09‏/11‏/2014

حسن أحراث// المنتدى العالمي لقتل حقوق الإنسان

ستعرف مدينة مراكش في الفترة ما بين 27 نونبر 2014 و30 منه حدثا (يقال إنه هام، والعهدة على البهلوانين اليزمي والصبار و"رفاقهما" في ما يسمى
بــ"المجلس الوطني لحقوق الإنسان" و"المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان" وفي الكواليس بالداخل والخارج)، سمي "المنتدى العالمي لحقوق الإنسان" (لا ندري من أسماه "منتدى عالميا لحقوق الإنسان" ومن اختار مراكش، قلعة الشهداء والمناضلين، فضاء لانعقاده!!).
وفي هذه الأجواء، ارتفعت أصوات مقاطعته والتنديد بتنظيمه في المغرب بسبب استفحال إجرام النظام (القمع والاضطهاد في حق الحركة الطلابية والمعطلين وعموم الكادحين...) وبسبب إقصاء الهيئات الحقوقية التي تفضح هذا الإجرام وترفض تزكيته أو السكوت عنه. وتدعو هذه الأصوات الى الاحتجاج عبر تنظيم وقفات أمام مقر انعقاد المنتدى/العرس (العالمي، في نسخته الثانية المبتذلة) وتنظيم ندوات صحافية لفضح خلفياته، بالإضافة الى دعم ومصاحبة الضحايا الذين قرروا الحضور أمام مقر انعقاد المنتدى لإسماع صوتهم وفضح الإجرام الذي طالهم وعائلاتهم (عائلات المعتقلين السياسيين الحاليين ومعتقلون سياسيون سابقون...) وكذلك التواطؤ الذي أدام معاناتهم.
ورغم ذلك، فهناك العديد من الهيئات (وللتدقيق، السماسرة) التي تتهافت على المشاركة وتعمل بالليل والنهار على تجاوز "شد الحبل" الحالي بين الهيئات المقصية وزبانية النظام (الحكومة والمجلس والمندوبية...). علما أن عرابي المنتدى قد اختاروا منذ مدة ما شاءوا من الجمعيات المنبطحة (وبعضها على الورق فقط) والدكاكين العميلة التي ستنشط المنتدى/"العرس" وستعزف نفس أسطوانة النظام في تسويق الوهم وتنميق الشعارات...
وحتى لا يذهب النقاش في الطريق الخاطئ، هناك مسألتان أساسيتان لابد من إثارتهما:
- المسألة الأولى:
إن مقاطعة هذه المحطة يجب أن يقوم على مبدأ رفض تزكية الوضع المتردي لحقوق الإنسان بالمغرب، خاصة واستفحال الانتهاكات والجرائم في حق عموم أبناء الشعب المغربي (عمال وفلاحين وطلبة ومعطلين وموظفين...). فيكفي استحضار واقع السجون (الأعداد الهائلة من المعتقلين السياسيين والتعذيب...) والقمع المسلط على رقبة أي حركة احتجاجية...، لتتضح الصورة. أما الإقصاء من المشاركة أو من التهييء، بالنسبة لبعض الهيئات المزعجة، فأمر بات عاديا ومتوقعا. وبالواضح، فلا يشرف أي هيئة جادة فعلا وتخدم حقوق الإنسان فعلا وتحترم نفسها فعلا، أن تشارك في جريمة قتل حقوق الإنسان، بل جريمة قتل الإنسان (المعتقلون السياسيون والطلبة والمعطلون والعمال...).
- المسألة الثانية:
إن المقاطعة لا تعني فقط الهيئات المغربية، فيجب على الجهات المشاركة من خارج المغرب والراعية للمنتدى باسم حقوق الإنسان أن تتخذ الموقف المناسب الذي يخدم فعلا حقوق الإنسان وأيضا الإنسان. فكيف يعقل أن تقبل بتزكية الإجرام المستفحل أمام أعين الجميع بداخل المغرب وخارجه؟! وكيف يعقل أن تشارك في الوقت الذي قد تقاطع الهيئات الجادة وغير المتواطئة؟! وما معنى حقوق الإنسان عندما يقتل الإنسان ويشرد ويعتقل.. فهل سيقام المنتدى لدعم النظام أم لدعم ضحايا النظام؟! أليس "المنتدى الدولي الأول لحركة حقوق الإنسان في العالم العربي" المنعقد الآن بالتعاون مع المجلس "الوطني" لحقوق الإنسان بالمغرب ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، على مدى يومي 08 و09 نونبر 2014، صورة من صور دعم النظام والتحضير للجريمة الكبرى..؟!
على العموم، إنه من الخطير أن تشارك الهيئات الحقوقية المغربية في هذه الجريمة، جريمة قتل حقوق الإنسان باسم حقوق الإنسان. ومن المخجل أن تضع الجهات المشاركة والراعية من خارج المغرب نفسها وكأنها غير معنية..
إنه محك آخر لوضع النقط على الحروف.. إنها المرآة التي ستعري المتسترين والمتاجرين بحقوق الإنسان، على حساب الدم المغربي والكرامة المغربية والشرف المغربي...
إضافة بسيطة: هل الهيئات السياسية غير معنية بالموضوع (غريب)؟!

9 نونبر 2014



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق