14‏/09‏/2015

في الذكرى الثانية لإعلان -تيار البديل الجذري المغربي- طريقنا لإنجاز المهام الملحة التي لا تقبل التأجيل..

منذ صدور نداء "آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني" تعرضت فكرة تنظيم الماركسيين اللينينيين المغاربة لهجمة إعلامية عنيفة ومسعورة، قل نظيرها، وتصاعدت عقب الإعلان (بعد سنة) عن "تيار البديل الجذري المغربي"، وما تزال
مستمرة حتى الآن وبأساليب ماكرة مختلفة. بدون شك، يحتاج شرحها وتدقيق تفاصيلها وأبعادها الى العديد من الأعمال والوقت كذلك. وظلت غايات الواقفين خلفها المتمثلة في دحر وتدمير المبادرة النضالية الجريئة والتاريخية ومحوها، مجهولة لغالبية المناضلين والمتتبعين للأحداث والتطورات السياسية ببلدنا، علما أن خلفياتها رغم ذلك بدأت تنكشف شيئا فشيئا. وقد اشترك في هذه الهجمة الشرسة، وعلى قدم المساواة، وبأسماء مستعارة في أغلب الأحيان (جبناء!!!)، كل أعداء شعبنا في التحرر والخلاص، من النظام وحواريه وكذا كل العجزة المتشدقين بالشعارات الرنانة والمنبطحين والطفيليين والتائهين. وقد جرت عملية تطويق وحصار مهول ل"التيار"، على جميع المستويات، إلى حد "إجماع" جل القوى خلف العدو في تدبيره للمؤامرات وخلق أوكار الدمار واختراق الجبهات المناضلة المزعجة. في وقت لا تستدعي ضخامة المهمة التاريخية، المتجسدة في بناء الأداة السياسية الثورية للطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين، التي تأسس التيار من أجل إنجازها، تنظيميا وسياسيا، الانجرار في هوامش الصراع والطعن/الضرب العشوائي في كل الاتجاهات. ولأن مصير شعبنا يتوقف على ذات المهمة، فلا وقت ينفع مع الجدال الفارغ والعقيم وهوامش الصراع، وتعكير الأجواء بعيدا عن المهام الجوهرية، وكل ما قد يعيق أو يزيح التقدم الى الأمام. وبسبب ذلك يحارب ويسخر العدو، أي النظام اللاوطني اللاديموقراطي اللاشعبي، كل أدواته وكل كلابه الضالة وكل أزلامه، ومعه كل الأقزام والعجزة والتائهين في تحالفات موضوعية "مقدسة" غير معلنة، لحصار وعزل "تيار البديل الجذري المغربي"، بحيث يعمل كل الطفيليين على التشويش ونشر الأسطوانات المشروخة وتلفيق التهم العالقة في الأذهان المريضة ضده بعدما نزعت مبادرته الثورية العملية، وانتقاداته الحازمة والجريئة، ورقة "التوت" عن أجسادهم المتسخة والمترهلة، وأبانت عن حقيقتهم وعجزهم، لأن ما يطرحه من مهمات تفضح حقيقة الأقزام وتنذر النظام بمصيره الحتمي. وقبل ذلك، يعد "تيار البديل الجذري المغربي" التعبير المتقدم في الشارع السياسي المغربي صاحب المواقف المنسجمة والإستراتيجية الواضحة، والملتزم بها في الممارسة، ولو في حدود إمكاناته، وفي مواقفه السياسية الجريئة في كل التطورات والمستجدات وفي كل اللحظات الحالكة التي تجف فيها أقلام الطفيليين ويخرس لسانهم وعويلهم، حيث يكون له السبق والجرأة في اقتحام لهيب النيران، في الوقت المناسب، في مجابهة حقيقية للعدو وحلفائه وأزلامه وبمواقف ثورية دقيقة ومنحازة لشعبنا بكل وضوح ومعبرة عن المصلحة الحقيقية للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين.
من هنا نرى كيف أن العديد من المقالات والتعليقات وخربشات المشوشين على "النت"، التي ظهرت في الفترة الأخيرة، وكذا منذ إعلان التيار عن ذاته، تقيس التيار بمقاييس "النضال" المبتذلة والمكشوفة/"التحياح" وأخرى تقيسه بمقياس فقرات النصوص الحمراء وتحول المسألة الى ركام من الصيغ والأدبيات، مع تبادل الإعجاب بين الطرفين وبميوعة ليبرالية مقيتة. واتخذ هذا "المنهج" الذي حركته حوافز تكتيكية بالدرجة الأولى، طابع الصخب والمبالغة والضجيج، وكان محكوما بمتطلبات الهجوم والتشويش الإعلاميين في غالب الأحيان لزرع الحقد والأكاذيب والوشايات، وتغليب العادة الببغاوية والانتقائية في ترتيل النصوص الماركسية المحشوة في سياقات النقد مع الميل الكلي للجمود النصي والمذهبي الى جانب العويل والصراخ الصبياني، سواء بسواء، وشكل عقبة دون التمرس الفكري السليم للشباب ذوي التعاطف والميل للنظرية العلمية، الماركسية اللينينية، ودون تربية ملكاتهم تربية ثورية، ودون رسم مسار سياسي صحيح، ودون توطيد صلاتهم بالجماهير والتوجه لقيادة نضالاتها الثورية بنجاح. بل كان التشويش الإعلامي ورقة رابحة، وخدمة جليلة، للقوى الانتهازية ولأحزاب النظام من أجل نشر شباكها الرثة في أوساط الشباب الثائر و"المتمرد" لاصطياد المترددين واليائسين. 
كل هذا الهجوم لم ولن يثنينا في "تيار البديل الجذري المغربي" عن التقدم بثبات وبكل مسؤولية لشق طريقنا ونحن واعون بمستوى التحديات وحجم قوى العدو والخصوم، مهما كلفتنا التضحيات، في أفق إنجاز مهمة البناء السياسي لأداة الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين، كمسؤولية تاريخية لا تقبل التأجيل والمهاترات والهوامش لحرف المسار عن المهام الملحة لصد هجوم قوى العدو المستنفرة على جميع الجبهات والمدمرة لكل فعل احتجاجي ونضالي ولجل مكتسبات شعبنا بتواطؤ مكشوف لأحزاب ونقابات الذل والانبطاح والعمالة. بل تستدعي،أي المهام الملحة، إخضاع كل الجهود وكل القوى لفعل منظم جاد ومسؤول وواع ومبني على تكتيكات دقيقة ومنسجمة للخروج من أزمة الذات الراهنة. علما وإيمانا منا أنه لا وجود لنماذج في الزمن والمكان جاهزة من أجل استنساخ تكتيكاتها وأشكال هياكلها لخلق الأداة السياسة للطبقة العاملة. فالتاريخ لا يعيد نفسه، وما يقدمه لنا من خبرات ونماذج التجارب التاريخية للحركات الثورية عبر العالم وفي بلدنا، هي مادة ليس للتمثل والاستنساخ بل للدراسة والتحليل لاستيعابها، والاسترشاد بها لخلق وإبداع البديل الجذري المنشود. فمما يستدعيه النضال من أجل التحرر وبناء المجتمع الاشتراكي هو جعل حركة الجماهير الشعبية، وفي المقدمة الطبقة العاملة، في ديناميتها وفعلها، مرتبطة بوعي وبمسؤولية وبشكل منظم بالنضال من أجل التحرر المبني على مشروع مجتمعي بديل يتناقض وأسس المجتمعات الرأسمالية باعتبار أن العصر الراهن، عصر الامبريالية الذهبي، يستحيل فيه الفصل بين التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي. فلا معنى للحديث باسم "الماركسيين اللينينيين" انطلاقا من ترديد الشعارات العامة وأقوال الكتب، لأن القضية لا تتوقف الآن حول قوة الترديد لمفردات الكتب الحمراء وشعارات الحركة الماركسية اللينينية لمرحلة السبعينات، فالحركة الماركسية اللينينية الآن ليست مطالبة بإعادة الانكباب على قضايا نظرية تم حلها حلا علميا في مراحل سابقة والعودة إليها من أجل تكرارها ولوكها لحد الملل، بل إننا نؤمن أن المهمة الآن في كيفية الانكباب على العمل لتجسيد القضايا النظرية على أرض الواقع والذي يعتبر بناء المنظمة الثورية المهمة والهدف الملح الذي لا يقبل التأجيل أو التهرب.. كما أن ترديد غياب المنظمة الثورية دون الخطوات الجادة والمبادرات العملية المسؤولة للتقدم في انجاز المهمة ليس سوى عجزا وأسلوبا لاجترار الأزمة. إن المسافة القائمة بين النظرية والممارسة لا يمكن تغطيتها بالضجيج والصخب والعويل وترتيل الشعارات الثورية. فالعلاقة بين الفكر السياسي وممارسته، بين النظرية والتطبيق، تطرح مسألة ثالثة موازية في الأهمية هي مسألة المعبر بين الطرفين، أي التنظيم. وفي عمق النظرية العلمية والممارسة الثورية لن يكون إلا التنظيم الثوري. في وقت ماتت فيه أحزابنا السياسية ميتة طبيعية في ظل النضال الضاري، وتحولت الى أحزاب عميلة وطيعة في خدمة النظام القائم، ولا علاقة لها بالنضال رغم ادعاء بعضها الانتماء الى اليسار. وأكدت التجربة لجماهير شعبنا أن أحزابنا وقادتها المؤتى بهم عبارة عن بيادق وكراكيز تتحرك طبقا للإملاءات والإشارات والهمس والغمز. وإن واقع اليوم الذي وصل لحد تجريم الفعل النضالي والاحتجاجي وقمعه والسطو على غالبية المكاسب الاجتماعية والتجويع والتفقير الممنهجين لشعبنا (...) من قبل النظام، هو نتيجة لمسار من الخيانات للأحزاب السياسية ومن الهزائم ومن التزكيات المفضوحة من البيروقراطيات النقابية.. كما بالمقابل، أن هذا الواقع يدفع يوما بعد آخر الجماهير الشعبية المضطهدة، تحت ضغط الهجوم على قوتها اليومي وعلى وضعها الاقتصادي والاجتماعي، الى الاحتجاج والى العودة مجددا الى الساحات والميادين، بهذه الطريقة أو تلك، مستهدفة إسقاط النظام، شعار المرحلة الثوري، ورموز النظام وأحزاب النظام وجمعيات النظام والقيادات النقابية الخائنة.. 
وعلى هذا المستوى يبقى السؤال الواقعي والأساسي في هذا النطاق هو: هل يستطيع شعبنا من خلال انتفاضاته واندفاعاته الخاصة، التي سينتجها عبر مسار الصراع من أجل العيش الكريم، وبقتاليته وبعفوية، حسم الصراع مع العدو للتحرر من قبضته؟ 
فإن كان الجواب بلا فما المطلوب للخروج من المأزق الراهن؟ صحيح أن انتفاضات شعبنا قدمت نموذجا للتحدي والمقاومة الباسلة لنيران العدو وقد شكلت طيلة المرحلة التاريخية الحديثة منذ الاستقلال الشكلي ومؤامرة "إيكس-لي-بان" الى الآن تلك الرئة التي تمدنا بنفس المعافاة بعد كل مرحلة من مراحل الجزر والخمول السياسي، لكن بقيت مفتقدة لشروط نجاحها في تأدية مهمات ثورة التحرر من قبضة النظام، وهذا هو المأزق الذي لا يتطلب تجاهله بالركون الى الصخب الإعلامي والمعاندة في الضجيج دون تأدية ما يمكن ملامسته على الأرض كجواب فعلي للتقدم الى الأمام. وعلى هذا المستوى نقول إنه لا يكفي القول والاعتراف قولا بأن المأزق والأزمة يكمنان في غياب الأداة الثورية، لأنه في شروط المرحلة لا يكفي للقضية التوقف هنا، أي في حدود الاعتراف بأزمة الذات، أي أزمة البديل. فهذا ليس جوابا سحريا، كما لا يقبل تأجيل الانطلاقة في العمل على الأرض بكل جرأة ومسؤولية، أو القول إن المهمة تستدعي تهييء الأوراق والأرضيات ويمر العام وراء العام ويتأكد أن جنينها "الراكد" ولادته مؤجلة لتاريخ غير مسمى. 
إن حلمنا بالانتصار التاريخي لن يكون على محمل الجد إن لم نضع الارتباط مع الجماهير الكادحة وعلى رأسها الطبقة العاملة في صلب اهتماماتنا وأولوياتنا والتزاماتنا النضالية وربط الحركة الجماهيرية بالاشتراكية العلمية وبمشروع ثورة التحرر الوطني والاجتماعي، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الاشتراكي. إن مهمة توطيد الروابط والصلات مع الجماهير تستوجب العمل والنضال حيث تواجدها، وفي مقدمتها، في مختلف الظروف والشروط، في المد والجزر، وفي استغلال كل الإمكانيات وكل الفرص لتوطيد ذات المهمة، والجمع بمهارة انسجاما والهدف الاستراتيجي، بين جميع أشكال الفعل النضالي.. مع اليقظة لتكتيكات الأعداء ومحاولاتهم "تفخيخ" وتسييج أعمالنا ونشاطنا والتحكم في تحديد رقعة المعركة وتوقيتها، وكذا لدور المنهزمين ورخيصي الضمير وضعيفي المبادئ وكل الانتهازيين المدفوعين للتسلل لتفجير جهودنا وأعمالنا من الداخل. لذا، فنضالنا يجب أن لا يضعف ضد كل الانتهازيين بمختلف تلاوينهم. فالتنظيم الذي يخترقه الانتهازيون لن يكون طليعة للبروليتاريا ولن يقودها الى النصر. ونقول بهذا إيمانا منا أن ما وصلته حركة التحرر الوطني والاجتماعي من ضعف ومرضيات في العمق هو نتيجة انفصال حركة التحرر بمشروعها الاشتراكي، منذ أن سيطرت التحريفية على قيادة الاتحاد السوفياتي، عن الحركة العمالية وعدم التحامها بنضالها وتضحياتها التي تشكل أساس بناء الخطط التكتيكية لخدمة مشروع التحرر وترك الفراغ للبيروقراطية عميلة النظام على رأس هياكلها، وظلت الثورة والثورية مجرد أحلام طوباوية فارغة وبعيدة عن أساس الحياة الواقعية. فمن غير المنطقي أن يكون التنظيم بعد ذلك غير جماهيري ونحن نقر نظريا أن المعركة هي معركة الجماهير، معركة العمال. كما هو غير منطقي أن تنسلخ الأداة السياسية عن الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين الفلاحين الفقراء وتخضع لكماشة من البرجوازيين الصغار التافهين الذين لا تاريخ ولا رصيد نضالي لديهم. في حين، نقر فكريا أن المعركة هي معركة الجماهير الشعبية الفقيرة المستغلة. لهذا نقول إن بناء الأداة الثورية ليس عملية ترتيب تقني للمهمات، والهياكل وعلاقاتها، بل هو انعكاس للموقف النظري..
إن الحديث عن الثورة وعن التحرر وعن الاشتراكية بعيدا عن حركة الطبقة العاملة وعن جماهير شعبنا الكادحة لن يكتسب يوما أي أهمية سياسية جدية وسيظل بكل بساطة مجرد ترديد للكلام والشعارات. كما لن يتسنى لها النجاح دون الإخلاص للنظرية الثورية، النظرية الماركسية اللينينية، والانضباط الحديدي، سياسيا وتنظيميا، في صفوف معتنقيها، ليس كصيغة سحرية للترديد الببغاوي، بل كنظرية علمية تكتسي شكلها النهائي فقط بالتحليل الملموس للواقع الملموس من موقع الارتباط بحركة الطبقة العاملة بشكل خاص والحركة الثورية بشكل عام، مستندة لحقائق التاريخ وتطوراته في ظل الرأسمالية وما ترتب، ويترتب، عنها في صيرورة الصراع الطبقي بين الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين من جهة والبورجوازية من جهة أخرى. فهي لا تنطلق من المبادئ بل تستخلصها من وقائع الصراع الطبقي ومتطلباته التاريخية لحسم المعركة لصالح الطبقة العاملة ومشروعها المجتمعي. ولذا، تعد الماركسية اللينينية التعبير العلمي عن مواقف البروليتاريا وعن الشروط العامة لخلاصها في صيرورة الصراع الطبقي. لهذا نقول عن حق وصواب أن النظرية العلمية، النظرية الماركسية اللينينية ليست عقيدة جامدة.. 
إن البديل الجذري هو تيار مغربي تستمد جذور أفكاره وتكتيكاته وغذائه وروحه من حقائق تطور الصراع الطبقي في بلادنا. ويعمل، بل ومطالب بملحاحية لا تقبل التأجيل، العمل جادا ووفق إمكانات مناضليه ومناضلاته وطاقاته من أجل لحمة الحركة الثورية مع نضال الطبقة العاملة، الطريق الوحيد الذي سيحول نضال البروليتاريا لنضال واع ومنسجم تنيره النظرية العلمية الماركسية اللينينية، من أجل إنضاج الشروط لبناء الأداة الثورية لتنظيم نضال الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء، وبالتالي قيادة هذا النضال لهدف التحرر الوطني والاجتماعي بهدم نظام التبعية وبناء نظام وطني ديمقراطي شعبي ذي الأفق الاشتراكي. فواجب الماركسيين اللينينيين الحقيقيين ومهمتهم التي لا تقبل التأجيل هو الالتحام بالطبقة العاملة أولا والحضور الفعلي الى جانب كل الكادحين وإنارتهم وتأطيرهم، وتنظيم نضالهم والمساهمة في بناء أداتهم السياسية المتشبعة بالنظرية العلمية، النظرية الماركسية اللينينية... إنه التحدي الذي يفصل بقوة الأشياء والواقع بين المناضل المنخرط في معارك شعبه وشبه المناضل المنغمس في التشويش والمحترف للتضليل بالمباشر أو من وراء الستار..

تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.

14 سبتمبر 2015




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق