29‏/03‏/2015

أنس فاسي فهري // حول ميزانية التسلح - من يؤدي فاتورة مشاركة النظام الرجعي القائم في المغرب اثر العدوان على شعب اليمن؟


مما لاشك فيه ان المستفيد الرئيسي و الاكبر من العدوان على الشعب اليمني هو الامبرياليات و حليفتها الصهونية ثم الانظمة الرجعية، خاصة العربية منها. هذه
الانظمة التي تخلق بؤر التوتر في شتى انحاء العالم لتكريس السيطرة على ثرواته و نهبها و لتمرير ازمتها البنوية على كاهل الشعوب المضهدة.
في نفس الاطار تحقق شركات الصناعات الحربية ارباحا طائلة في كل حروب التقتيل التي تشنها الامبريالية و اديالها في شتى انحاء العالم. فبمجرد ان تعلن نية حرب ما، ترتفع اسهم هده الشركات في البورصة بشكل مهول. و لا ادل على دلك الارتفاع الملحوظ لاسهم شركة رايثون الامريكية و لقيمتها كلما اعلنت حرب ما و من ضمنها الحرب الهمجية على الشعب اليمني. فمثلا الحرب المزعومة على صنيع الامبريالية داعش تكلف في البداية 50 مليون دولار اسبوعيا و قد تصل بعد دلك الى 100 مليون دولار و حتى الى ضعفه فيما بعد. هده العائدات تدهب بشكل مباشر الى الامبريالية و تؤديها انظمة البترودولار بشكل مضاعف طبعا، كما نؤديها نحن، في النهاية، من جيوبنا و يستفيد النظام من التعويضات التي تقدمها انظمة الخليج الرجعية.
جدير بالدكر اولا ان ميزانية الجيش و الانفاق على شراء الاسلحة في المغرب تحتل مراتب متقدمة جدا في افريقيا و العالم. و قد وضع معهد ستوكهولم الجزائر على قائمة الدول الاكثر استيرادا للسلاح، يليها مباشرة المغرب الدي ارتفعت نسبة مقتنيات السلاح فيه ب 1460% (حسب معهد ستوكهولم دائما).
و كانت ميزانية الدفاع في المغرب قد وصلت الى 3.3 مليار دولار سنة 2013، لتقترب من 4 مليار دولار السنة الماضية اي المرتبة التالثة في سلم الميزانيات. و من المقرر ان تصل سنة 2018 الى 4.5 مليار دولار حسب ارقام كان قد اوردها موقع SBwire الامريكي.
واد سجلت ميزانية الانفاق العسكري في العالم 1547 مليار دولار، فان المغرب احتل المركز 46 عالميا.
على ان الاسلحة المقتناة هدفها هو حماية النظام و قمع الحركات الشعبية ليس الا. و لا أدل على دلك القمع الرهيب لكل الانتفاضات التي شهدها المغرب مند 1958، مرورا ب23 مارس 1965، سنوات السبعينات، 20 يونيو 1981، 1984، 14دجنبر 1990..و صولا الى انتفاضة 20 فبراير و ما تلاها من حركات احتجاجية.
على سبيل المثال، يبلغ ثمن طائرة اف16 حوالي 70 مليون دولار، اما تكلفة طائرة الرافال فتصل ل 80 مليون يورو.
و تقدر تكلفة التشغيل لطائرة رافال هاته (cout de fonctionnement) ب 27.000 يورو للساعة، و الطلعة الواحدة تكلف 40.000 يورو. 
و يباع صاروخ توماهوك الواحد بثمن يبلغ 600.000 دولار. اما القنابل الدكية فتكلف 30.000 دولار للقنبلة الواحدة. وهي ارقام مهولة ادا ما نضرنا الى عدد الفقراء و المشردين في العالم، و هو ما يثبت ايضا لمادا تشن الامبريالية الحروب بشكل مستمر في شتى انحاء العالم.
و اد يشارك النظام الرجعي في العدوان على اليمن ب 6 طائرات كما صرحت بدلك بعض وسائل الاعلام، فلنحاول ان نقدر تكلفة فاتورة الحرب الاجرامية هاته.
لنفترض ان هاته الطائرات تقوم بطلعة واحدة فقط كل يوم، فان الكلفة الاسبوعية ستتجاوز حتما 2 ملايين يورو كحد ادنى، ناهيك عن كلفة الاستعمال (l'usure et l'amortissement) ثم الاسلحة المستخدمة و اجور الجنود، الخ. كل هدا من اجل قتل الاطفال و الشيوخ و المدنيين العزل اليمنيين.
على ان الفاتورة الثقيلة هاته تؤديها الجماهير الشعبية عبر اشكال عديدة من ضمنها الضرائب المهولة التي تطال كل السلع و الخدمات في المغرب. و حتى ادا ما ادت دول البترو دولار بعض التعويضات فإن المستفيد الوحيد منها هو النظام و ادياله الرجعيين. و فيما تهدر اموالنا بسخاء منقطع النظير، في المقابل يستمر الفقر المدقع و التهميش و الهجوم على مكتسباتنا الحيوية بشكل غير مسبوق ايضا.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق