26‏/12‏/2014

حسن أحراث// الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: لا بديل عن الصمود والمقاومة

تواجه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، سعار النظام وإصراره على تركيعها (تقديم الولاء كالكثير من الجمعيات
والهيئات، في السر والعلن، وأغلبها ضمن الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان). لقد تابعنا في أكثر من مناسبة، ومنذ 1979 (تاريخ تأسيس الجمعية) تربص النظام بها وبمناضليها، وآخر هذه المناسبات التلويح والتهديد بنزع صفة المنفعة العامة عنها.
إن الأمر يتجاوز نزع صفة المنفعة العامة، وقد يصل، في أي وقت، الى الحظر القانوني (حل الجمعية)، بعد الحظر العملي.. ولن يفاجئ ذلك أحدا بالنظر الى التردي الخطير للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومختلف الفضائح في شتى المجالات (الفيضانات، الصفقات المشبوهة، الريع...) وما يصاحبه من تضييق على الاحتجاجات وقمع للنضالات في صفوف العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين... ولن نجازف إذا قلنا إن ما يجري الآن يمهد لتوسيع الإجرام والمزيد من القمع والاضطهاد...، بغاية تمرير المخططات الطبقية التفقيرية المملاة من طرف الامبريالية ومؤسساتها المالية (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي...) ومسلسلات الإجهاز على المكتسبات، وذلك في الوقت الذي تخاذلت فيه النقابات وتواطأت قياداتها وانبطحت القوى السياسية...
إن النظام يعي كل الوعي، ويتابع عن قرب ما يجري داخل الجمعية وخارجها، وخاصة علاقاتها الدولية. ويسعى من خلال الترهيب والترغيب الى الضغط عليها من أجل إرباكها والتشويش عليها وحملها على مراجعة مواقفها بما يخدم مصالحه، بالواضح أو بالمرموز.. وسيكون رابحا حتى في حالة إضعافها أو في حالة الحد من نشاطها وتقليص مجال اشتغالها...
وهنا تكبر مسؤولية الجمعية تجاه القضايا التي تدافع عنها بمبدئية وثبات ووضوح، وأيضا تجاه رصيدها وتاريخها وتضحيات مناضليها. فلا بديل عن الصمود والمقاومة.. ومعلوم أن تقوية صفوف الجمعية وترتيب بيتها الداخلي وتطهيره ورفع وتيرة متابعتها وحضورها النضالي في قلب معترك مختلف القضايا (20 فبراير، نضالات المعتقلين السياسيين، معارك العمال...)، مداخل قوية لتغذية صمودها وتطوير آليات مقاومتها وحشد الدعم والتضامن معها.
وهنا تكبر أيضا مسؤولية مناضلي الجمعية من مختلف المواقع، وتكبر مسؤولية كل من يدافع عن القضايا التي تدافع عنها الجمعية. فلا مجال للتفرج أو التشفي أو الاختباء، إنها معركة كل المناضلين من داخل الجمعية ومن خارجها.

وبالتأكيد، لن يقف الى جانب الجمعية في هذه المحنة غير المناضلين المبدئيين، وليس من يمتطون مجدها لصنع "مجدهم" الزائف، أي المرتزقة الذين يقتنصون الفرص ويتسابقون على المنصات والصفوف الأمامية (صحافيون، كتاب، فنانون...). فمن التباهي المرضي والانتهازية المفرطة تمجيد أو الأصح التغزل بالجمعية في فترات "الرخاء"، ومن الصعب الوقوف درعا في وجه السهام الموجهة الى صدرها العاري في وقت الشدة.. إنها ساعة الحقيقة..
 26 دجنبر 2014



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق