11‏/12‏/2015

أحمد بيان//من يرضى حكم هذه العصابة "النقابية"؟!!

"خذوا المناصب والمكاسب، لكن خلو لنا النضال اليوم وغدا.."
قد يتفق المناضلون وقد يختلفون.. الأمر عادي (إنه الصراع)، في حالة حضور المبدئية والمسؤولية.. لأنه في هذه الحالة، الكل (المناضل  )   يسعى الى خدمة القضية الواحدة، قضية شعب أولا وأخيرا، وليست قضية أشخاص.. والكل (المناضل)  
 معني بمواصلة المسير وفق ما يرى (وفق تصوره السياسي والإيديولوجي)، وليس بأي حال على "جثمان" هذا الرفيق أو ذاك أو على حساب هذا التيار المناضل أو ذاك.. فمهما علا أو استفحل "شر" هذا الرفيق أو ذاك أو هذا التيار أو ذاك، لن يقارن بشر وإجرام النظام.. إن الكل (المناضل)   معني بمحاربة النظام وحواري النظام، وليس الرفاق، سواء داخل هذا الإطار السياسي أو ذاك.. إن تجريم النظام مطلوب، بل واجب.. لكن، تجريم الرفاق مرفوض.. ومن يجرم الرفاق (المناضلين) ليس رفيقا وليس مناضلا.. وأكثر من ذلك، فالصراع الطبقي أكبر من صراع الأشخاص أو المجموعات.. 

وبالنسبة للمناضلين الذين يتفقون على أن النظام القائم لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، وأنه لا سبيل للتحرر والخلاص غير الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، لا يمكن بأي حال من الأحوال وتحت أي مبرر أن يرضوا حكم العصابات "النقابية" المتواطئة مع النظام.. ولا يمكن أن يخضعوا لأوامرها وأوهامها أو أن يسكتوا عن فظاعاتها وعن خيانتها.. إن محاربة النظام هي محاربتها، ومحاربتها هي محاربة النظام..
بدون شك، ليس المطلوب هو هجر النقابة أو البحث عن بدائل لن تكون بالضرورة أحسن من سابقاتها، وليس الهروب والانزواء وإرسال القذائف عن بعد، وليس خوض الحروب الهامشية (تبادل الاتهامات).. إن المطلوبّ، نضاليا وفي إطار مشروع سياسي مسؤول، وبغض النظر عن أي حسابات صغيرة وعن أي مزايدات رخيصة (القيل والقال والنميمة...)، هو فضح هذه العصابات وتعرية جرائمها والتصدي لها بكل الأشكال النضالية.. ولعل أبسط هذه الأشكال بلورة شعارات مناوئة لها في صفوف القواعد النقابية ورفعها في كل المناسبات (مسيرات، وقفات، تجمعات...).. وذلك من أجل إسقاطها على طريق إسقاط أسيادها وحاضنيها.. 
إن فسادها يزكم الأنوف وكذلك خنوعها وتواطؤها، ولا يشرف أي نقابة عمالية (بالخصوص) أن تنشر هذه العصابات المافيوزية أجنحتها فوق رأسها وأن تستبد بمصيرها..
الكل (المناضل) معني بخلق التراكم النضالي في مسيرته النضالية.. وطريق ذلك هو التجذر في صفوف الكادحين من عمال وفلاحين فقراء ومهمشين.. ولا يمكن إنجاز هذه المهمة وفي نفس الوقت السكوت عن إجرام هذه العصابات التي تسوق الوهم لهؤلاء المعنيين.. فإما معها أو ضدها.. لنرفع صوتنا عاليا لإبراز الفرز وتعزيزه.. إن الصمت لا يعني غير الرضى.. ولا يمكن أن يبرر الصمت الحفاظ على الوحدة.. فلا وحدة ضد مصالح الطبقة العاملة ومصالح شعبنا.. 
وإذا علمنا أن كل نقابة تعتبر ملحقة أو ذراعا لهذا الحزب السياسي أو ذاك، فما معنى يا ترى الصمت ومجاراة الخداع/النفاق "النقابي"..؟!! 
لنضع النقط على الحروف بكل دقة، ولنبتعد عن العموميات، ودون تجريم أحد، أليس "الاتحاد العام للشغالين بالمغرب" ذراع حزب الاستقلال، الحزب الرجعي حتى النخاع.. كيف أقبل أن يدعي الدفاع عن العمال وعن المأجورين...؟!! كيف أقبل التحالف/التنسيق معه؟!!
أليس "الكنفدرالية الديمقراطية للشغل" ذراع حزب المؤتمر الوطني الاتحادي (الحزب الشبح المستقوي بما يسمى "التحالف الاشتراكي")؟!!
أليس "الاتحاد المغربي للشغل" ذراع من لا ذراع له، من النظام وحزب التقدم والاشتراكية وجماعة العدل والإحسان الى حزب البام وباقي الأحزاب التائهة والأحزاب الرجعية السائرة في طريق الانقراض؟!!
أليس "الفدرالية الديمقراطية للشغل" ذراع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؟!! (جناح الفاتحي/العزوزي، صراع ديكة ليس إلا..) ؟!!
لابد من النضال في صفوف هذه النقابة أو تلك.. لكن، أقول: النضال.. وليس الانبطاح وقبول الأمر الواقع، قبول المفارقات العجيبة..
والأمر يهم أكثر من يدعي قوة الحضور النقابي في صفوف هذه النقابة أو تلك.. إن هذه القوة المزعومة تفرض تحمل المسؤولية والصراع ورفع التحدي وليس التواطؤ أو قبول الأمر الواقع.. إن هذه القوة تفرض الصدق النضالي وإعلان الحقيقة المرة، وليس طمس الحقيقة وقبول الذل والعار.. 
ما معنى أن أقول: "أنا مناضل نقابي حاضر في معمعان الصراع"، وأسكت عن إجرام العصابات "النقابية" وأنضبط لنزواتها وأسوق أوهامها للعمال ولعموم المأجورين؟!! 
فأن أكون ضد النظام، فأنا بالضرورة ضد هذه العصابات "النقابية" و"السياسية"، قولا وفعلا.. فلا منزلة بين المنزلتين.. 
كيف أدعي خدمة الطبقة العاملة، وأعانق (أو على الأقل أصافح) القيادات البيروقراطية عدوة الطبقة العاملة؟!!
لنعبر عن مواقفنا بكل وضوح.. ومن يطالب بالوضوح، فليكن واضحا دائما وأبدا.. 
نعلن التحدي المسؤول أمام الملأ.. لنقف عراة أمام مرآة شعبنا.. ولنقدم حصيلة نضالنا وإنجازاتنا وتضحياتنا..
ليستمر المناضلون في طريق النضال، ولينسحب أشباه المناضلين..




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق