02‏/05‏/2015

أحمد بيان // السجود للبيروقراطية النقابية أبشع من السجود للنظام



عندما قيل: "الاحتكام الى التاريخ"، فليس ذلك عبثا. إنها حكمة العظماء..
إن التاريخ الحقيقي، التاريخ غير المزور، تاريخ الصراع الطبقي، يكشف الحقيقة، طال الزمن أو قصر.. فلا تنفع الشعارات البراقة والمواقف المتنطعة والاتهامات المجانية.. 
قيل كذلك (أخلاقيا): "عند الامتحان يعز المرء أو يهان".. فأن تكون مناضلا أو لا تكون.. لا مجال للمناورة.. ولا مجال للتستر..
وامتحان اليوم هو "فاتح ماي 2015" بالمغرب (بلد العجائب والغرائب).. إنه امتحان فاصل، بل امتحان فاضح..
كانت امتحانات عدة سابقا.. سترت/حجبت المناورة أو المناورات الحقيقة، وكذلك الفضائح النتنة.. كان اللف والدوران.. كان المكر والخديعة.. كان الخبث والجبن..
لكن، الى متى؟ إن التاريخ لا يرحم..
ها هو فاتح ماي 2015.. العيد الأممي للعمال.. العيد الذي انتزع بالدم والبطولات والتضحيات الجسيمة.. المناسبة المنتظرة للتعبير عن المعاناة وفضح الاستغلال والاضطهاد وإعلان الانتماء الى المستقبل.. الى الثورة..
هل قرار إلغاء تخليد فاتح ماي قراركم؟
هل قرار إلغاء تخليد فاتح ماي قرار العمال؟
هل قرار الإلغاء قرار القواعد النقابية؟
إنه قرار القيادات النقابية البيروقراطية الخائنة..
إنه قرار الأحزاب السياسية المتواطئة، الأحزاب الرجعية (الظلامية والشوفينية...) والإصلاحية (طولا وعرضا)..
إنها قمة الانتهازية الطبقية
إنه في الحقيقة، قرار النظام..
قرار يهم بالأساس الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل..
أما عدا ذلك، فليخلد أو يلغ، سيان..
لماذا تنفيذ هذا القرار، يا من نفذ قرار الإلغاء بعد إعلان التخليد، بدون خجل؟
أين الصدق النضالي؟ أين الوضوح السياسي والإيديولوجي؟
هل نستغرب لتنفيذ القرار من طرف الميلودي موخاريق وعصابته أو من طرف محمد نوبير الأموي وزبانيته؟
طبعا، لا..
إننا نستغرب لتنفيذ القرار من طرف "الثوار"..
فأين المبدئية؟ وأين الشعارات الثورية؟
أين الصراع الطبقي؟ أين الطبقة العاملة من كل هذا؟
أين الكفاحية؟ أين محاربة رموز الفساد والريع؟ أين "الدمقرطة"؟
ليترك المناضل الحقيقي ماركس وانجلز ولينين وستالين وماو وغيفارا وغيرهم من الرموز التاريخية الأممية وشهداء شعبنا ومعتقليه السياسيين، ليقول: "ها أنذا".. وليجسد على أرض الواقع "روح/فكر/ممارسة" هؤلاء الرموز والشهداء والمعتقلين السياسيين..
لقد دقت ساعة الحقيقة.. الحقيقة الثورية.. الحقيقة المرة..
لا مجال للقرار المهادن أو لموقف "بين بين"..
لا مجال للمزايدة بعد الآن..
فاتح ماي 2015 كشف الخيط الأبيض من الخيط الأسود. أو بالأحرى، الخيط الأحمر من الخيط الأصفر..
نصيحة "رفاقية": البحر اللجي أرحم/أكرم من البركة الآسنة..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق