04‏/01‏/2015

حسن أحراث// انتفاضة يناير 1984 - مجموعة مراكش

عرفت بداية سنة 1984 انتفاضة شعبية عمت جل مناطق البلاد، ووجهت بعمليات قمع شرسة وصلت الى حد إطلاق الرصاص على المتظاهرين
بالشمال وسقوط العديد من الشهداء. وقد كان من بين نتائج القمع تلك أعداد هائلة من المعتقلين في مختلف المدن المغربية، من بينهم مناضلين في مجالات سياسية ونقابية وثقافية. ويهم هنا بالأساس الوقوف كرونولوجيا عند تجربة ما عرف لاحقا بمجموعة مراكش 1984، التي يجب الوقوف عندها، وخاصة من عاش هذه التجربة القاسية، بكل ما يتطلبه وزنها السياسي وتفرضه قيمتها ورمزيتها النضاليتين من شمولية ودقة.
1 - ظروف اعتقال مجموعة مراكش 84:
 كانت المعتقلات السرية بمدينة مراكش وخاصة منها إقامة عبارة عن فيلا لجهاز "مراقبة التراب الوطني" ودهاليز الشرطة القضائية بجامع الفنا، بقيادة المدعو الخليلي وعناصر أخرى  من جهازي "الاستعلامات العامة" و"مراقبة التراب الوطني" (السبتي، المعزوزي...)، محطة أولى لتعذيب واستنطاق المعتقلين قبل تنقيلهم بالتتابع فرادى وجماعات الى المعتقل السري السيئ الذكر درب م. الشريف بالدار البيضاء. وقد كان المدعو الخليلي قائد حملة الاعتقالات يتصرف بوحشية مقيتة حيث كان ينتهك حرمة البيوت ويستفز العائلات زارعا الرعب في صفوف الأطفال والأمهات في أوقات مختلفة من اليوم بما في ذلك أوقات متأخرة من الليل. وقد طالت فظاظته وعنفه حتى العجزة والحوامل من بين عائلاتنا. أما بالدار البيضاء فقد كان قدور اليوسفي البطل رقم واحد في جولات التعذيب والاستنطاق وفبركة الملفات والتهم، حيث أخضع زوار دربه الى كافة أنواع القهر المادية والمعنوية والى كل ضروب الاستفزاز. وقد تمثلت الأساليب الإجرامية سواء بمراكش أو بالبيضاء وبالخصوص فيما يلي:
الصعق بالصدمات الكهربائية وخاصة في المناطق الحساسة من الجسم، "الطيارة"، الخنق، "التعلاق" في وضعيات مختلفة بواسطة الأصفاد، التجريد من الملابس، التجويع، التهديد بالانتقام من أفراد العائلة وتعذيبهم... الخ.
عموما عرفت المعتقلات السرية سنة 1984 منافسة حادة في فن التعذيب والاستنطاق وفبركة التهم، وهو ما خلف آثارا بارزة على نفسية وأجساد المعتقلين الى اليوم.
2 - الوضعية داخل السجن المدني بمراكش (بولمهارز):
بعد الفترة السوداء التي قضتها المجموعة بدرب م. الشريف والتي توجت بملفات ينسجم مضمونها وخطاب الملك ليناير 1984 حول الانتفاضة، تم تنقيل أفرادها الى السجن المدني بمراكش، مع الإشارة الى أنه قد تم إلحاق معتقلين آخرين بصفوف المجموعة اعتقلوا في فترات مختلفة بعد يناير 1984. وكانت الوضعية ببولمهارز قاسية وصعبة للغاية، حيث:
- عزل المجموعة في جناح خاص كان فيما سبق مخصصا للمرضى "بالجربة"؛
- عزل بعض أفراد المجموعة في زنازين انفرادية حتى تاريخ المحاكمة؛
- تكدس أزيد من سبعة معتقلين داخل زنازين صغيرة تنعدم فيها التهوية اللازمة وبها مراحيض لا تتوفر فيها المقاييس الصحية؛
- تغذية عفنة وناقصة كما وكيفا، بالإضافة الى الحرمان من أدوات الطبخ؛
- الحرمان من الجرائد والمجلات والكتب الخارجة عن نطاق البرامج الدراسية، ومن الراديو والتلفزيون؛
- الزيارة غير مباشرة ومقتصرة على بعض أفراد العائلة ولا تتعدى مدتها خمس دقائق وتتم عبر شباكين يفصل بينهما ممر يقطعه الحراس مجيئا وذهابا (المزار)؛
- أغطية بالية ومتسخة ومحدود عددها تستعمل كغطاء وفراش؛
- مدة الفسحة محدودة صباحا ومساء؛
- قطع التيار الكهربائي في وقت مبكر من الليل والحرمان من الماء في الأوقات الضرورية؛
- انعدام إمكانية النظافة (الاستحمام مرة واحدة في الأسبوع ولمدة لا تزيد عن عشر دقائق وغالبا ما يتم الحرمان من الماء الساخن)؛
- انعدام ومنع أدوات الترفيه والرياضة كالكرات أو أدوات الشطرنج...
3 - المحاكمة:
بعدما قضت مجموعة مراكش ما يزيد عن ثلاثة أشهر بالسجن المدني بمراكش، في ظل الوضعية الكارثية السالفة الذكر، انطلقت فصول المحاكمة الصورية وشبه المغلقة في 07 ماي 1984. وكانت التهم الرئيسية كالتالي:
- المؤامرة الغاية منها قلب النظام؛
- المس بشخص الملك؛
- الانتماء الى منظمات محظورة؛
- الإخلال بالنظام العام: توزيع المناشير، التحريض على الإضراب، التظاهر في الشارع، تخريب الممتلكات العمومية...
أما الجلسات فلم يسمح بمواكبتها إلا للمحامين الذين تطوعوا من مختلف الهيئات ولفرد واحد أو اثنين من أفراد العائلة، في الوقت الذي كان يسمح فيه لجيوش البوليس السري بملء كل أركان القاعة في سياق محاصرة بناية محكمة الاستئناف والممرات المؤدية للقاعة. وقد رفضت الرئاسة كل الدفوعات الشكلية التي تقدم بها المحامون وكذا طلبات إجراء الخبرة الطبية بالنسبة للمعتقلين الذين كانوا يحملون حتى ذلك الحين آثار التعذيب. ولم تتوان النيابة العامة عن استفزاز المعتقلين أمام عائلاتهم مع إمعانها في مضايقتهم أثناء الاستماع اليهم.
وفي منتصف ليلة 25 ماي 1984 ووفقا للمسار الذي حدد للمحاكمة تم النطق بالأحكام التي تراوحت ما بين سنة واحدة و15 سنة سجنا نافذا. وهي الأحكام التي أزعجت الجميع وخاصة المحامون والعائلات التي رابطت في تلك الأثناء بالقرب من المحكمة. وكان توزيع الأحكام كالآتي:
- سنة واحدة: أربعة معتقلين.
- ثلاث سنوات: خمسة معتقلين.
- أربع سنوات: ثلاثة معتقلين.
- خمس سنوات: ثلاثة معتقلين.
- ثماني سنوات: أربعة معتقلين.
- عشر سنوات: تسعة معتقلين.
- اثنا عشر سنة: ثلاثة معتقلين .
- خمسة عشر سنة: أربعة معتقلين.
وقد التحق بالمجموعة مرة أخرى معتقلون آخرون حوكموا فيما بعد، من بينهم الشهيد بوبكر الدريدي (خمس سنوات). وفي ما يلي أسماء أفراد المجموعة كاملة:
1- حسن أحراث (مراكش): خمسة عشر سنة ؛
2- محمد عباد (مراكش): خمسة عشر سنة (متوفى)؛
3- عبد المجيد مفتاح (سيدي رحال): خمسة عشر سنة ؛
4- محمد اليونسي (مراكش): خمسة عشر سنة ؛
5- لحبيب لقدور (هوارة): اثنا عشر سنة ؛
6- عثمان حاجي (مراكش): اثنا عشر سنة ؛
7- سعيد كنيش (بني ملال): اثنا عشر سنة ؛
8- مصطفى بلهواري (مراكش): عشر سنوات (شهيد)؛
9- مصطفى الحامدي (مراكش): عشر سنوات ؛
10- الطاهر الدريدي (مراكش): عشر سنوات ؛
11- عبد الرحيم سايف (وادي زم): عشر سنوات ؛
12- عبد العزيز معيفي (مراكش): عشر سنوات ؛
13- عبد الرزاق نكيير (مراكش): عشر سنوات ؛
14- عبد الصمد الطعارجي (مراكش): عشر سنوات ؛
15- عبد اللطيف العطروز (مراكش): عشر سنوات ؛
16- الحسين العلواني (قلعة مكونة): عشر سنوات ؛
17- نور الدين جوهاري (وادي زم): ثماني سنوات ؛
18- خالد نارداح (مراكش): ثماني سنوات ؛
19- جمال بنيوب (مراكش): ثماني سنوات ؛
20- عبد الله العمراني (أسفي): ثماني سنوات ؛
21- عبد الكريم بيقاري (مراكش): ثماني سنوات ؛
22- محمد فخر الدين غندي (جمعة سحيم): سبع سنوات ؛
23- محمد خشال (مراكش): ست سنوات ؛
24- الحسين باري (زاوية أيت اسحاق): خمس سنوات؛
25- بوبكر الدريدي (مراكش): خمس سنوات (شهيد) ؛
26- عبد الرحمان عشاق (القباب): خمس سنوات ؛
27- عبد الإله المهمة (مراكش): خمس سنوات ؛
28- كمال سقيتي (مراكش): خمس سنوات ؛
29- عبد الصمد سراج سني (قلعة السراغنة): خمس سنوات ؛
30- عبد الرحيم علول (قلعة السراغنة): خمس سنوات (متوفى)؛
31- رشيد الادريسي (مراكش): أربع سنوات ؛
32- أحمد البوزياني (مراكش): أربع سنوات ؛
33- يوسف بدوي (مراكش): أربع سنوات ؛
34- أحمد الكبناني (مراكش): أربع سنوات ؛
35- عبد الله المخالفي (مراكش): ثلاث سنوات ؛
36- محمد المصريوي (مراكش): ثلاث سنوات ؛
37- أحمد لمحضر (مراكش): ثلاث سنوات ؛
38- محمد بلبرك (مراكش): ثلاث سنوات ؛
39- رشيد مندبيس (مراكش): ثلاث سنوات؛
40- محمد السد (فم الحصن): سنة واحدة ؛
41- ابراهيم الانصاري (مراكش): سنة واحدة ؛
42- عبد الرحمان الكرنصي (مراكش): سنة واحدة ؛
43- صلاح أبو حمزة (مراكش): سنة واحدة؛
44- عمر الصالحي (زاوية الشيخ): سنة واحدة .



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق