان" للحضور والمشاركة في "ندوة حقوقية وطنية" حول موضوع
"واقع الحريات العامة بالمغرب بعد مرور56 سنة على إصدار الظهير المنظم للحريات العامة "، يوم الجمعة 14 نونبر 2014 ابتداء من الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال بالرباط. وسيشارك في هذه الندوة حسب الكتابة التنفيذية للائتلاف "الأساتذة والأكاديميون:

- الأستاذ عبد العزيز النويضي: قراءة في ظهير الحريات العامة والتعديلات التي تلته /مشروع التعديل المطروح؛
- الأستاذ عبد العالي حامي الدين: مقاربة الظهير انطلاقا من المواثيق الدولية ودستور 2011؛
- الأستاذ علي كريمي: واقع الحريات العامة على مستوى الممارسة؛
- الأستاذ النقيب عبد الرحمن بن عمرو: دور القضاء المغربي في حماية الحريات العامة".
أعرف أن الائتلاف لا يهمه أن أفاجأ، أنا أو غيري، أو أن أستفز، أنا أو غيري.. وأعرف، بالمقابل، أن الائتلاف يهمه إبلاغ الرسائل، المشفرة والواضحة، الى من يهمه الأمر..
في الحقيقة، المفاجأة بمعنى الاستغراب، والأصح الاستنكار..
وذلك على الأقل لسببين:

- السبب الأول: مشاركة "الأستاذ والأكاديمي" (حسب الكتابة التنفيذية للائتلاف) عبد العالي حامي الدين. ومعروف أن هذا "الأستاذ والأكاديمي" متورط، من رأسه حتى أخمص قدميه، في جريمة اغتيال الطالب المناضل محمد أيت الجيد بنعيسى. كما أن منتدى الكرامة لحقوق الإنسان (العضو في الائتلاف!!) الذي يترأسه هذا "الأستاذ والأكاديمي" لا يتبنى حقوق الإنسان في شموليتها وكونيتها. وكيف "نسي" الائتلاف، بالإضافة الى ذلك، دور هذا "الأستاذ والأكاديمي" (الفتى المدلل) في ما حصل بفاس (24 أبريل 2014) باسم حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، وأدى الى تجريم المناضلين والزج بهم في السجن بعد مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي القادم من مكناس في إطار "الحرب المقدسة" ضد النهج الديمقراطي القاعدي بفاس؟!!

- السبب الثاني: لماذا الدعوة للندوة على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال بالرباط من يوم 14 نونبر 2014، في الوقت الذي من المفروض أن يعرف الائتلاف أن هناك وقفة بمناسبة تخليد ذكرى استشهاد المناضل عبد اللطيف زروال على الساعة الخامسة من نفس اليوم أمام مقر وزارة العدل بالرباط، بل من المفروض أن يدعو الى المشاركة فيها؟
لماذا من المفروض أن يعرف الائتلاف ذلك؟ لأن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان العضوة في الائتلاف والتي تترأس"لجنة كل الحقيقة حول مصير الشهيد عبد اللطيف زروال" تعرف ذلك. ولأن "الأستاذ والأكاديمي" عبد الرحمان بنعمرو المشارك في الندوة (حسب الكتابة التنفيذية للائتلاف) يعرف ذلك هو الآخر، باعتباره عضو في "لجنة كل الحقيقة حول مصير الشهيد عبد اللطيف زروال" الداعية للوقفة.
ولأني عضو في هذه اللجنة أدين تنظيم هذه الندوة بتزامن مع الوقفة (علمت بتاريخ ومكان الوقفة عبر الانترنيت) وأدين مشاركة/إشراك المدعو عبد العالي حامي الدين فيها (أي في الندوة)، وأتساءل بامتعاض عن خلفية هذه المهزلة البئيسة الإخراج ومعنى تورط الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في حبالها..
إنه يحز في النفس الإصرار على استفزاز المناضلين، باسم حقوق الإنسان.. وفي الوقت الذي يمارس فيه النظام أبشع أساليب الإجرام..

ولمصلحة من هذا الاستفزاز "الحقوقي" المجاني؟!



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق