16‏/06‏/2016

فاس// جريمة النظام واضحة .. والرفيق عادل أوتنيل يتحدى التقتيل الممنهج ..



المناضل الصلب، عادل أوتنيل، يتجاوز الثلاثين يوما من إضرابه المفتوح عن الطعام في معركة أخرى من معارك التحدي التي رسمها بهدف تحصين مكاسبه والدفاع عن مطالب مشروعة.

تدهورت حالته الصحية بشكل خطير ومقلق. طبعا، النظام وأجهزته القمعية لا يعنيهما مصير أو حياة الرفيق عادل، فكل ما يعنيهما هو كيف سيتم إفشال معركته وبالتالي تركيعه. إن ما يعني النظام أكثر هو إنقاذ رأس المال وإنقاذ أباطرة المال والفساد والمتورطين في الجرائم السياسية والاقتصادية، كما تعنيه مصالح الامبريالية ومصالح الأقلية التي تتحكم في وسائل الإنتاج وفي رأس المال وتشرعن البطالة والاستغلال والتجويع لأبناء الجماهير الكادحة.. 
لقد تدخلت عناصر القمع أكثر من مرة لتعنيف الرفيق وإخراجه من الملحقة الإدارية حيث يعتصم كل يوم مستعملين الضرب والسب والإهانة في حقه، محاولين بذلك إجباره على مغادرة المعتصم والتخلي عن حقه في السكن والتشغيل واسترجاع بعض مكتسباته التي حققها بعد مشوار طويل من المعاناة وبعد تضحيات كبيرة. لكن الرفيق يأبى الركوع والاستسلام.. ورغم حالة الإعاقة التي ألمت به منذ الطفولة، بالإضافة إلى مرارة الواقع زد على ذلك قمع النظام واعتداءاته المتكررة وإجهازه على مكتسباته ومحاولة قتل أحلامه، فإن الرفيق لم يتزحزح قيد أنملة عن المعركة وعن مطالبه العادلة والمشروعة، ولم يستطع حر الصيف وتكالب الأنذال وألم الجوع دفعه للتراجع عن التضحية في سبيل تحقيق أهدافه المشروعة. 
إن النظام القائم ومؤسساته المتعفنة الغارقة في الفساد والإجهاز على حقوق ومكتسبات الشعب المغربي يرتكبون جريمة شنعاء، جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك بتجاهل وضعية الرفيق الحرجة وهو يعاني يوميا وفي شروط صعبة من ويلات الإضراب عن الطعام دون أن يحركوا ساكنا ويستجيبوا لمطالبه التي لا تساوي شيئا بالمقارنة مع الخيرات التي تنعم بها البلاد والثروات الهائلة المنهوبة والمهربة أمام مسمع ومرأى الجميع. 
إنها دولة القمع والنهب والاضطهاد، دولة هدر كل الحقوق والإجهاز على المكتسبات، دولة التجويع والتقتيل، دولة لا علاقة لها بالوطنية أو العدالة ولا بدولة الرعاية الاجتماعية لا من بعيد ولا من قريب.. فعادل أوتنيل ومعركته تشكل وصمة عار/فضيحة كبرى تنضاف لفضائح/جرائم النظام التي لا تعد ولا تحصى. فالعالم اليوم يشهد على أحد فصول مسلسل التقتيل في حق أبناء شعبنا الذين رفضوا المساومة واختاروا النضال من أجل انتزاع مطالبهم بدل الانبطاح والتوسل وطلب العطف والعفو والتودد.. عادل اوتنيل واحد من المناضلين الذين اختاروا درب النضال بكبرياء وكرامة لانتزاع الحق، وليس انتظار الهبة أو الامتياز أو الصدقة.. عادل البطل على حق، عادل المكافح على الطريق الصحيح.. وسيسجل التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز صموده وكفاحيته ووفاءه للشهداء ومنهم الشهيد مصطفى مزياني الذي لا تفارقه صورته أينما حل وارتحل وفي كل معركة يدخل غمارها. كما سيسجل التاريخ كذلك الصمت المطبق، بل التواطؤ والمساهمة في الجريمة من طرف من يتقنون الغناء والنواح  وأشكال البهرجة والخرجات الإعلامية المشبوهة كلما تعلق الأمر بحادثة أو ملف مدر للدخل المادي والإعلامي والسياسي، وتلتزم الصمت كلما تعلق الأمر بالقضايا الكبرى والمصيرية لشعبنا ولأبنائه..
كل تضامننا مع الرفيق عادل.. وندعو جميع المناضلين لإبداع أشكال دعمه في معركته البطولية حتى النصر.. فحضوره الى جانب رفاقه وفي الصفوف الأمامية أكبر خدمة لقضية شعبه.. كفى من تقتيل رفاقنا وتشريد أبناء شعبنا..

16 يونيو 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق