01‏/05‏/2015

أنس فاسي فهري// ليسقط الرأسمال و لتحيا الطبقة العاملة!

لماذا تسود التناقضات الطبقية الصارخة في جميع البلدان التي يسود فيها الرأسمال؟ من المسؤول عن وجود اﻻضطهاد، و اﻻستغلال، و القمع، و التمييز، و الجوع، و الفقر، و الحروب؟ لماذا ينعم قلة قليلة جداً من اﻻغنياء بعيش فيه البدخ
و الترف و صرف أموال مصدرها عرق جبين الطبقات المسحوقة، في حين تخوض اﻻغلبية الساحقة نضاﻻ دؤوبا من اجل كسرة من الخبز؟ لماذا تحرم الجماهير الشعبية من حقها المقدس في الغداء و الصحة و التعليم و السكن؟ فيما هده القلة القليلة تستحود على كل شيء، تسيج الهكتارات و تشيد القصور و تبني المعامل تلو المعامل و تنفق بشكل مريب امواﻻ مصدرها فائض اﻻنتاج اﻻجتماعي الدي تنتجه الطبقة العاملة و الفﻻحون الفقراء و عموم الكادحين؟ لماذا نجد مﻻيين الرجال والنساء محرومين من العمل، و منهم من يصطفون صفوفا للحصول على صحن صغير من حساء "اﻻحسان" و يبيتون الليل على اﻻرصفة ملتحفين الكرتون و الجرائد، فيما تصرف اﻻموال الطائلة على هده الحفنة القليلة من البرجوازية المتعفنة و اديالها الرجعيين؟ لمادا يموت عشرات الكادحين كل يوم في عرض البحار عبر قوارب الموت هربا من ويلات الجوع؟ لمادا تهدر ثروات لا نظير لها، هي في الاصل ملك للشعب، في التسلح و مهرجانات البهرجة و كرة القدم و الغولف مع انها تكفي و أكثر لتغطية و تأمين حاجيات الشعب؟ لمادا امتلأت السجون بالمعتقلين السياسيين و تزيد يوما عن يوم حدة القمع و بطش الانظمة الرجعية؟... 
انها تناقضات و عمق اﻻزمة البنيوية التي تعيشها الرأسمالية و الانظمة التابعة لها المبنية على استغﻻل اﻻنسان لﻻنسان..انه الرأسمال الدي شبهه كارل ماركس ب "الغول الدي لا يعيش الا حين يمتص الدم و العرق من عبيده المأجورين"..فالهدف الرئيس للانتاج الرأسمالي هو اغناء البرجوازية بشكل دائم و الى ما لا نهاية..هي ادن الية انتاج فائض القيمة و استملاكه من طرف الرأسمالية..
ان الازمة العامة و العميقة للرأسمالية تشبه الى حد كبير ازمة الامبراطورية الرومانية التي كانت ترمز لتفسخ النظام العبودي. و قد نشأت هده الازمة عن تفاقم التناقضات الداخلية في اقتصاديات الدول الامبريالية و الدول التابعة لها، و تعاظم التناقض الطبقي بين الرأسمال و العمل. ازمة طالت نظامها الانتاجي ثم النقدي و المالي و لا ادل على دلك الحديث المتواصل مند سنين، و بمطلحات خاصة، على "الركود" و "التضخم" (الخ) التي تلازم بشكل مستديم الاقتصاد الرأسمالي. و قد بلغت البطالة دروتها حيث طالت الازمة جميع الفروع الرئيسية كقطاع السيارات و التعدين و البناء ثم الابناك و مؤسسات مالية عديدة (و غيرها). فتفاقم ايضا عجز الميزانيات بشكل مهول. و بلغت دول عديدة حافة الافلاس. و هو ما دفع ملايين الناس للخروج للشوارع في معظم المدن عبر العالم، و قد احتل المتضاهرون الامريكيون بورصة ويول ستريت و هم يرفعون شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" باللغة العربية! 
في مقابل الازمة الاقتصادية، يوجد مجتمع رأسمالي مريض، اد من الضروري ان تشمل الازمة حقول الثقافة و السياسة و الاخلاق (كانعكاس للازمة في البناء التحتي).
ان الازمة التي تعيشها الامبريالية ستزداد اتساعا و شساعة و عمقا و سيزداد الخناق بشكل منقطع النظير. اما الجماهير الشعبية فسيتعاظم نضالها الدي يهدف الى تغيير المجتمع بشكل جدري و حاسم. 
ادن لا ينبغي الانتظار فمواجهة الاستغلال و الاضطهاد و الاستيلاب و اجتثاثهم هي ضرورة ملحة.. هده المواجهة ينبغي ان تتم في كل حقول الصراع، الاقتصادي و السياسي و الايديولوجي.. ينبغي ان تتم في كل مكان، في المعمل و الضيعة و الشارع..
ان مستقبلنا ، مستقبل الانسانية للتحرر من نير التبعية للامبريالية، يرتبط بطبيعة و حجم النضال الطبقي الدي ينبغي ان نخوضه ضد الرأسمال و ادياله الرجعيين لهدم آلة الدولة القديمة و بناء مجتمع العدالة و الحرية الدي نصبو اليه..لن تؤدي المهادنة او الركون الى الخلف الا لامتصاص المزيد من دمائنا..لن تؤدي الا لاغراقنا بمزيد من قروض البنوك العالمية لاجيال و اجيال، قروض يستولي عليها البرجوازيون و اصحاب الرأسمال..لن تؤدي المهادنة الا للاجهاز على ما تبقى من مكتسبات الجماهير الشعبية و اغراقها في فقر اكثر شدة من دي قبل..
فليوثق الماركسيون اللينينيون صفوفهم، و ليلتحموا أكثر فأكثر بهموم البروليتاريا و عموم الكادحين..و لتأخد دعوات التحريض بعدها الحقيقي في صفوفهم..
فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام فكرة الثورة الشيوعية فليس لنا ما نفقده سوى القيود و اﻻغﻻل و نربح من وراء دلك عالما بأسره. .يا عمال العالم اتحدوا..
تحية نضالية للطبقة العاملة في عيدها اﻻممي و الخزي و العار لكل من تراجع و خان، الخزي و العار لقوى الرجعية و الظﻻم.
30 أبريل 2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق