25‏/04‏/2017

زلزال الانتخابات الرئاسية بفرنسا ..انتصار الطروحات الليبرالية والفاشية

كما قلنا سابقا في كلمة مقتضبة حول الانتخابات الرئاسية الفرنسية « رأي في خضم الانتخابات الرئاسية بفرنسا » المنشورة بموقع الحوار المتمدن ع 5499 يوم 22
ابريل 2017 ما معناه ان الطبقة العاملة تخوض الصراع في ضل شرووط تتميز بالتفوق السياسي والتنظيمي والايديولوجي للبرجوازية. 
أكدت الانتخابات الرئاسية هدا المعطى بعدما ساد في الاوساط السياسية وفي الدوائر المالية والاقتصادية( بورصة باريز مثلا) قلق وتوتر يخص امكانية تفوق مرشح « فرنسا المتمردة la France insoumise» وعادت الاشغال والاموال لسيرها الطبيعي مطمئنة لنتيجة الدور الاول من هده النتخابات. 
خاب أمل ملايين الناخبين في النتائج التي افرزت مرشحان الاول يمثل التيار اللبيرالي والثانية التي تمثل التيار الليبرالي الفاشي
سرعت القوى السياسية التقليدية التي حكمت الجمهورية الخامسة لاعلان تضامنها ودعت للتصويت لصالح مرشح التيار الليبيرالي مانويل ماكرون. كان دلك شأن الحزب الاشتراكي ومرشحه المهزوم بونوا امون كما هو الشأن بالنسبة لحزب الجمهوريين اليميني وكدلك الرئيس الفرنسي الحالي. فسرت هده القوى طروحاتها بسد الطريق امام مرشحة اللبيرالية الفاشية لما تشكله من خطر على البلاد. 
أن يتشكل ويتوحد اليمين واليسار حول مرشحهم الليبيرالي ضد مرشحة ليبيرالية وفاشية فهدا امر طبيعي. لقد حصل داك الاجماع سنة 2002 لنصرة جاك شيراك الدي قاد الدولة الفرنسية بعد فرانسوا ميتيران
ما يستحق التفكير به والوقوف عليه هو نصرة الحزب الشيوعي الفرنسي ودعوته الناخبين للتصويت من أجل مرشح النظام الليبيرالي مانويل ماكرون وسكوت ممثل « فرنسا المتمردة » السيد جان لوك ميلانشون. 
صرح قائد الحزب الشيوعي الفرنسي بما يلي : nous appelons le 7 mai, lors du second tour de l'élection présidentielle, à barrer la route de la Présidence de la République à Marine Le Pen, à son clan et à la menace que constitue le Front national pour la démocratie, la République et la paix, en utilisant le seul bulletin de vote qui lui sera malheureusement opposé pour le faire.
ان هدا التصريح هو اختزال للسياسة الرجعية لقادة الحزب الشيوعي الفرنسي الدي اعاد الكرة بعدما دعى سنة 2002 وبنفس المنطق والحجج التصويت لصالح ممثل النظام اللبيرالي انداك رئيس الجمهورية السيد جاك شيراك. ان هدا الموقف لم يأتي من فراغ بل هو استمرارية وتجسيد لقراءة خاطئة للتحالفات حيث يصطف هدا الحزب ومند زمن بعيد دائما وأبدا وراء البرجوازية في ما يتعلق بالسلطة السياسية بمناسبة الانتخابات او خارجها. 
اما فيما يخص « فرنسا المتمردة » الحركة التي قدمت مرشحها جون لوك ميلانشون Jean Luc Melenchon فقد التزمت الصمت وعدم الادلاء برأي بخصوص التصويت بالدور التاني. وهنا أعود بالقارئ الى نقطة توضيحية تتعلق بهده الحركة التي تشكلت بمناسبة الانتخابات أي ان الحركة حددت مصارها و أهدافها للوصول الى السلطة مرتكزة على دعائم وقواعد تتشكل اساسا من قواعد الحزب الشيوعي وحزب اليسار الدي شكله سابقا مرشح الحركة ثم تشكيالات مجتمعية أخرى ينشط بداخلها اعضاء احزاب اليسار و جمعيات شتى بالاضافة الى منخرطي النقابات. مركزت الحركة وكتفت ممارستها واهدافها السياسية حول نقطة مركزية الا و هي الجمهورية السادسة. بالنظر الى البرنامج الانتخابي للحركة يمكن ان نسجل غياب مشروع مجتمعي بديل عن النظام الاقتصادي الرأسمالي ,اعلن ما من مرة زعيم الحركة انتمائه الى فكر وسياسة الرئيسين السابقين للجمهورية الفرنسية، فرانسوا ميتيران François Mitterand و شارل دوكول Charles De Gaulle هما الاطار العام لبرنامجه أخدا بعين الاعتبار مطالب مستعجلة اجتماعية واقتصادية انية. سكت الزعيم لانه لا يحمل وحركته مشروعا بديلا للنظام الرأسمالي وهو الدي صاغ شعار la révolution citoyenne الثورة السلمية او الثورة المواطنة ( معدرة عن الترجمة) لكن في الامر أهمية قصوى حيث نقف هنا عن محدودية الفكر السياسي للحركة والسؤال المركزي الدي يتعلق بالسلطة والظفر بها، هل حركة « فرنسا المتمردة » كانت تحمل في طياتها و جعبتها ارادة وخطط من اجل الظفر بالسلطة السياسية من اجل بناء مجتمع بديل في ظروف تتميز بنضالات عارمة للطبقة العاملة بفرنسا ام ان الامر واهداف الحركة هما اعادة تشكيل و تنظيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية في اطار النظام الليبيرالي؟ سكت الزعيم بعدما فشل في انتزاع المنصب الهدف الرئاسة ولتدهب للجحيم الامال والطموحات التي برزت في تشكيل قوة سياسية تمكن العمال قبل غيرهم في امتلاك ادوات التغيير. 
لا ندعوا زعيم الحركة للدعوة للتصويت لصالح مرشحي النظام اليبيرالي كما تفعله المنابر الاعلامية والسياسية بفرنسا. بل العكس تماما من دلك. ما يهمنا هو تنظيم فعل العمال ومركزته ليشكل قوة سياسية للنيل بالسلطة السياسية بفرنسا لان الشروط مواتية وخصبة للغاية وهدا ما يعكسه تصويت فئات من العمال لصالح المرشحة الليبيرالية الفاشية للدور التاني من الانتخابات للفوز برئاسة الجمهورية وما يعكسه كدلك ملايين الناخبين الدين صوتوا لصالح مرشح حركة « فرنسا المتمردة » 
ميدانيا قد يقول قائل ان الامر يتعلق بقطع الطريق كما يحلو للنخبة السياسية الرسمية المهترئة امام الفاشية للوصول الى السلطة. ان المتتبع للوضع الانتخابي بفرنسا و بدون عناء يمكن له ان يسجل ان العملية الانتخابية ستئول الى ممثل النظام الليبيرالي دون الفاشية وزد على دلك ان الموضوع الاساسي هو ان الفاشية تحولت في يد الاعلام والقوى البرجوازية الى عصا بيدهم على رقاب العمال للنيل منهم واخضاعهم لسياستهم المتعلقبة تارة باسم الحزب الاشتراكي و تارة باسماء احزاب اليمين. وهنا بيت القصيد حيت دعى الحزب الشيوعي الى الالتحاق والتصويت من اجل الليبيرالية باسم « الدفاع عن الجمهورية و السلم » و سكتت الحركة ( فرنسا المتمردة) لتحالفها الغير المعلن مع البرجوازية ودفاعها عن النظام اللبيرالي في حلة جديدة باسم البيئة و المكتسبات الاجتماعية و الاقتصادية. 
ختاما اتصلنا ببعض المسئوليين النقابيين لمعرفة ما يدور في فلك القيادات النقابية. للاسف الشديد لامسنا انخراط بعضها في الطروحات السياسية الرجعية من قبيل رأي الحزب الشيوعي الداعي للانضمام والاصطفاف وراء مرشحي الدوائر الرأسمالية ولامسنا كدلك الانبطاح السياسي والاديولوجي لتلك القيادات ولم يعد يهمها الا الحفاض على مواقعها وادارة السلم الاجتماعية.

وكزيز موحى 25 ابريل 2017




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق