23‏/10‏/2016

أحمد بيان // كم ستتألم اذا كنت مناضلا مغربيا!!

وحدهم المناضلون يتألمون، كما شعوبهم. كما العامل والفلاح الفقير. كما الطالب والمعطل. كما المشرد والضائع في وطنه المسلوب. 

وحدهم المناضلون يعانون في صمت. ففي صمتهم قوة وتحدي واقتناع بالانتصار. 
وحدهم المناضلون يحلمون كما الشهداء والفقراء. 
وحدهم المناضلون صامدون/قادمون. وحدهم المناضلون يقاومون على كافة الجبهات، كما شعوبهم. 
كم ستتألم اذا كنت مناضلا!! 
قد يقتلونك، وقد يسجنونك ويعذبونك ويشوهونك. وقد يشردونك. وقد ينكرون وجودك. كم يسهل عليهم نفيك أو إعدامك أو قضم لحمك!! 
إن المناضلين يعانون ألم الجلاد وألم السجن وقضبان السجن، يعانون ألم التشرد والضياع، يعانون ألم الحصار، يعانون ألم الافتراء والتضليل، يعانون الخيانة والغدر وألم التافهين و"الحياحة" المجندين. 
كم ستتألم اذا كنت مناضلا!! 
يريدونك "لطيفا"، اي طيعا في صورة ببغاء. لانهم يصنعون "الببغاوات". 
كم يسعدهم صمتك وتواطؤك!! وقد يقلدوك الزعامة والفخامة. 
يريدونك حملا "لطيفا"، اي ضعيفا. ليقدموك قربانا لاعدائك/اصدقائهم. انهم اعداء الصراحة، اعداء الحقيقة، الحقيقة المرة. 
كم تزعجهم الصراحة والحقيقة التي تفقأ عيونهم!! 
إن الشعوب بدورها تتألم جراء الاستغلال والقهر والاضطهاد. وتتألم جراء استمرار المعاناة في ظل الرخاء الذي ينعم فيه اعداؤها. تتألم جراء خيانة "ابنائها" غير البررة. تتألم جراء ضعفها امام جبروت اعدائها. تتألم جراء امتطاء قضيتها وتوظيفها ضد مصالحها الحيوية...
كانت تتألم جراء استعمارها من طرف "الخارج"، وصارت تتألم جراء استعمارها من طرف "الداخل". وكم تتألم الان لنهب خيراتها من طرف "الداخل" و"الخارج"!! وكم تتألم الان لعجز ابنائها!! وكم تتألم لمحاصرة أبنائها وسجن ابنائها واغتيال ابنائها...
كم ستتألم اذا كنت مناضلا!! 
وكم ستتألم فقط اذا كنت إنسانا!!

   22  أكتوبر 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق