29‏/12‏/2015

م.م.ن.ص// في ذكرى الشهيد عبد الرزاق الكاديري.

 إبان الهجوم الصهيوني على قطاع غزة سنة 2008 ، وما تلا ذلك من مجازر في حق الشعب الفلسطيني سقط على إثرها آلاف الشهداء الفلسطينيين، كانت الأنظمة الرجعية تعد العدة لمواجهة وقمع كل مظاهرات تضامن شعوب المنطقة
مع الشعب الفلسطيني البطل لإدانة الاجرام الممارس في حقه. في المغرب عمت المظاهرات أغلب المدن، الكبيرة والصغيرة، تستهدف التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية وتواطؤ الأنظمة الرجعية العميلة، وكانت قوتها داخل الحقل الطلابي. وكما هو الحال في الانتفاضات الفلسطينية السابقة، جهز النظام ترسانته القمعية الرهيبة للتصدي لكل مظاهر التضامن، بحيث حاصر الجامعات والكليات والمعاهد، خصوصا المواقع المتقدمة نضاليا والتي تعرف وجودا متميزا للصوت التقدمي، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، انسجاما ومقررات المؤتمر الخامس عشر، النوعي، للمنظمة الطلابية. ويوم 28 دجنبر 2008 خرجت الجماهير الطلابية بموقع مراكش في مظاهرة عارمة خارج أسوار جامعة القاضي عياض، اعترضت سبيلها ترسانة مشكلة من أغلب فرق القمع التي شنت هجوما وحشيا باستعمال الغازات المسيلة للدموع والكلاب المدربة والهراوات، وكانت الحصيلة العشرات من المصابين والمعتقلين فيما أنياب الخسة والدناءة، للنظام العميل، النظام الملتحف بالسواد والجريمة كانت تخبئ شهادة ميلاد الشهيد عبد الرزاق الكاديري، بعد أن انهالت عليه كلابه المسعورة بالضرب المبرح في جميع انحاء جسمه دون رحمة أو شفقة، ليصاب بجروح خطيرة وغائرة، محدثتا له نزيفا داخليا حادا في الدماغ أدى إلى استشهاده في الساعات الأولى من اليوم الموالي (الإثنين 29 دجنبر 2008). ليلتحق الشهيد بقافلة الشهداء الذين سقطوا وهم يناصرون الشعب الفلسطيني مجسدين الموقف التاريخي من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية. وكانت شهادة ميلاده اسما مكتوبا على لائحة، لا زالت مفتوحة، قادمة من عواصم الصهيونية والإمبريالية تأمر باغتيال أصحاب المواقف الشامخة التي لا تقبل الركوع. وكتب الشهيد شهادة ميلاده في حفلة عرس فلسطيني خلده شعبنا وهو يطالب بحناجر أبنائه الحرية والحياة لفلسطين ويعلم أن ثمنها واحد أحمر بلون الدم وزهر الشهداء في حدائق الشهداء. ولم يبخل في مزج دمائه بدماء الشعب الفلسطيني. وسقط الشهيد وصمت أحزاب العار والطفيليات السياسية والجمعوية، وكانت في صمتها/جريمتها تريد لسقوطه أن يكون عبرة لمن يعتبر.. وهي تلوك، في الواجهة، وبدماء باردة، في لحظات اشتداد  الاجرام صهيوني في حق الشعب الفلسطيني، شعار "تحرير فلسطين"، وكأن تحرير فلسطين قد يتحقق بالارتماء في احضان الدكتاتور ومن ورائه من الإمبريالية والصهيونية ورجعيات المنطقة. سقط الكاديري شهيدا في دجنبر 2008 كما سقطت زبيدة وعادل في يناير 1988.. ونحن لانعيش، ولا ننتظر سوى القمع.. قمع كل تضامن.. قمع كل مسيرة..كل اضراب.. كل الأصوات الحرة.. نعيش وننتظر الغازات السامة والكلاب المدربة والمسعورة والسجون والمؤامرات والقتل والاجرام.. مادام النظام اللاوطني قائم ببلادنا. نحن لن نتخلى عن دماء شهدائنا، والعدو لا يتخلى ولن يتخلى عن التسليح واعداد العدة لقمعنا.. لكن سلاحه لن يحميه من غضب جماهير شعبنا يوم تهتدي للاتحاد والتنظيم باستقلالية عن كل المضطهدين والمستغلين والبياعة والسماسرة والخونة.. وأن سقوطه قادم لأنه نظام لا وطني وشعبنا له إرادة لا تقهر.. وبهذه المناسبة نستحضر جرائم التقتيل اليومي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني في حق أبناء الشعب الفلسطيني الأبطال الذين انتقلوا لمواجهة العدو الصهيوني داخل الأراضي المحتلة من خلال عمليات استشهادية مازالت مستمرة ليومنا هذا، في ظل صمت مطبق، بل وتواطؤ علني سافر من طرف الأنظمة الرجعية والخونة بالداخل الفلسطيني الملتزمين بمسار المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الصهيوني على العكس تماما لمسار المقاومة الذي ينتهجه الشعب الفلسطيني في ظل غياب قيادة حقيقية تقوده نحو تحرير أراضيه المحتلة.
 المجد والخلود لشهداء القضية الفلسطينية ولكافة شهداء التحرر والانعتاق.
 تحية المجد والمقاومة للشعب الفلسطيني البطل.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق