12‏/12‏/2014

حسن أحراث// في الحاجة الى الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي..

لا يخفى أن الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي قد ساهمت بقسط وافر في وضع أطر التوجيه والتخطيط التربوي في المكانة اللائقة
بهم في مختلف مستويات المنظومة التربوية المغربية ولفترة زمنية طويلة، دون أن ننسى أو أن نغيب المجهودات الجبارة التي قام بها هؤلاء الأطر (طبعا، بعض هذه الأطر) من جانبهم لتحقيق هذه الغاية.
ولا نريد الآن التباكي على الأطلال أو العودة الى الأزمنة الوردية أو السوداء، ولا حتى إثارة الصور القاتمة التي بات يعانيها أطر التوجيه والتخطيط التربوي، محليا وجهويا ووطنيا، في علاقة ذلك بالوضع الموضوعي (الإقصاء والتهميش والتضييق من طرف الإدارة وغير الإدارة...) والوضع الذاتي (مسألة الثقة والمصداقية والمسؤولية..)..
عموما، إن الوضعية الراهنة غنية عن التعريف، حيث تحاك المؤامرات تلو الأخرى لإقصاء أطر التوجيه والتخطيط التربوي وتهميشهم، محليا وجهويا ووطنيا. وعندما نقول "المؤامرة" (المتعددة الأطراف، ومن الداخل والخارج)، فليس ذلك من باب التهويل أو الاتهام أو الدعوة الى الرضوخ الى الأمر الواقع، بل من باب التحسيس بخطورة الوضعية الحالية لأطرنا، سواء في مجال التوجيه أو في مجال التخطيط، وسواء تعلق الأمر بالمستشارين أو المفتشين، ونخص بالذكر بالنسبة للمفتشين، العاملين بالقطاعات المدرسية (مفتشي التوجيه)، أي الذين يزاولون مهام المستشار في التوجيه التربوي، أو العاملين بمكاتب النيابات الإقليمية، أي مصالح التخطيط (مفتشي التخطيط)، ومن باب التفكير في آليات وخطط وسبل التجاوز ورسم ملامح مستقبل يليق حقيقة بأطرنا، مستشارين ومفتشين، في حقلي التوجيه والتخطيط التربوي..
إن الحاجة ماسة اليوم الى الجمعية، كإطار مهني جامع ومتضامن ومحاور، من أجل الخروج من المأزق الحالي وتصحيح بعض المسارات التي ترسخت في أذهان بعض المسؤولين، وبفعل الفاعلين. بدون شك، لا يعني الأمر الجمعية وحدها، حيث مسؤولية الإدارة والنقابات وأطر التوجيه والتخطيط التربوي أنفسهم، إلا أن وجود الجمعية وطنيا بالخصوص (نقصد المكتب الوطني) في المشهد التربوي بشكل سليم، تربويا وقانونيا ونضاليا، سيجعل منها تلك القوة الاقتراحية والمبادرة لإسماع صوت التوجيه والتخطيط التربوي ولضمان الحضور الوازن والمشرف والفاعل في مختلف المحطات التربوية التي تصنع التوجهات المستقبلية للمنظومة التربوية ببلادنا..
بمعنى آخر، آن الأوان لتتجدد الجمعية، وطنيا وجهويا وإقليميا، ولتسجل الحضور الوازن، على غرار باقي الفاعلين والمتدخلين، الحضور الذي يليق بأطرنا، كأطر مبدعة ومواكبة وحاضرة باستمرار ...

(يتبع)



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق