20‏/04‏/2016

حسن أحراث// "المجلس الوطني لحقوق الإنسان": يعانق الجلاد ويسير في جنازة الضحية!!... ما رأي محمد الصبار، الأمين العام للمجلس؟

لا أحد يجهل حقيقة "المجلس الوطني لحقوق الإنسان"، كأداة شكلية متواطئة لتلميع صورة النظام القائم في مجال حقوق الإنسان، خاصة على الواجهة الخارجية.

 ففاقد الشيء لا يعطيه، لا صلاحية لمجلس حي/ميت بشأن التعاطي مع واقع حقوق الإنسان والديمقراطية ببلادنا، غير التبرير والإطفاء "ما استطاع الى ذلك سبيلا".. أما الانشغالات التي يثيرها أو الموضوعات التي يشتغل عليها (أو يختبئ وراءها لنهب المال العام) من حين الى آخر فبعيدة كل البعد عن المطلوب منه كمؤسسة وطنية "مستقلة" تعنى بحقوق الإنسان وفق المعايير الدولية، ومنها مبادئ باريس. فوجوده كعدمه..
والغريب، أن يراهن عليه أو ينتظر منه المساهمة في "النهوض بحقوق الإنسان" أو التناول الموضوعي لحقيقة أوضاع البلاد، على المستوى السياسي والمدني وكذلك الاقتصادية والاجتماعية والثقافي، والتي تشكل امتدادا طبيعيا للماضي الأسود (سنوات الرصاص والحديد والنار)، ومنها أوضاع السجون والمعتقلين السياسيين والتعذيب والأحكام الجاهزة بالجملة..
إن الموقف السديد هو مقاطعته، بل تجاهله، من طرف الهيئات الحقوقية وكذلك المعتقلين السياسيين وعائلاتهم وكل ضحايا القمع السياسي.. فليس غير ذرع من ذروع النظام الشكلية التي تثقن لغة الخضوع وتنفيذ الأوامر.. 
إن المجلس "المريض" قنطرة عبور نحو مسؤوليات أكثر أهمية في هرم السلطة. وأحمد حرزني أدرى بذلك، وبدون شك "رفيقنا" الصبار كذلك، "المناضل" القيادي السابق بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان.. وذكر الأمين العام للمجلس محمد الصبار هنا ليس اعتباطيا، إنها إشارة قوية لدوره أو مسؤوليته تجاه الصمت أمام التضييق على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من خلال اعتقال مناضليها ومنع أنشطتها التنظيمية والإشعاعية وحرمانها من الفضاءات العمومية، وخاصة بمناسبة عقد مؤتمرها الحادي عشر.. ألا يعنيه أمر هذه المؤامرة التي تحاك ضد الجمعية ("جمعيته"، على الأقل سابقا لأنه بدون بطاقة انخراط منذ سنوات!!) من موقع مسؤوليته؟ ألم يفكر في الاستقالة كتعبير عن احتجاجه على انتهاك حقوق الإنسان والتضييق على المدافعين عن حقوق الإنسان..؟
وما لا أفهمه (من باب السخرية) هو دعوة هذا "البطل" للمشاركة في ندوة الجمعية الفكرية الافتتاحية ليوم 21 أبريل 2016 تحت عنوان "المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان في سياقات متحولةّ: الرهانات والتحديات"!! فدعوته بكل رمزيته (ممثل مؤسسة رجعية تخدم النظام بكل بشاعة وفق تعليمات وزارة الداخلية، الذراع الذي يخوض الحرب المباشرة على الجمعية) للندوة الافتتاحية لمؤتمر الجمعية إهانة لهذه الأخيرة.. فماذا عساه أن يقول لنا حول المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان؟ وكيف يا ترى سيقارب "الرهانات والتحديات"؟ وماذا عساه أن يقول لنا حول المعتقلين السياسيين وعن المضربين عن الطعام وعن عموم ضحايا القمع السياسي المشردين...؟ كيف لا يخجل من مواجهة الحقيقة المرة، ومنها معاناة فئات عريضة من أبناء شعبنا؟
في اعتقادي، يمكن مناقشة موقف الإدانة بدل الدعوة لاستعراض العضلات "المفشوشة".. وعموما، لا مجال الآن أمام خنق الجمعية والتضييق عليها بغية استئصالها للانفتاح على أي جهة معادية، رسمية كانت أو غير رسمية.. علما أن الحرب على الجمعية تسعى ضمن ما تسعى إليه الى حملها على التنكر لثوابتها ومواقفها وشعاراتها، أو على الأقل "تليينها".. 
كان "الرفيق" الصبار جليلا..
19 أبريل 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق