20‏/04‏/2017

حمان الأطلسي// حوار من طرف واحد و لاجل هذا الواحد

لم اجد عنوان انسب من هذا لوصف العبث الذي عرفه اللقاء الذي جمع مدير شركة تويسيت و مندوب الطاقة والمعادن والكاتب الاقليمي للاتحاد العام للشغالين
بالمغرب والكاتب المحلي لهذه النقابة الممثل عن العمال يوم الثلاثاء 18ابريل, وقبل ان نشير الى النتائج المعروفة سلفا ينبغي ان نموضع الحوار في سياقه. هل عكس نضج المعركة و تضحياتها ام انه خطوة لتبرير اللامبرر؟ لم يكن الهدف من المعركة خلق حوار في مكتب فخم في اروقة بناية العمالة، بل كان تنزيل نتائج البروتوكول السابق والذي كان في نفس البناية. ان يهرول "المسؤولون النقابيون " الى الحوار دون ان يدركوا حجم المعركة والتضحيات والتراكمات الكمية والنوعية التي تتحرك فيها المعركة لهو اشد العبث من الجلوس في المقر والمقهى في انتظار رنة هذا الهاتف او ذاك. ان يجد النقابي نفسه يدافع عن الادارة وان يبحث عن مبررات المعركة هذا اشد خطورة من ممارسة الادارة ذاتها. ان الامر اشبه باعتصام الاسود وتوكيل الحمار ليلكلك خطابا دبلوماسيا يقرر مصير الحرب.
نتائج الحوار ان صح تسميته بحوار هي في الاصل ايقاع النقابة بدون ان يشعروا في مسرحية قانونية عمودها حرية العمل امام حرية الاضراب. فبدل ان تجعل النقابة الاعتصام ورقة ضغط وقوة لانتزاع المكتسبات، وجدت نفسها تدافع عن حق الذين يريدون تكسير المعركة في تكسير المعركة تحت مسمى حرية العمل، وهو السناريو الذي طبخه المدير مع معاونيه من النقابة الاخرى "UMT" حين اتهم المعتصمين بامتلاك المتفجرات وقطع انبوب الهواء وعرقلة العمل. و بما ان الكتاب الموقرون لا يفقهون شيئا في المعارك، ولانهم سماسرة جبناء سقطوا في شراك مندوب الطاقة والمعادن بخنيفرة المتامر مع الادارة، ليخرج " الحوار" بنتيجة هي زيارة لجنة للتاكد ان المعتصمين لا يعرقلون العمل، وكان الانسان المعتصم في كهوف بدون هواء وضغط جوي مؤثر تحت تهديدات الصدفة الطبيعية لتربة ابار المنجم ليس انسانا، ان ما وصل اليه هذا اللقاء المشبوه فطن له العمال قبل ان يعتصموا، ولكي لا يدعوا مجالا للخدلان قرروا  ان لا صعود من المعتصم دون مطالب محسوسة.
نعود الى المعركة هل ستتاثر بهذه المسرحيات؟ نعم سنكون مثاليين لو نفينا ذلك وسنكون اكثر مثالية لو تركناها تطبخ في راحة وتمارس في راحة. حجم المعركة لحد الان يحجب هكذا الاعيب وما على المناضلين و العمال الاشاوس الا تكتيف الجهود والمقاومة وفضح السناريوهات التي يحاول فيها مدير الشركة ربح الوقت و اللعب على الياس، تعلمنا وعلمتنا تجارب الشعوب ان النضال افضل جواب لاحلك اختبار و اعقد واقع. فبالنضال تهون الشدائد و المصاعب و تبنى العزائم و خارجه يكون المنتوج "صيني" مزور.

  19 أبريل 2017



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق