22‏/05‏/2016

عامل منجمي// معركة عمال جبل عوام: الدرس الذي يجب الاستفادة منه

كل المعطيات/المؤشرات التي بدأت مع اول يوم من تاريخ بداية المعركة (2 ماي 2016) التي خاضها العمال في اعماق المنجم، تتجه نحو الفشل الذريع للمعركة،
بحكم حجم التكالبات/المؤامرات التي تجندت بها كل الاطراف المنخرطة في الهجوم على المعركة من ممثلي:
- الباطرونا في شخص رئيس المدراء ً الزعر ً ومديرها الخاص ً لحسن اوشطوبان ً؛
- قائد المنطقة ؛
- باشا المدينة ؛
- مندوبية الشغل ؛
- عامل إقليم خنيفرة ؛
- مندوبية الطاقة و المعادن ؛
- القيادة المحلية و الجهوية و الوطنية لما يسمى الاتحاد المغربي للشغل ؛
- القيادة المحلية و الجهوية و الوطنية لما يسمى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ؛
-....
الكل تجند بشتى الوسائل لإفشال المعركة وإعطاء "درس" آخر للعمال الذين رفضوا الذل و الاستغلال في غياب تام وكلي لشروط العمل في المنجم وبالتالي الخضوع لأوامر الباطرونا ،
الباطرونا استعملت كل الوسائل لافشال المعركة وصلت حد الحسم مع كل العمال الذين تبنوا المعركة وهذا جاء على لسان رئيس المدراء "الزعر" وبالتالي سيكون مستقبل العمال هو الطرد و تعويضهم بعمال مؤقتين.
مدير الشركة  "لحسن أوشطوبان " لم يفارق عمال موخاريق المنضويين تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل حيث راهن عليهم وشحنهم بوعود زائفة وملغومة إن هم نسفوا المعركة من مثيل ترسيم كل عمال "إ م ش" ، واعتمد في تصريحاته السخيفة على الحوار مع النقابة الاكثر تمثيلا في المنجم اي خونة موخاريق.
قائد المنطقة واعوان السلطة لم يفارقوا ولو للحظة صغيرة عائلات المعتصمين وذلك باستعمال لغة التهديد إن استمروا في الاعتصام، وقد وصل بهم حد ترهيب عائلة العامل " أوشايب مصطفى"، وهو عامل من العمال المعتصمين في اعماق المنجم، حيث تم تهديد زوجته وابنه من اجل فبركة مسرحية لترهيبه واقتادوهما الى المنجم وتم ربط الاتصال به في العمق عن طريق الزوجة بـ"جيليفون" واخبروه بان ابنه مريض جدا وعلى وشك الموت وبالتالي ضروري بان يفك الاعتصام والتكفل بابنه ، لكن اصطدموا بحنكة العامل حيث كان الرد: "ديوه لسبيطار ولا مات فاش نسالي المعركة غنطلع أنمشي نزورو فالقبور".
عامل الاقليم لم يكتفي باستقبال المكتب أكثر من مرة، بل اتجه شخصيا الى المنجم عدة مرات لنسف المعركة.
مندوبية الطاقة والمعادن لم تكتفي بالمراسلات، وحضرت أكثر من مرة في مقر العمالة وفي المنجم.
قيادة الاتحاد العام للشغالين لم تكتفي بالقيادة المحلية والجهوية لنسف المعركة بل كلفت السيد "اللبار" عضو المكتب التنفيدي والكاتب الجهوي للنقابة، وكان رد العمال هو الطرد وتهديده إن لم يكف عن النعيق باللجوء لتأسيس مكتب تابع لللكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
نقابة الباطرونا في شخص "الاتحاد المغربي للشغل" كانت الاكثر تحركا من الباطرونا حيث تقمصت دور الضحية وبدأت تتكلم باسم الباطرونا وهذا ما اتضح في البيان المسجل باسم "إ م ش" والذي تلاه الكاتب المحلي السيد "افوغال عبد العزيز" و المنتمي سياسيا الى جماعة "العدل و الاحسان"، وكان البيان منسجما مع الخطاب الرسمي للنظام ، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد حيث تكفل  ممثل الباطرونا على الصعيد الوطني السيد "موخاريق" الكاتب الوطني لـ"ا م ش" شخصيا بزيارة حاشيته في المنجم وتوجيهها وتقديمه شكاية لمدير الشركة والسلطات المحلية من اجل توفير الحماية اللازمة لنقابته لاستئناف العمل.
كل هاته المؤامرات/التكالبات/الهجومات على العمال جعلتهم يحسون بحجم المعركة، الشيء الذي جعلهم يضعونها في موقعها الصحيح. فبصمودهم البطولي و تحديهم لكل الصعوبات وضعوا المعركة في اتجاه النصر يوما بعد يوم.
ان نجاح هاته المعركة مرتبط اساسا بعوامل عدة اهمها:
-اعتماد العمال على الذات والمراهنة على قوتهم المادية والمعنوية؛
-موقفهم الصريح/الصحيح من القيادات البروقراطية؛
-كل القرارات تأخد من القاعدة ( العمال المعتصمون هم الذين يقررون وليس المكتب)؛
-شل الانتاج بشكل شبه تام  "60 في المائة"؛
-حشد العائلات وكسب تعاطفها وانخراطها وكذا دعم الفلاحين والجماهير الشعبية بمدينة مريرت؛
وكانت معركة بكل المقاييس، معركة عمال بسطاء ضد لوبي يمتلك كل الامكانيات..
فألف تحية لهؤلاء العمال الذين قدموا لنا درسا عميقا في الصمود.

    22 ماي 2016




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق