27‏/05‏/2015

يوسف وهبي// في ذكرى استشهاد المناضل عبد الله موناصير.

ارتبطت حياة المناضل العمالي الشهيد عبد الله موناصير، شهيد الطبقة العاملة في قطاع البحر، - كونه كان عاملا بروليتاريا في صفوفهم -، بالعمل الميداني.
ذلك أنه كان دائم الحضور في المعارك العمالية (نضالات عمال وعاملات قطاع التصبير، النضالات الشعبية فيما يسمى بالسكن العشوائي...)، بل شارك في تأطير العديد منها، بالإضافة الى كونه من المؤسسين للجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين بالمغرب –فرع أكادير. وقد شهدت بداية سنوات التسعينات حركة نضالية جد متقدمة في ظل تفاقم الاستغلال الذي يتعرض له العمال بقطاع البحر وحجم الثروات التي يساهمون في إنتاجها، وكذلك لارتباط هذا القطاع المنتج بالتحالف الطبقي المسيطر من خلال البيروقراطية المدنية والعسكرية التي نهبت ونظمت الاستنزاف الشديد لقوة العمل، والبيئة البحرية، استكمالا لدورها كوكيل (كومبرادوري) للامبريالية العالمية وبتواطؤ مكشوف من القيادات النقابية المحلية التي أتمت عملية الاستغلال بأخذ نصيبها من عرق العامل الكادح.
لقد تبنى الشهيد قضية عمال البحر وعمل على ربط الصلات بالبحارة من خلال مشكل تعاضدية بحارة الصيد الساحلي وما يكتسيه في انشغالاتهم، وعمل من خلالها على بناء نقابة ديمقراطية كفاحية جماهيرية. وهو ما لم يستسغه النظام القائم وزبانيته البورجوازية، حيث تم طرده من اجتماعات اللجنة المشكلة لمحاسبة رئيس التعاضدية. كما أن بيروقراطية الاتحاد المحلي لنقابة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل المحاصرة للفعل النضالي الجاد قد عملت على طرده منها، بل إن الكاتب الوطني الأبدي وعند التوجه لعرض مسألة الطرد التي تعرض لها الشهيد بمعية رفيق دربه في النضال، قد استهزأ بهما وقال: "ياك غير طردكوم، أنا ما كرهت للي يطردني ونمشي فحالي.."
تأسست نقابة بحارة الصيد الساحلي بأكادير المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل في مارس 1997، واشتغلت على ملف التعاضدية التي نهبت أموال البحارة، كما تابعت المطالب الفئوية لقطاع البحارة. لكن النظام انتبه الى ضرورة وقف التقدم الحاصل في وعي العمال ونقابتهم الكفاحية، وهو الذي لن يسمح بالإخلال بمنظومة الرأسمال والعمل الاجتماعي، ليتم اختطاف المناضل العمالي عبد الله موناصير في حدود الساعة الخامسة من يوم 27 ماي 1997، ولتظهر جثته وعليها آثار التعذيب بالحوض المينائي لأكادير يوم 31 ماي من نفس السنة. 
وعند سماع خبر استشهاد المناضل عبد الله موناصير، وبفعل تشبث عائلته بكشف حقيقة الاغتيال وبحكم جماهيرية الفئة العمالية التي قدم الشهيد حياته قربانا من أجلها وحجم إنتاجيتها بالمنطقة، شهدت مدينة أكادير وجماهيرها الشعبية نهوضا نضاليا قل نظيره، عرى عن وجه النظام الدموي وزبانيته المأجورة من بورجوازية مافيوزية وبيروقراطية نقابية ملتحقة ومتحالفة منذئذ مع النظام، من خلال الضغط على أجهزة النظام (بوليس، قضاء) على إطلاق سراح مجموعة من النقابيين حاولوا إلصاق تهمة القتل بهم كمحاولة تضليل، لكن حجم الصمود الشعبي والعمالي أحبط المؤامرة وتم الاعتراف ضمنيا بعمليتي الاختطاف والاغتيال. بالإضافة إلى مجموعة من المكاسب العمالية الآنية للبحارة سرعان ما تم التراجع عنها. 
إن الإضرابات العمالية البطولية للبحارة والتي استمرت زهاء السنة والنصف كشفت محدودية النصر الجزئي والدائم، ذلك أن التحالف الطبقي وبمعية البيروقراطية النقابية والاستفراد بالعمال جغرافيا وقطاعيا، بالإضافة لغياب المعبر السياسي الحقيقي الثوري، ذلك أن تكرار الفصل الذي يحكم المناضلين ما بين النضال العمالي أو المطلبي والنضال السياسي الطبقي وتأسيسه وبناء السياسات على أساس هذا الفصل وكل حالة على حدة، عملا على إجهاض العديد من المعارك النضالية رغم التضحيات الجسام التي قدمتها الطبقة العاملة المغربية.
 27 ماي2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق