14‏/06‏/2015

أحمد بيان // فضيحة البكالوريا المغربية عنوان فشل منظومة برمتها


إن فضيحة البكالوريا تفرض، من كل زوايا النظر ومن بينها "ربط المسؤولية بالمحاسبة" (دستور 2011 الممنوح)، استقالة الوزير المسؤول عن القطاع. وذلك
"أضعف الإيمان" وسيرا على خطى تطويق الفضائح التي لازمت فريق البهلوان بنكيران (رئيس الحكومة/"الشوهة")، بدء بفضيحة الكروج (الشكلاطة) وعبر فضيحة أوزين (الكراطة) وصولا الى فضيحة/مهزلة "العشيقين" الشوباني وبنخلدون.. فأمام هذه الفضيحة المدوية، أي مصداقية لباقي الأوراش المفتوحة (التدابير ذات الأولوية..)؟ أي أمل؟ أي مستقبل؟ 

علما أنه من السذاجة، أو من الجهل، الاعتقاد أن الحكومة "المغربية" تحكم أو أن الوزير "المغربي" يحكم.. إن النظام القائم بالمغرب، كنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، هو من يحكم فعلا وبقوة الحديد والنار، وفق ما تتطلبه مصالحه الطبقية المرتبطة أشد الارتباط بمصالح الامبريالية، سواء في مجال التربية والتكوين أو في المجالين السياسي والاقتصادي وأي مجال آخر..
وما حصل إبان امتحانات البكالوريا (دورة يونيو 2015) يستدعي فعلا استقالة وزير التربية الوطنية والتكوين المهني.. وذلك بعد اعتراف (بقوة الواقع) وزارته بفشلها في محاربة الغش (مادة الرياضيات، على الأقل)، ليس في صفوف التلاميذ، بل في صفوفها.. والغشاش لا يمكن ّأن يحارب الغش.. قد يحارب الغشاشين المنافسين، لكن لا يمكن أن يحارب الغش..
إن السؤال الأول الذي بقي معلقا، هو: لماذا، من الأصل، "استوزار" هذا الوزير "التكنوقراطي" (الشيخ) بعد فشل "استوزاره" الأول (تسعينات القرن الماضي)؟ ما هو جديده (تصوره)؟ ما هو برنامجه؟
طبعا، ليس بلمختار وحده "يضوي البلاد"؟ !!لقد أظلمها فعلا، طولا وعرضا.. 
وما يتم تداوله الآن (التدابير ذات الأولوية على غرار البرنامج الاستعجالي...) لا يحمل جديدا يذكر.. إن المنتوج الجديد/القديم "يوطن" توصيات المؤسسات المالية الخاضعة للامبريالية، وينسجم ورؤى أصدقاء النظام الامبرياليين.. 
"لقد تمخض الجبل، فولد فأرا".. نعم، فبلمختار ووزارته تجندا بكل قوة لمحاربة الغش في صفوف التلاميذ.. لكنهما نسيا/تناسيا الغش المعشش في ثنايا بيتهما..
والخطير أن بلمختار بعبقريته الفذة قد تجاهل المدخل التربوي لمحاربة الغش.. لقد لجأ الى المقاربة الأمنية "الميكانيكية" الفجة.. إنها الطريقة الهوليودية، البعيدة كل البعد عن الخلفية التربوية.. ومن الطبيعي انتظار ردود الفعل المتحدية، سواء المنظمة أو العشوائية والمعزولة..
أما الغريب، فتختزله الأسئلة: لماذا كل هذا "الاستنفار"؟ لماذا كل هذه "الضجة"؟ لماذا محاربة الغش الآن والآن فقط، واللجوء الى الصمت بالنسبة للمستويات التعليمية السابقة للبكالوريا (الابتدائي والإعدادي...)؟
لقد فقدت شهادة البكالوريا قيمتها.. فلم تعد تلك البوابة نحو المستقبل المطمئن.. إنها جواز سفر بدون فيزا.. إنها لا شيء..
بالواضح، لم تعد البكالوريا تعني شيئا، في ظل العتبات التعجيزية، وفي ظل الزبونية والرشوة.. في ظل الهدايا الممنوحة للتعليم الخصوصي (المسالك الدولية/"السحرية" للبكالوريا...).. 
فالمدارس والمعاهد والمؤسسات العليا لأصحابها المحظوظين.. ولأبناء الشعب الشارع والسجن (سواء الجامعة أو خارجها) والموت..
إن ادعاء محاربة الغش في ظل بيئة طبقية موبوءة (اعتماد الريع والغش والاستغلال والتدليس والتواطؤ والقمع...)، لا يمكن إلا أن يولد الغش و"أبناء عمومته"..
إن محاربة الغش بالطرق الهوليودية والترهيبية (الرعب والتهويل..)، لا يمكن إلا أن يولد المزيد من الغش والإصرار على الغش..
ويكفي بلمختار ووزارته، بل ويكفي النظام، قمع نضالات شعبنا وتصديه الإجرامي للحركات الاحتجاجية وعده لأنفاس المناضلين..
أما الغش، فليكن وليستمر.. ليستمر النظام القائم على جراح شعبنا..

مواضيع ذات صلة:



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق