29‏/12‏/2014

جريمة وحشية بسجن سلا// صورة للضحية تؤكد أنه قُتل وإدارة السجن تقول أن السبب مرض القلب والرئتين

بين الفينة والأخرى تعلن إدارات السجون بالمغرب عن "وفاة" سجين وتجد في التقارير المزورة مادة مناسبة لستر الاغتيالات و الجرائم التي يرتكبها الجلادون في حق السجناء سواء المعتقلين بخلفيات سياسية أو في ملفات أخرى.

وحالة الشاب الضحية "بولبوالب أيوب" لا تخرج عن هذا السياق.
بولوالب أيوب يبلغ من العمر 21 سنة، ابن مدينة تيفلت، متزوج و أب لطفلة، كان يشتغل مياوما قبل اعتقاله سنة 2013 ووضعه بسجن سلا تحت رقم 93601.

يوم 1 دجنبر 2014 قام أب الضحية بزيارة إبنه المعتقل بسجن سلا، وحسب الأب فإن أيوب كان في صحة جيدة وأمضى فترة الزيارة معهم دون أن تظهر عليه أية علامات تشير إلى أن حالته الصحية تدعو إلى القلق وأنه لم يكن مصابا بأي مرض مزمن أو ما شابه ذلك.
يوم 3 دجنبر 2014 (وهناك روايات أخرى تقول يوم 5 دجنبر) قامت إدارة السجن بإيداع الضحية بالزنزانة الانفرادية (أو ما يصطلح عليه بــ"الكاشو")

يوم 5 دجنبر تلقى الأب مراسلةا من إدارة السجن المذكور تخبره فيها إبنه قد توفي على الساعة الثالثة و45 دقيقة صباحا وقد تم نقله إلى مستشفى ابن سينا بمدينة الرباط.
ووفق التقرير الطبي فإن سبب "الوفاة" ناجم عن كون الضحية كان مصابا بمرض القلب والرئتين.
الصورة التي التقطعها أب الضحية (الذي تحلى بالشجاعة لالتقاطها وقلبه يتألم من هول الجريمة) تغني عن كل كلام أو جدال، حيث آثار الضرب واضحة على رأس وعين الضحية والدماء لازالت تنزف من أنفه رغم مفارقته الحياة…

لا نعرف تفاصيل ما مارسوه من داخل الزنزانة الانفرادية في حق أيوب بولبوالب (لحدود الآن)، لكن ما هو أكيد أن إدارة سجن سلا هي المسؤولة الأولى، والنظام هو المسؤول الأكبر عن هذه الجريمة وكل الجرائم التي راح ضحيتها العديد من المعتقلين سواء كانوا سياسيين أو غيرهم (*)، الذين قضوا تحت سياط الجلادين بمختلف زنازين القهر والحرمان على طول خارطة وطننا الجريح… ويتحمل المسؤولية كذلك الأطباء ورؤساء المستشفيات المتورطين في تدبيج التقارير الطبية على المقاس والمصادقة عليها حبا في رضى "السلطان" ومخابراته وحاشيته المتورطين حتى أخمص القدمين في جرائم القتل والتجويع والتفقير والتشريد…
(*) سبق للمناضلة، والمعتقلة السياسية سابقا، فاطمة الزهراء المكلاوي أن نشرت، يوم 3 أبريل2014، مقالا صغيرا مباشرة بعد اغتيال الشهيد نور الدين عبد الوهاب، ونظرا لكون قضية الضحية أيوب بولبوالب لا تختلف كثيرا في حيثياتها وظروفها عن المثالين المذكورين في مقالة الرفيقة، ومن أجل المزيد من فضح وتعرية جرائم النظام ومؤسساته، نعيد نشر المقال كما هو منشور على شبكة فايسبوك:
فهل هكذا ستنطلي علينا حيل النظام؟؟
استشهاد الرفيق نور الدين عبد الوهاب، دليل آخر على أن النظام سائر في نهج أسلوب الاغتيال في حق الشرفاء في حق من يحملون قضايا أبناء الشعب على كاهلهم ويضحون بأعز ما لديهم، حريتهم، حياتهم، من أجل تحقيق العدالة، ومن أجل إعادة الكرامة إلى كل مهمشي الوطن المنسيين.
لم يكتفي النظام بحرمان المناضلين من الحرية والحراك، لم يكتفي بطبخ الملفات وحياكتها في كواليسه وتحت جنح الظلام، لم يكتفي بسنوات السجون الموزعة عليهم، لم يكتفي بإبعادهم عن أحضان عائلاتهم ورفاقهم، لم يكتفي بمعانات أهاليهم وكل الرازحين تحت عتبة الفقر,,,
تجاوز ويتجاوز النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي كل الخطوط وارتكب ويرتكب أفضع جرائمه في حق الشعب، وما اغتيال الرفيق نور الدين عبد الوهاب إلا حلقة اخرى من حلقات مسلسل الرعب عنوانه "الجمر والرصاص 2" الذي ويعمل على تمثيل مشاهده خدامه الأوفياء في الشوارع والمعامل والجامعات وفي المعتقلات وسجونه الرثة وفي كل ساحات الفعل النضالي.
وليتستر على الجريمة روج إشاعات، أراد بها التملص من المسؤولية ويلصق تيكيت الإجرام بالمناضل عبر صحفه الصفراء وجرائده الإلكترونية المبتدلة والتي تتناقل كالبرق نبأ وفاته وتطمس معالم الجريمة وتتداول وبكل سادية نبأ وفاة الرفيق بأنه انتحار وتتهم الرفيق وفي مماته بارتكابه جريمة لم يرتكبها.
إن النظام يتجاهل سبب اعتقاله للرفيق، يتجاهل أنه معتقل سياسي وانه خلف القضبان وتحت مسؤولية خدامه الذين لايفعلون سوى ما يؤمرون، وأن أشكال التعتيم التي يقوم بها و الطمس للحقائق عادة من عاداته القديمة وطبيعة من طبائعه، إنها ماركة من ماركاته المسجلة في سوق الدلالة الدولية، يعمل بها من أجل التستر على بشاعة وجهه. فلن نستغرب من فعله هذا فهو مسجل بإسمه و تحت توقيعه، فلنا من التجارب الحية ما يدينه فاغتيال الشهيد كريم الشايب في صفرو وأمام أعين الجميع وبعد ذلك طمس الملف وتغييب الحقيقة رغم توفر فيديو يدين أياديه المتسخة، وحرقه لشهداء الحسيمة و اتهامهم بعد ذلك بالسرقة ....كلها حقائق عايشناها، لكن ماذا فعل النظام؟ لقد جرمهم وبكل بساطة، وكذلك سأستحضر تجربة عاينها معتقلو النهج الديمقراطي القاعدي في سجن عين قادوس سنة 2012 مروية في كتاب "الجلادون" والذي يؤرخ لتجربة حية تعكس جزء من الحقائق المطموسة، ففي الصفحة 65-66 نقرأ:
{ وفاة سجين في ظروف غامضة والإدارة تقوم بطمس الملف
كان السجين مريضا، تم اعتقاله بتهمة... طل يعاني لعدة أيام دون أن يقوم طبيب السجن بمعاينته. في أحد أيام أسبوع الثاني من يناير 2012 ظل هذا السجين يتوسل أحد الحراس ليسمح له بزيارة الطبيب لإحساسه بآلام حادة على مستوى بطنه، رفض الحارس رغم تدخلنا لمنحه الاذن بدخول المصحة و مع إصرار السجين على رؤية الطبيب نادى الحارس على رئيس المعقل (محسن). و ما أن رأى هذا الأخير السجين حتى رفع عقيرته للصياح المستفز وظل يركله مثل كرة قماش ويتفنن في ضربه و هو يقول.... استمر هذا المشهد التراجيدي أمام أعيننا للحظات، وما كان من السجين سوى أن أطلق العنان للنواح والبكاء بأعلى صوته دون أن تتمكن دموعه من تحريك إحساس ذاك الوحش...
في الليل أخبرنا الحارس المكلف بالمداومة أن سجينا نقل إلى قسم المستعجلات بالمستشفى خارج السجن بعد إصابته بتسمم غذائي، في الصباح تبين أن السجين لم يكن سوى الشخص الذي منعه رئيس المعقل من دخول المصحة... وقد ضرب صمت رهيب وتعتيم كبير حول الملف. أما الإدارة فقد بررت وفاته بسكتة قلبية، فيما عائلته لم تتوصل بأئ تفاصيل اللهم جثته بعد تشريحها دون الكشف عن السبب الحقيقي الذي هو التسمم من جراء تناول تلك الوجبات الرديئة والعفنة التي تقدمها إدارة السجن والاستهتار بحياة السجناء إلى أقصى الحدود ...
وقد بلغنا في اليوم الموالي من رفاقنا عن طريق العائلة، أن جيران السجين المتوفى وسكان حيه و عائلته كانوا يعتزمون تنظيم مسيرة من الحي في اتجاه سجن عين قادوس للمطالبة بالكشف عن أسباب الوفاة و معاقبة المسؤولين عن تركه حتى الموت دون التدخل لإنقاذ حياته. إلا أن جهات معينة ( المقدمين و الشيوخ وعناصر من البوليس) حالت دون ذلك، حيث قامت بتقديم وعد كاذب على أساس أن الملف في يد "العدالة" و أن الجناة سينالون عقابهم. لكن لا شئ من ذلك تحقق، وكان التقرير الطبي الذي انجز على ضوء تشريح جثمان الضحية دليل على أن الوعود المقدمة مجرد تكتيك لتطويق الوضع وإخفاء معالم الجريمة. ومن بين ما جاء في التقرير الطبي أن الضحية توفي في طريقه إلى المستشفى من جراء إصابته بسكتة قلبية، ليطوى الملف بشكل نهائي هكذا وبجرة قلم...}
انها مقتطف وجيز من حقائق عدة تحمل اكثر من معنا ودليل لما يجري في الخفاء. فهل هكذا ستنطلي علينا حيل النظام؟؟... فلن نصمت ولن نصمت فالصمت جريمة فالصمت خدمة للأعداء.

فاطمة الزهراء المكلاوي



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق