22‏/05‏/2017

أحمد بيان // آن الأوان لنتحمل المسؤولية تجاه قضية شعبنا..

آن الأوان لنتحمل المسؤولية تجاه قضية شعبنا..
كفى من العبث ومن الاختباء وراء الشعارات...!! 

آن الأوان، ولم يفت الأوان بعد.. ولن يفوت الأوان أبدا، مادام هناك مناضلون قابضون على الجمر... فالتاريخ لا ينتهي عند معركة أو معركتين. إن التاريخ معارك مستمرة وصراع طبقي حاد. والدليل القاطع هو استمرار معارك الشعوب المضطهدة، ومن بينها معارك شعبنا المكافح.. 
لقد قدمنا الكثير من التضحيات (شهداء ومعتقلين سياسيين ومنفيين ومشردين...)، إلا أننا مازلنا نراوح مكاننا. لماذا؟
لماذا نراوح مكاننا (سؤال مشروع وذو راهنية)؟
في الحقيقة، لا نراوح مكاننا. إننا نتقدم، لكن بخطى بطيئة جدا. علما أن من لا يتقدم، يتأخر بالضرورة..
ومن بين عوامل "تأخرنا" أقف عند نقطتين أساسيتين:
- النقطة الأولى: الواقع الموضوعي الصعب، وطنيا ودوليا. فالنظام القائم يعمل على ضمان استمراريته الطبقية، من خلال مقوماته الذاتية ومن خلال علاقته بالامبريالية وباقي حلفائه من رجعية وصهيونية، كنظام عميل، لاوطني لاديمقراطي لاشعبي. فلا ينتظر "تقدمنا" أو "تأخرنا"، إنه يمارس الصراع الضاري من أجل "البقاء" على كافة المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك اعتمادا على كل أساليب القمع والاضطهاد والتضليل...
- النقطة الثانية: الواقع الذاتي الصعب، وطنيا ودوليا. إن جل حاملي شعار التغيير أو الثورة يعيشون "الغربة" عن الواقع، ويتلذذون في ترديد الشعارات العامة الصالحة لكل "زمان ومكان". فالكثيرون منشرحون لإعلان الانتماء (وفقط الانتماء) لهذا الاسم/الرمز "التاريخي" أو ذاك، أو لهذه التجربة السياسية أو تلك. وحتى الحاضرين في "الميدان"، فإنهم ليسوا دائما في الميدان المناسب.. والخطير هو تغذية التشويش وزرع بذور التفرقة بين المناضلين.. زد على ذلك، الوضع الدولي المأزوم، فالامبريالية والصهيونية والرجعية ركعت جل البؤر الثورية وأخمدت نارها وحدت من خطورتها..
والآن، يتأكد مرة أخرى أننا بعيدون عن صنع الحدث، فبالأحرى قيادته.. إن ما يحصل بالحسيمة والمنطقة عموما فضح عجزنا وعرى ضعفنا. أليس حري بمن يتشدق ب"الثورية"، طولا وعرضا، أن يكون في مقدمة الجماهير الشعبية الثائرة بالحسيمة؟ 
إننا نعي منذ البداية أننا في بداية الطريق. ولم ننتظر نضالات أبناء شعبنا بالحسيمة لنقف عند هذه الحقيقة المرة. فهناك العديد من النضالات التي أرقتنا وطرحت على عاتقنا مسؤولية، ليس التضامن معها أو مؤازرتها فقط، بل مسؤولية قيادتها، تنظيما وتأطيرا. فمن الانتفاضات الشعبية الخالدة (انتفاضة الريف سنتي 1958/1959 وانتفاضة 1965 بالبيضاء وانتفاضة أولاد خليفة...)، وعبر ملاحم إيمضر ومناجم عوام و20 فبراير ومختلف معارك العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين والمشردين، الى الحسيمة والمنطقة، ندعو المناضلين الصادقين من مختلف مواقعهم النضالية الانخراط في معركة بناء الذات المناضلة التي بدونها سنستمر في التيه بدون هدف أو أفق، وسيستمر شعبنا في دوامة الاستغلال والقمع والاضطهاد. لقد عانينا من سموم بيادق النظام المندسة والممولة، وعانينا حقد أشباه الرفاق وشر أشباه المناضلين. فهناك من يهمه خلط الأوراق والنفخ في الذات المريضة وتسميم الأجواء بين المناضلين ثم الانسحاب في صمت وترك "الجمل وما حمل" (منطق "علي وعلى أعدائي"). وعانينا كذلك من سموم القوى السياسية والنقابية الملكية، الرجعية والإصلاحية، التي جندت بيادقها الانتهازية للتصدي للمشروع الثوري بغية إقباره ومحاصرته. 
واليوم، لقد آن الأوان لنتحمل المسؤولية تجاه قضية شعبنا.. 
لننتظم أولا وأخيرا..
لنعري الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي..
لنتابع معارك أبناء شعبنا عن قرب في المعامل والمناجم والحقول والجامعات وفي الشارع..إنه التحدي الفاصل بين المناضل وشبه المناضل..
لنتجند لفضح المرتزقة وتجار الدين والقضايا العادلة ..
لنتجند لفضح من يضع يده في الأيادي القذرة، الشوفينية والظلامية..
لنتجند لإبراز الحقيقة المرة التي يسعى النظام وأزلامه الى إخفائها من خلال مشاريع "تنموية" محدودة الأفق..
لنبدع أشكالا نضالية جديدة تساير حركية الواقع المتجدد، وطنيا ودوليا..
لنقوي ذاتنا المناضلة من خلال تصورها السياسي والإيديولوجي العلمي، على قاعدة التحليل الملموس للواقع الملموس والنقد والنقد الذاتي..
لنتجند لقيادة نضالات أبناء شعبنا من عمال وفلاحين فقراء ومضطهدين..
شكرا لأبناء شعبنا بالحسيمة، وبباقي مناطق المغرب، التي "تصفعنا" من حين الى آخر وتدلنا على الطريق الصحيح من خلال دروس الواقع..
وإن كان من نقد أو نقد ذاتي، نقول بكل جرأة، إننا أضعنا الكثير من الجهد والوقت في التصدي للأشباح، وأغلبها من صنع النظام. والمطلوب هو تقوية الذات المناضلة، وبالتالي التجذر وسط أبناء شعبنا وفي مقدمتهم العمال وقطع الطريق على المرتزقة، أزلام النظام المدربة والموجهة، ووضع خطط وأشكال إنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، بداية خلاص شعبنا ورسم مستقبله السعيد..
أحمد بيان 21ماي 2017



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق