28‏/08‏/2015

محمد حومد // في ذكرى الشهداء - كيف نقرأ الالتزام بالخط الثوري؟


و نحن على أبواب تخليد الذكرى الواحد و الثلاثين لاستشهاد الرفيقين الدريدي و بالهواري، و في خضم أجواء تخليد الذكرى لكل من الرفيقين شباضة و المزياني، نطرح السؤال التالي : كيف نقرأ الالتزام بالخط الثوري ، حتى يكون في تخليد ذكراهم و ذكرى جميع الشهداء معنى؟

إن القاسم المشترك العريض بين الشهداء الأربع، شهداء شهر غشت، بالإضافة إلى الشهيدة سعيدة ، رمز المرأة المغربية ٬ المؤسس الحقيقي لمدرسة الاضرابات اللامحدودة عن الطعام ببلادنا٬ هو استشهادهم عبر خوضهم لاضراب اللامحدود عن الطعام٠٠٠٠
إنها معركة من الحجم الثقيل ٬ معركة حرق السفن و اللاعودة ٬ معركة الاستماتة في الدفاع عن الموقف ، معركة لا للولاء٬ معركة الانتصار ٠٠٠
صراع بين القوة المادية المتوحشة للجلاد و قوة الإيمان الفولاذية و القناعة الفكرية الصلبة للمناضل المضرب عن الطعام لانتزاع مطالبه المشروعة و العادلة في ظل ميزان قوى سياسية غير متكافئ ، أو بالأحرى في ظل غياب قوة سياسية ثورية منظمة تدافع عن المضربين و المعتقلين السياسيين و طليعة الشعب المغربي ، و أسطر بالخط الأحمر على، منظمة، لأن الضجيج ''الثوري'' الذي يملأ اليوم الدنيا صخبا يحجب الخطى السديدة على أنضار من وصلت بهم الوقاحة لاعتماد أسلوب النذالة من أجل الطعن في أي تجربة رأت النور ليستمروا في ملإ فراغهم بالضجيج '' الثوري'' من دون أي خطوة جادة تهدف إلى رص النواة الأولى في درب النضال و الكفاح. فرغم إدراك المناضل المضرب للتفوق الهائل للنظام لكونه يملك ترسانة ضخمة على جميع المستويات من الترهيب الى الترغيب بشتى الوسائل القذرة ، عبر تسخير بيادقه المباشرة و الغير المباشرة لهزمه و تجريده من أبسط الحقوق ، فالتزام المناضل المضرب بخطه الكفاحي بعد اقتناعه بخوض المعركة و رسمه لها الآفاق التي يراها مناسبة له وفق الشروط التي يمر منها سواء داخل الزنزانة أو خارجها (تجربة مصطفى المزياني في بدايتها) فلا جحافل و لا الأيادي الخفية للنظام تستطيع وقف الزحف الثوري للمناضل المضرب ، بل تجدها ترتعش أمام صلابة المناضل و خصيصا عندما يكون التضامن بين المضربين عن الطعام قويا و يفوق بكثير اعتقادات و أوهام النظام مثلما حصل مع مجموعة مراكش ، حيث تدخلت الاجهزة الطبية و لمدة ست سنوات و نصف لكي لا تتكرر فاجعتنا(إجرام النظام) التي نحن على أبواب ذكراها اليوم، إنه التزام بالخط الثوري/الجذري، فهذا الصمود و الثبات على الموقف رغم المعاناة المادية و المعنوية القاسية جدا هوبحد ذاته التزام بالخط الثوري/الجذري، إن في هذا التحدي و الصمود إشارة واضحة تفقأ الأعين للانتماء السياسي الذي يعتزون به ضاربين عرض الحائط كل المبالغين و المفرطين إلى حد الهلوسة في العمل السري و أولئك المنكفئين على الجدران، إن سقوط الشهيد من داخل الاضراب هو نسف مدوي للأيادي التي تبحث على مرتع يقوي مواسمها النضالية.
إن إعلان المعركة هو نداء للمعنيين من أجل خوض الصراع ضد النظام ، من أجل الفعل الثوري الجاد و ليس من أجل الضجيج ، نداء من أجل البناء السياسي في أفق بناء الحزب الثوري البروليتاري، فتضحيات الشهداء يجب أن تأخد مكانتها السياسية الحقيقية في الفضاء السياسي العام و ليس اختصارها و تقويضها في حقول مغلقة قد يراها البعض الحاقد حقول الشباب الطائش ، إن الاستشهاد هو أقصى التضحيات فلنرقى بهذه التضحيات إلى موقعها و مكانتها المناسبة و كفى من النضال الموسمي و المزاجي المناسباتي



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق