25‏/04‏/2016

يوسف وهبي// في ذكرى الشهيد محمد كرينة: لا يكاد يجف دم شهيد حتى تسيل دماء شهيد آخر..


 في مقال سابق لي بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني، كنت قد أشرت إلى طبيعة النظام الرأسمالي في مرحلته الامبريالية الذي ينزع نحو التوسع
والهيمنة أكثر، وذلك من خلال التحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي، من أجل تأبيد القهر والاستغلال وإحكام كامل السيطرة على الشعوب المضطهدة عبر العالم. والشعب المغربي لم يكن بمنأى عن كل تلك المخططات التي تهدف الى وضع اليد على خيراته واستنزاف مقدراته، ووعيا منه بذلك، فقد تجند مناضلوه وقواه المناضلة من أجل صد الهجمات القمعية ومقاومة مختلف أساليب الإجرام والاضطهاد، معتبرة في خضم ذلك القضية الفلسطينية قضية وطنية يستدعي الواجب النضالي خدمتها والدفاع عنها. وفي هذا السياق وفي إطار تخليد يوم الأرض سنة 1979 قدم الشهيد محمد كرينة دمه هدية للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية. 

 الشاب المناضل محمد كرينة ابن مدينة أكادير وبالضبط حي أنزا العمالي من مواليد 1959 تابع دراسته بنفس المدينة ليلتحق بعدها بالدار البيضاء لاستكمال دراسته الثانوية شعبة هندسة مدنية. فبحكم ديناميته النضالية في صفوف الحركة التلاميذية تناول الكلمة يوم الإضراب العام الذي تزامن مع الذكرى الثالثة ليوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 1979 )، حيث طالته كما غيره من المناضلين حملة الاعتقالات من داخل صف الدراسة بالدار البيضاء يوم 17 أبريل من نفس السنة. منذ ذلك التاريخ وحتى تقديمه للمحاكمة بتاريخ 23 أبريل 1979 تعرض لأبشع أنواع التعذيب. وقد رفضت النيابة العامة طلب إجراء خبرة طبية، ليعلن اليوم الموالي 24 أبريل ميلاده الجديد باستشهاده جراء كل ما تعرض له من تنكيل وتعذيب على أيدي أجهزة النظام الرجعي الهمجية. 
 وكما نحيي اليوم الذكرى 37 لاستشهاد المناضل الشاب محمد كرينة، فإننا نعيش في أجواء وغصة استشهاد المناضل ابراهيم صيكا. إننا نستقبل/نعانق شهيدا ونخلد ذكرى شهيد.. فلا يكاد يجف دم شهيد حتى تسيل دماء شهيد آخر..
ونسائل بالمناسبة أنفسنا وعموم التواقين لتحرر الشعب المغربي وفي مقدمته الطبقة العاملة، ما القراءات والخلاصات المتولدة من خلال هذا الكم الهائل من تضحيات الشعب المغربي ومناضليه؟ وما هي الأساليب العلمية والعملية لمجابهة هذا النظام الرجعي القائم على النهب والاستغلال والقمع؟ الى متى سنبقى في حالة ضعف وتمزق، بل وفي حالة تشفي هذا الطرف في ذاك؟ إن دماء شهدائنا لا تقبل باستمرار هذه المتاهات، وكل من يعمل على تغذيتها تحت أي مبرر أو ذريعة، فالشهداء أبرياء منه..

ملحوظة:  
سألني مرة أحد المهتمين بقضية تحرر الشعب المغربي عن أسباب نشر كتابات تتعلق بذكريات الشهداء. أجبت: يجب أن يعلم النظام القائم ومعه كل الأزلام المنبطحة أن ذاكرتنا أقوى من أن تصاب بالتلف. وإن تضحيات الشعب المغربي يجب أن يحتفى بها وإبراز الجوانب المضيئة في تاريخنا ونضالنا الدؤوب والمرير من أجل الخلاص. فشهداؤنا الأبطال نبراسنا نحو التحرر والانعتاق.. 

 المجد والخلود للشهيد محمد كرينة ولكافة شهداء الشعب المغربي المكافح.. والنصر للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني..
23 أبريل 2016 



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق