14‏/07‏/2016

أحمد بيان// شعارنا الآن: بناء الذات المناضلة..

نحن ماركسيون لينينيون، ليس فقط قولا (وما أبشع الترديد الببغائي للمقولات الجاهزة وتمجيد الأسماء الحية والميتة)، بل فعلا من خلال ممارسة مبدئية
ومنسجمة، أحب من أحب وكره من كره. نحن من جرب النظرية والممارسة، وبدون مزايدة، من داخل السجون ومن خارجها. نحن رفاق أكثر من شهيد واحد وأكثر من معتقل سياسي واحد.. نحن الواقع المتجدد.. نحن المستمرون في كل المعارك.. لقد خبر رفاقنا ورفيقاتنا السجون والإضرابات عن الطعام وكافة أشكال النضال.. 
نحن الحاضرون دائما، وخاصة في معارك العمال والفلاحين الفقراء.. نحن الجمع وليس المفرد..
نعترف بدون خجل أننا أقلية، بل أقلية قليلة.. ونعترف أمام الملأ أننا أهدرنا الكثير من الوقت الثمين في انتظار إقناع "رفاق" (ليسوا بالرفاق حقيقة) بالمشروع الثوري. لكن رغم ذلك رهاننا كبير، رهان على قوة شعب يملك كل مقومات المقاومة. شعب قدم تضحيات كبيرة تؤهله لانتزاع حقوقه، بل تؤهله لتقرير مصيره وصنع مستقبله..
إن النقد الذاتي الذي نفتخر بتقديمه هو خطأ "انتظار الذي قد يأتي أو لا يأتي". لقد سقطنا في فخاخ متاهات النقاشات "البورجوازية" التي تتيح للبعض التافه استعراض عضلاته بعيدا عن العمال وعن عموم الكادحين.. إن الصراع الطبقي يتطور وفق قوانين علمية مرتبطة بحركية ودينامية المجتمع الطبقي. فلا ينتظر أحدا ولا يراهن على قيادة بورجوازية صغيرة مريضة.. وبدون شك لا يراهن على الفايسبوك وعلى المناسبات.. لا ننفي إمكانية الاستفادة من كل الواجهات النضالية، لكن دون تجاهل الجبهات الساخنة التي من شأنها حسم الصراع وتوجيهه..
إن شعارنا أو انشغالنا هو بناء ذات مناضلة قادرة على مواجهة التحديات المطروحة، وعلى رأسها إنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية..
إننا نشتغل في صمت الى جانب المعنيين الأساسيين بهذه الثورة، وفي مقدمتهم الطبقة العاملة..
نعلم علم اليقين شراسة النظام، كنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي. لكن لنبن حزب الطبقة العاملة تحت نيران العدو. لنؤسس لممارسة علمية قائمة على معطيات الواقع وليس على تخميناتنا وهلوساتنا..
لا نتوهم المستحيل، لسنا وحدنا المعنيون بهذه المهمة النضالية الشاقة. إنها دعوة رفاقية لجميع المناضلين للانخراط في مسيرة "ألف ميل" التي تبتدئ بقدم واحدة.. فواهم من يعتقد أنه بمحاربة "طواحين الهواء" سيخدم قضية الجماهير الشعبية المضطهدة وسينتصر على النظام القائم.. 
لقد تأخرنا كثيرا. كفى من التطاحنات الهامشية التي تتمحور على الذوات.. إن الصراع كفيل بفرز "الغث من السمين"..
لنعترف بتضحيات رفاقنا ورفيقاتنا ونثمنها، ولنبن جسور الثقة بين الرفاق والرفيقات بدل إحراق اليابس والأخضر اعتمادا على الوشايات والادعاءات الزائفة.. 
فهل يخفى أن من يتحامل على المناضلين (بالباطل وبإيعاز من جهات معلومة سخية التمويل) ليس مناضلا؟!! 
إن الخط الأحمر بين المناضل وغير المناضل، ليس ترديد هذا الشعار أو ذاك، إن الخط الأحمر هو التزام ممارسة ثورية منظمة ومنتظمة ومستمدة من نظرية ثورية تتجلى في راهننا في خوض الصراع على مختلف الجبهات ضد النظام القائم وتوابعه من قوى سياسية متخاذلة (رجعية ومن ضمنها الظلامية والشوفينية، وإصلاحية) وضد القيادات النقابية المتواطئة معه..
وللتأكيد، فمهمة بناء الذات لا تنفي الانخراط الفعلي المتواصل في كل معارك شعبنا، من خلال كل المواقع وكل الامكانيات المتاحة..

  13 يوليوز 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق