13‏/04‏/2015

حسن أحراث // قضية الاعتقال السياسي: الحضور والغياب.. (وقفة وزارة العدل يوم 12/04/2015)



"الشعارات والادعاءات والقيل والقال والواجهة من خلال الصورة والصوت..." شيء، والواقع الصامت والناطق أيضا، والآفاق الواعدة شيء آخر، تماما..

أعلنت في وقت سابق أم المعتقل السياسي زكرياء الرقاص بالقنيطرة، في سياق برنامج نضالي متواصل، عن تنظيم وقفة أمام وزارة "العدل والحريات" يوم الأحد 12 أبريل 2015، وهي مبادرة نضالية قوية ومعبرة. لقد وضعت هذه الخطوة المتميزة الجميع أمام مسؤولياته.
من المقصود بالجميع؟
المقصود بكل بساطة، هو كل من تعنيه قضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية، فعلا وقولا، سواء كان معتقلا سياسيا أو عائلة معتقل سياسي أو مناضل (معتقل سياسي سابق أو أحد ضحايا القمع السياسي سابقا، أو مناضل "مستقل"...) أو حزب سياسي أو تيار سياسي أو نقابة أو جمعية..
بهذا المعنى يظهر أن "الجميع" كبير، وقد يسجل الموقف المناسب في اللحظة المناسبة..
بدون شك، الوقفة رمزية.. وقد يكون لها ما بعدها، في علاقة الأمر بواقع القمع والاضطهاد والاستغلال.. واقع الصراع الطبقي.. فالقضية طبقية في الأول والآخر..
لقد نجحت الوقفة سياسيا، وسجلت روح الحرب المستمرة ضد النظام القائم..
لقد حضرت عائلات المعتقلين السياسيين الى الرباط (العاصمة) من أبعد النقط الجغرافية كالناضور (عائلة المعتقل السياسي بوجدة ميمون أزناي)، وحضر المناضلون من مختلف "الطيف" السياسي (طلبة –الاتحاد الوطني لطلبة المغرب- ومعطلون وحزبيون ونقابيون وجمعويون..).
لكن، وهنا بيت القصيد..
هل عكس الحضور انخراط "الجميع" في المعركة، وقفة وزارة العدل بالرباط يوم 12 أبريل 2015؟
يقول الواقع المر وتقول الحقيقة العارية: لقد سجلت غيابات كثيرة، خاصة في صفوف الأحزاب والنقابات والجمعيات..
غابت "رموز" الأحزاب والنقابات والجمعيات، المهووسة بسحر الكاميرات، ومنها المتهافتات والمتهافتون على الصفوف الأمامية إبان الوقفات الروتينية الباردة.. كوقفات "التضامن" مع ضحايا "الوقواق".. 
غابت قواعد الأحزاب والنقابات والجمعيات..
فالحزب، ليس مناضلا واحدا أو مناضلين اثنين.. وكذلك بالنسبة للنقابة والجمعية...
إن المناسبة أكبر مما تستدعيه ندوة أو محاضرة أو مشاركة رمزية.. لقد طوقت الأجهزة القمعية المكان، وقد لا يكفيها استباحة الأجساد وإسالة الدماء..
إن انخراط الحزب يعني التعبئة القوية في صفوفه (بين أعضائه وعضواته) من أجل المشاركة الفاعلة والمؤثرة لإنجاح المبادرة النضالية المعنية وحمايتها، وكذلك الشأن بالنسبة للنقابة والجمعية..
من حقنا أن نفرح وأن نعتز بانتصارنا، وهو انتصار لكافة عائلات المعتقلين السياسيين، وانتصار لأبنائهم الغارقين في سجون الذل والعار وفي الزنازين.. انتصار لكافة المعتقلين السياسيين.. انتصار لكل المناضلين.. انتصار للقضية الواحدة، قضية الشعب المغربي.. قضية العمال والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين.. 
لكن، لابد من قول ما يجب أن يقال بالصوت المرتفع (المختصر المفيد) بدل الصوت المنخفض (النميمة).. إنها المسؤولية النضالية..
كفى من "الاستغفال"!!
كفى من المجاملة!!
فلم تحضر الأحزاب.. ولم تحضر النقابات.. ولم تحضر الجمعيات..
هل نتمثل عدد الأحزاب والنقابات والجمعيات ببلدنا الحبيب المغرب، بفدرالياتها وائتلافاتها..؟ 
طبعا، لا نقصد الأحزاب الرجعية، سواء الظلامية أو الشوفينية أو ما شابهها، ولا نقصد جمعيات "السهول والوديان..."، ولا نقصد القيادات النقابية البيروقراطية، بل المافيوزية.. 
إنه الغياب الذي يعني التخاذل، إنه الغياب الذي يفضح "الادعاءات والشعارات والقيل والقال والواجهة من خلال الصوت والصورة"، خاصة داخل القاعات وبين الجدران وعلى صفحات العالم الافتراضي..
إن المبدئية والالتزام شيء (نبيل) والادعاء والمناورة (الانتهازية المقيتة..) شيء آخر (بغيض)، تماما..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق