أحدث الأخبار

12‏/07‏/2014

سيدي بنعيسى: الحادث الأليم/السعيد!



لو كانت فاجعة البناية التي سقطت وراح ضحيتها ثمانية مواطنون، في بلاد الكفار الذين يعتبرون الروح عزيزة عندهم أولا قبل أن تكون عزيزة عند الله، لكانت تبعاتها ثقيلة بالنسبة للمسؤولين. ولكان قد قدمت على إثرها إستقالات كثيرة وأثيرت من ورائها نقاشات قد تعصف بهذا التوجه السياسي أو ذاك...ولكان الإعلام قد راح يبحث ويحشر أنفه في خبايا وحقائق الأمور. وعلى الفور سيفتح تحقيق جدي وصارم لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المتورطين!!
وطبعا في انتظار ذلك ستتدخل مؤسسات التأمين وتعطي لكل ذي حق حقه، والعائلات لا خوف عليهم ولا هم يحزنون من المبيت في العراء...وطبعا التطبيب بالنسبة للجرحى مجاني ومضمون ولا جدال فيه وذلك ليس من خلال الهبات والنفقات على حساب فلان أو علان، وإنما مؤسسات الدولة من تقوم بذلك لأنه حق وواجب. وقبل كل هذا وذاك تنشأ للتو خلية للأزمة، وأخرى پسيكولوجية لمواجهة الآثار الجانبية للصدمة على نفسية المتضررين وعائلاتهم!!!!
في بلادي، طبعا ليس شيئا من ذلك حدث أو قد يحدث.
بل كل ما حدث هو أن سيارة الإسعاف أتت متأخرة جداً، وجدت الناس يعملون على إخراج أشلاء المنكوبين. ولأن المشهد مشابه لما يقع في غزة فإن الناس تزعق تكبييييير عند إخراج الضحايا، بل ومن شدة التأثر يعتبرونهم شهداء أبرار...أما المسؤولين فهم آخر من وصلوا ببدلاتهم وبزاتهم الأنيقة ونظارتهم السوداء...  لا لكي يخفوا حزنهم وتعاطفهم مع الضحايا، ولكن ليخفوا حقدهم وحنقهم على إزعاجهم!!!
لم يفتح أي تحقيق يترصد المسؤولين، بكل بساطة لان المسؤول هو نفسه صاحب النظارة السوداء والذي من المفروض أن يسهر على التحقيق...
أما تعاطي الإعلام، فقد جعل من هذا الخبر، كالعادة، حدث هامشي، لا يستحق إلا دقيقة ونصف لتغطيته وفي آخر النشرات.
الشيئ الذي سوف ينقلب، بقدرة قادر، إلى حدث أساسي حينما قرر صاحب الجلباب المخطط زيارة مكان الفاجعة. فصارالخبر من حدث حادث الإنهيار إلى حدث زيارة حادث الإنهيار!!!!!
تغطية زيارة صاحب الجلباب المخطط تمططت وتمددت على طول النشرات، ورصدت عنواوين كبرى للحدث السعيد/المؤلم، وصور له أمام الركام ومع المنكوبين تزين أولى الصفحات...
إعلام رديئ وحقير يجعل من آلام الناس وجبة يقتات عليها لتغطية فقره وعدم احترافيته!
صاحب الجلباب المخطط يركب على كل الأحداث المؤلمة منها والسعيدة، يستثمرها ويمحورها لصالحه ولمزيدا من تثبيت سيطرته...
رئيس الحكومة الذي من المفروض أن يقوم بهذا الدور...جُرّ البساط من تحته، وأصبح مجرد بهلوان خرف على عتبة التقاعد، عروضه السيركية أصبحت موعدا للتباكي وليس للترفيه.
والناس ضحايا أبناء ضحايا!

12 يوليوز 2014