31‏/03‏/2015

سعيدة العزوزي// يوم الأرض الفلسطيني.. الماضي والحاضر والمستقبل..

يشكل يوم 30 مارس ذكرى محطة بارزة في تاريخ الكفاح الفلسطيني من جانب، ومن جانب آخر تاريخ إجرام  الكيان الصهيوني، ومعه الأنظمة الرجعية العميلة والمنبطحة، في حق هذا الشعب الأبي. حيث شهدت فلسطين المحتلة اجتياحا
كاسحا لقوى الاحتلال ومصادرة أراضي الفلسطينيين وخاصة في "الجليل"، فعمت الانتفاضة المجيدة من "الجليل" إلى "النقيب"، واجهها جنود الاحتلال بالرصاص الحي وسقط خلالها ستة شهداء من "عرابة" إلى "عين شمس" مرورا "بسخنين" و"كفر كنا"،  ليبق يوما موشوما في تاريخ مكافحة الشعوب واجرام الطغاة.
والاجتياح لم يكن عسكريا وحسب، بل كان في كل المستويات، بداية بالحصار الاقتصادي عبر مصادرة أراضي الفلاحين الفلسطينيين الخصبة، وملاحقتهم بالضرائب المهولة، وتقليص نسبته في التحصيل العلمي وحصرها في الغالب في تخصصات مهنية، وتهجيره قسرا من أرضه وبلاده أفرادا وجماعات واغلاق الباب في وجه جل الراغبين في العودة. 
وبالإضافة للسياسات والإجراءات الصهيونية الاجرامية في حق الشعب الفلسطيني، كانت الضربات القاسية من الخارج أشد هولا، فتواطئ الأنظمة التي ادعت زورا وبهتانا تبنيها للقضية الفلسطينية علنا، في حين كان التطبيع والمساعدات للكيان الصهيوني على قدم وساق من تحت الطاولات الرئاسية والملكية والعسكرية والاستخباراتية.
39 سنة مرت على الأحداث الدموية والشعب الفلسطيني لازال وفيا لثورته وتشبثه بالحق التاريخي في استرجاع أراضيه المغتصبة وإنهاء الاحتلال الصهيوني، ولا يكاد يمر يوم دون أن ينضاف شهداء جدد إلى قافلة شهداء التحرر والانعتاق، وينضاف العشرات من الأسرى إلى الآلاف المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني الغاشم.
 إن أي دعم للقضية للفلسطينية لن يستقيم إلا بفهمنا لعمق وجذور ارتباطها بقضية الشعب المغربي، وذلك راجع بالأساس إلى العلاقة الوطيدة منذ عقود، والمستمرة في الحاضر، بين النظام الرجعي بالمغرب والكيان الصهيوني، وهنا نستحضر حجم الدعم الذي قدمه النظام القائم بالمغرب للكيان الصهيوني، بداية من اتفاقيات التهجير القسري لليهود المغاربة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة في أواسط القرن الماضي، وصولا للدعم الاستخباراتي والسياسي المتبادل في جميع الملفات، ولعل التصريحات الأخيرة لأحد عناصر "الموساد" مؤخرا يفضح بجلاء بعض خبايا عمالة النظام للصهاينة، وهو تأكيد أيضا لمعطيات كانت معروفة سلفا، حيث عمل النظام القائم بالمغرب على ضمان مراقبة للكيان الصهيوني لمؤتمر الدار البيضاء 1965، كمقدمة وعربون في الهندسة والتخطيط لهزيمة 1967، وصولا إلى تجريم نظام الحسن الثاني لكل تضامن مع الشعب الفلسطيني والذي بلغ أوجه سنة 1988 عندما استعمل الجيش الرصاص الحي ضد الشعب المغربي الذي خرج للتضامن مع انتفاضة الحجارة الأولى، ما أدى لسقوط الشهيدة زبيدة خليفة والشهيد عادل الأجراوي بجامعة ظهر المهراز. وهو نفسه الإجرام  الذي ارتكبه النظام في عهد محمد السادس ، والشهيد عبد الرزاق الكاديري، الذي اغتالته قوى القمع في تظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بمدينة مراكش في الأيام الأخيرة من سنة 2008، خير شاهد.
وفي هذا الباب نقول مع القائد جورج حبش "خير ما تقدمونه للقضية الفلسطينية هو نضالكم ضد أنظمتكم الرجعية"، لأن هذه الأنظمة تصطف بجانب الأعداء ضد تحرر الشعب الفلسطيني والتاريخ لن يمحو ضرباتها وسهامها من نفس جبهة الأعداء، وهي نفس الضربات ونفس السهام التي توجه لصدر كافة الشعوب، واجتماعها اليوم على إبادة الشعب اليمني حقيقة ساطعة. فلا معنى للتضامن مع الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب خارج الانخراط الواعي في النضال ضد النظام القائم. فانتصار الثورة هنا أو هناك هو نصر لكافة الشعوب، وتقدم العدو هنا أو هناك هو نكسة لكافة الشعوب.
  30 مارس2015




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق