16‏/10‏/2016

حسن أحراث// صلادي عباس أو علاقة الفن بالقضية..

صلادي عباس رمز حي في زمن الموت، شأنه شأن العديد من الرموز التي ننساها في غفلة أو تواطؤ منا. من يتذكر عباس، الإنسان والفنان؟

لقد رحل عباس الجسد (1950-1992)، ولم ترحل لمساته المجسدة لعمقه الفني والنضالي. قليلون يعرفون أن عباس قد غرق لمدة ليست باليسيرة داخل زانازين سجن بولمهارز السيء الذكر. والتهمة الجاهزة "المس بشخص الملك" (المس بالمقدسات)..
لقد سبقنا عباس الى الزنزانة. لقد سبقنا الى الحقيقة.. وسبقنا قبل ذلك الى الفلسفة والى عوالم الفلسفة.. 
نبع عباس الإنسان من دروب مدينة مراكش، وانطلق عباس الفنان من ساحة جامع الفنا.. جمعنا الحي الشعبي "ديور المساكين".. وتقاسمنا في زمن الرصاص منزلا كريما لعائلة كريمة، عائلة بشار (محمد وعبد المجيد وعبد الصادق وعبد الغني وفاطمة وخديجة...). التقينا الشهيد مصطفى بلهواري الذي احتضنته العائلة الكريمة، عائلة بشار (الأم والأب والبنات والأبناء)، عندما اشتد القمع والحصار ولم يعد الصديق صديقا والرفيق رفيقا.. 
تفرقت السبل بنا جميعا.. رفع الريشة عاليا وفرض نفسه كفنان متميز، بل كفنان خالد، شأنه شان الشهداء، العظماء.. أما المرتزقة، باسم الفن والقضية، فزائلون.. نحتقرهم وندوسهم بأقدامنا.. 
كتب الراحل/الخالد بخط يده في دفتر للصديق العزيز محمد بشار كلمة خالدة، استهلها بما يلي: "إن السؤال الكبير الذي لازلت أبحت له عن جواب لازال يلح علي باستمرار، وهو من نحن؟"
سؤال معبر، سؤال فلسفي يختزل كل الأسئلة الأخرى..
له كل التحية والاعتراف والتقدير في أجواء ذكرى رحيله..
أبدع هذه اللوحة رفقته، عربون حب للشهداء سعيدة المنبهي وعبد الحكيم المسكيني وبوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري..

15  أكتوبر  2016



شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية