26‏/07‏/2016

أحمد بيان// محطة 24 يوليوز دون الطموح المنشود..

رغم الحماس، الذي بذل المشاركون في محطة 24 يوليوز 2016 (مسيرة وطنية بالرباط ضد تمرير خطة التقاعد) جهدا كبيرا للتعبير عنه، لم يتحقق الطموح المنشود،
أي تنظيم مسيرة متميزة، شكلا ومضمونا، وعددا وشعارات، تقدم للنظام وأزلامه إشارات قوية ومزلزلة..
كان الحضور متوسطا (الصور المنشورة والفيديوهات لا تعبر كلها وبدقة عن الحجم الحقيقي للمسيرة)، ولم يقارب شكل الحضور إبان محطات الأساتذة المتدربين. علما أنه لا مجال للمقارنة بين عدد الأساتذة المتدربين (عشرة ألف) وعدد الموظفين المعنيين بخطة التقاعد (خلال لقاء صحافي خصص لتقديم برنامج عمل الوزارة المنتدبة المكلفة بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة برسم 2014-2016، صرح محمد مبدع أن العدد الإجمالي لموظفي الدولة يفوق 860 ألف موظف).. والوقوف عند هذه الحقيقة المؤلمة ليس للتشفي أو الطعن أو جلد الذات أو التهرب من المسؤولية، إن الهدف هو دعوة الجميع للإقرار بالواقع المر وبالتالي العمل على بلورة الإجابات التي من شأنها بالفعل "إسقاط خطة التقاعد" ضمن خطط طبقية أخرى لا تقل خطورة.. فمن بين أعطابنا عدم تقدير حقيقة ذواتنا والسقوط بالتالي في التضخيم والمزايدة.. بالفعل، هناك شروط العطلة و"أشياء أخرى"، لكن ذلك لا يبرر هذا الواقع المر. فبمنطقة الرباط وحدها في ظل عمل نقابي مكافح وفعل نضالي منظم ومنتظم، يمكن استنفار أكبر من ذلك الحضور، ويمكن تفجير أكثر من معركة واحدة أو معركتين..
إن ما يجب التأكيد عليه واستحضاره هو الخروج المتأخر الى الشارع. وهو خطأ يتحمل الجميع مسؤوليته، وخاصة من يصارع القيادات النقابية البيروقراطية المتواطئة. لقد ترك المجال فارغا لهذه الأزلام لتبصم في كامل الهدوء على خيانة عظمى.
وليس غريبا بعد تمرير المخطط التخريبي للتقاعد بغرفتي البرلمان أن يتسرب اليأس لجل المعنيين، وأن يديروا ظهرهم للنقابات ولغيرها، بما في ذلك "التنسيقية الوطنية لإسقاط خطة التقاعد". وعلى ذكر "التنسيقية"، فقد بدا من خلال تفاوت التنسيق على طول المسيرة، من حيث التنظيم والشعارات بالخصوص، الكثير من عدم الانسجام في صفوفها. كما ظهر اختراقها جليا من طرف "الأطياف" التي ساهمت بهذا الشكل أو ذاك في تمرير "خطة التقاعد" (يقتلون الميت ويسيرون في جنازته).. إن فقدان الثقة في الأحزاب السياسية وفي النقابات وفي الجمعيات أيضا يتعمق من محطة الى أخرى..
وبالنسبة للشعارات، فقد غاب عنها الإبداع ولم تتجاوز السقف المرسوم، حيث شعارات مكرورة، ومقتبسة عن بعض شعارات حركة 20 فبراير ومجموعات المعطلين وحركات احتجاجية أخرى من بينها حركة الأساتذة المتدربين.. لقد نال البهلوان بنكيران و"المخزن" حصة الأسد منها، وكأن لا مسؤولية للنظام وأن بنكيران هو "الذي يحيي ويميت" ببلادنا.. بدون شك، رفعت بعض الشعارات القوية، لكنها محدودة زمنا ومكانا.. ولم يتم التشهير الواجب والقوي بتواطؤ القيادات النقابية وبخيانتها. وبالمقابل، وجهت أكثر من تحية وبشكل مبهم لكل الإطارات (هنا أؤكد كل الإطارات، طبعا السياسية والنقابية والجمعية بغض النظر عن موقفها وممارستها). وقد تم تكرار ذلك بشكل ممل ومستفز لمرات عديدة..
وقد سجل أحد الرفاق من موقعه كمشارك في المسيرة امتعاضه من رفع شعار بلحن المعزوفة "صوت الحسن ينادي..." ومن طرف البعض من الجهة المنظمة (ليس شعارا منفلتا). كما استغرب لرفع شعار آخر ومن طرف نفس البعض يقول "فطنجة جابو المشاريع...". أي مشاريع؟ ومن أتى بها؟
ولا يخفى في الأخير أن من حق الجميع أن يربط هذه "التسخينات" المتأخرة (تسخينات الوقت بدل الضائع بلغة الكرة) بالمحطة/اللعبة القادمة، أي الانتخابات التشريعية ليوم 07 أكتوبر 2016. لنحذر أيادي الغدر والمكر، فالى متى سيستمر "التيه" المميت!!؟



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق