09‏/05‏/2016

م.ن.ص// النصر لمعركة العمال المنجميين المعتصمين في أعماق منجمي أغرم أوسار وسيدي أحمد أحمد بجبل عوام

كل مرة تنهض الطبقة العاملة المغربية لكسر وجه الانبطاح والتخاذل وترمي  بغطاء "السلم الاجتماعي " و"الاجماع" الذي تعمل قيادات نقابية اندمجت
بالنظام اللاوطني اللاديموقراطي اللاشعبي، وصارت الحارس على العمال لصالح ناهبي الثروة  ومصاصي الدماء، على إلباسه لها لنزع كفاحيتها وبطوليتها في وجه أعدائها الطبقيين.  فهل ننسى "إضراب الغار"، المعركة التاريخية لعمال مناجم قطارة  قرب مدينة مراكش؟ إنها معارك مستمرة  تعري كل الطروحات الانهزامية والانتظارية، وتكشف زيف الشعارات الديماغوجية للنظام القائم على النهب والاستغلال البشع خدمة لأسياده الامبرياليين  ومشاريعهم التدميرية للشعوب وقدراتها وخيراتها. كما تؤكد على أن الصراع بينها وبين الرأسماليين هو صراع طبقي، ومهما حاول الانتهازيون والخونة تلطيفه وتحويره فلابد أن تنتصر فيه الطبقة العالمة آجلا أو عاجلا. وهذه الحقيقة أكدتها وتؤكدها المعارك العمالية البطولية في كل بقع الاستغلال  والاضطهاد، آخرها المعركة البطولية  للعمال المنجميين، المعتصمين في أعماق بئري "أغرم أوسار" و"سيدي أحمد أحمد" بمناجم جبل عوام، بعدما وصلت إلى أشواط جد متقدمة بالصمود البطولي للمعتصمين وتحولت الى شوكة في عنق اعداء الطبقة العاملة رغم المعاناة اليومية  والحصار والعزلة الخانقين. وقد جند  النظام القائم  وإلى جانبه إدارة شركة "تويسيت"  كل الإمكانيات  والوسائل الجهنمية من أجل كسر المعركة، سواء عن طريق العسكرة وتوظيف بلطجية المكتب النقابي العميل لإدارة الشركة  للهجوم على عائلات المعتصمين والتآمر على المعركة بهدف تأثيث الأرضية لشرعنة المجازر في حق العمال المعتصمين أو سواء عن طريق قطع إمدادات الكهرباء والتهوية وإشعال النار في مدخل المنجم لخنق العمال المعتصمين وإجبارهم على الخروج..  
 إن تاريخ عمال مناجم جبل عوام حافل بالمعارك البطولية القوية وذات النفس الطويل، وقد قدموا عبر تاريخهم الكفاحي نماذج يحتدى بها من كفاحية الطبقة العاملة وصمودها في وجه مستغليها رغم الخيانات  والتآمر من القيادات النقابية المنبطحة  والعميلة ورغم التدخلات الوحشية المتكررة لأجهزة النظام القمعية. والمعركة الحالية لا تخرج عن ذات السياق، إذ أن قرار أزيد من 70 عاملا الدخول في اعتصام مفتوح  في أعماق المناجم بالتزامن مع العيد الأممي للطبقة العاملة، بعدما ذاقوا ضرعا من مرارة الاستغلال من جهة وتواطؤ المكتب النقابي العميل لإدارة الشركة، له أكثر من معنى، فقد أعطى درسا بليغا في القدرة الجبارة التي تمتلكها الطبقة العاملة، ودروسا عميقة للمعنيين بالتغيير الجذري، ولكل من يدعي ذلك، بمغزاها الفعلى، والغنية بدلالاتها، ومضامينها، والعظيمة فى اهميتها وعواقبها فيما يخص المستقبل، وتثبت بأن طريق وميدان الصراع الحقيقي ضد الاستغلال والاضطهاد هو العمال وأن الخلاص يمر عبر الانخراط  والارتباط الحقيقي بهم وبهمومهم  وبالعمل على قدم وساق لبناء أداتهم السياسية المكافحة، وبتنظيمهم بشكل يقطع مع سيطرة القيادات النقابية البيروقراطية والخائنة وليس بالتحالف معها ومد اليد لها وطلب ودها.. 
كل التضامن مع العمال المعتصمين ومع عائلاتهم في معركتهم البطولية ومع كل نضالات الطبقة العاملة المغربية..
والخزي للنظام وزبانيته من الخونة والمتواطئين..
إنها معركة طبقية متواصلة حتى النصر الأكيد لشعبنا وفي مقدمته الطبقة العاملة..
ولتحيى شرارة نضال شعبنا حتى النصر.
 9  ماي 2016 



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق