09‏/02‏/2017

محمد حومد// حتى لا ننساك أيها المنتصر

مع اقتراب كل ذكرى من ذكريات شهداء الشعب المغربي، نشعر بالافتخار والخجل معا. نفتخر بصمودهم في وجه الآلة القمعية وبتضحياتهم الجسام التي قدموها
من أجل التغيير، ثم نخجل من واقع الجماهير الشعبية الحالي الذي عذبوا واستشهدوا من أجله. ونزداد خجلا وإحساسا به حتى الضيق عندما يتعلق الأمر بمناضلين كبار من طينة المنتصر البربري. نشعر بالخجل من ضعف أدائنا السياسي والتنظيمي في عمق المجتمع المغربي وخصيصا في صفوف الطبقة العاملة المعنية الأولى بالتغيير والفلاحين الفقراء والفئات المهمشة. إننا نستحضر اليوم الثامن من شهر فبراير لسنة 2017، الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاد المناضل بربري المنتصر من أجل تجديد وتأكيد ارتباطنا بقضية الشهيد التي ضحى من أجلها وظل وفيا لها إلى أن طالته أيادي الغدر في يوم مظلم من مثل هذا اليوم، الأيادي القذرة التي ظلت تلاحقه منذ منتصف السبعينيات إلى حدود سنة 1983، حيث كان الشهيد رمزا للصمود ورمزا للالتحام بالعمال والفلاحين والمثقفين في شروط قاسية وقاهرة. فرغم الملاحقات المراطونية ظل لصيقا ووفيا لقضية العمال والفلاحين. لقد كان الشهيد قياديا في لجنة بوعبيد حمامة لتنظيم لنخدم الشعب إحدى تنظيمات الحركة الماركسية اللينينية المغربية (حملم) النشيطة آنذاك وساهرا على انعقاد لقاءاتها بمقراتها الفاخرة ببعض المغارات المنسية على ضفاف المحيط الأطلسي. كان الشهيد حيويا ونشيطا بشكل قوي وأمميا في تفكيره وأسلوبه والتزامه النضالي، رغم آلة القمع التي سلطت على الحملم حينذاك. لقد عانق تجربة المقاومة الفلسطينية عن بعد قريب وراوده حلم جارف للالتحاق بها. ولم يتوان في إعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني الأبي، حيث ساهم بقوة في إلقاء الضوء على القضية الفلسطينية في أوساط أبناء الجماهير الشعبية المضطهدة وقاد إحدى المسيرات الشعبية بمدينة الدار البيضاء للتنديد بالمجازر الوحشية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني المكافح إثر اجتياحه لجنوب لبنان سنة 1982. 
إن تراجع حركات التحرر الوطني على المستوى المحلي والدولي عن كفاحيتها وقتاليتها النضاليتين أفسح المجال لقوى فاشية وظلامية لتتقمص دور المنقذ للشعوب، رغم مشروعها المأزوم والمتناقض والمسدود الآفاق. ومن المؤسف جدا أن يصبح بعض مناضلي الأمس الذين واجهوا أحلك الصعوبات من بطش وحشي وتعذيب همجي في سنوات الحديد والنار، سنوات الرصاص، أصدقاء لهذه القوى المعادية والمناقضة لأبسط قواعد الديمقراطية. والمؤسف جدا جدا هو الهجوم الشرس من طرف هذا البعض والبعض الآخر الذي يقتات على الطعن من الخلف لأي محاولة نضالية لاحتضان مناضلين جادين في أفق إفراز ذات صلبة لمواجهة النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي والقوى الظلامية والإصلاحية المحيطة به، وبالتالي الخروج من واقع التشرذم والانتظارية التي أصبحت لا تطاق والماضية في نسف الطاقات الغيورة والجادة، إما بالذوبان في اليومي أو بالتقوقع فيها ومن حولها. إن الانتظارية أصبحت قنبلة موقوتة وجب على المناضلين الغيورين على قضية شعبنا أخذ الحذر الشديد منها ...

 8 فبراير 2017



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق