13‏/06‏/2017

أحمد بيان// سؤال الى مسيرة الرباط (11 يونيو 2017)

لماذا لم يساهم "العدد الكبير من المشاركين" في فرض التغيير المنشود ببلادنا، بل انتزاع أو الحفاظ على أبسط المكتسبات؟!!

تابعنا ميدانيا وعبر الفيديوهات المنشورة حجم وسقف شعارات مسيرة الرباط ليوم 11 يونيو 2017. لا يجادل أحد في أن عدد المشاركين كان كبيرا. وليبقى تقييم المسيرة، من حيث الشعارات والتنظيم والطبيعة السياسية للحضور، مختلفا حسب رؤية وموقع كل طرف من الأطراف السياسية في الساحة السياسية.
نريد بهذه المناسبة أن نطرح سؤالا على هذه المسيرة، وهو سؤال موجه الى الأطراف السياسية المعنية بالصراع، والى عموم أبناء شعبنا، وخاصة غير المورطين في وحل النظام وحباله/مناوراته. 
ننطلق من المعطى الذي تم الإجماع عليه، وهو عدد المشاركين الكبير رغم الحرارة وظروف الصيام وصعوبة/عرقلة مشاركين آخرين، لنطرح السؤال الكبير التالي: لماذا لم يساهم هذا "العدد الكبير من المشاركين" في فرض التغيير المنشود ببلادنا، بل انتزاع أو الحفاظ على أبسط المكتسبات؟!!
هناك أسئلة عديدة يمكن أن تولد من رحم هذا السؤال، ومن بينها:
- من عبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لحضور المسيرة؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لدعم قضايا أخرى، على رأسها قضية الاعتقال السياسي وقضية العمال بمختلف أنحاء البلاد (عمال مناجم عوام المعتصمين، العمال الزراعيين، البحارة...) ووضعية ساكنة إمضير ووضعيات أخرى كثيرة ("دور" الصفيح، الأراضي "السلالية"...)؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لوقف استنزاف ونهب خيرات البلاد برا وبحرا وجوا؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لوضع حد للفساد المستشري في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية بالبلاد؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" للتصدي للإجهاز على العديد من المكتسبات وضرب العديد من الحقوق (التقاعد والتوظيف...)؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لتوفير العيش الكريم للجميع؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لضمان السكن اللائق للجميع؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" للحيلولة دون تدمير المدرسة العمومية وبيعها في المزاد العلني لفائدة الخواص دعما لمشاريعهم التجارية وليس التربوية؟ 
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لتحسين واقع مستشفياتنا وإدارتنا...؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لرفض إقصاء أبنائنا وفرض تشغيلهم بكرامة...؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لتنظيف محاكمنا واستئصال الرشوة والزبونية والمحسوبية...؟ 
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" لفرض محاكمة المتورطين في الجرائم السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية التي لا تقبل التقادم؟
- لماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" من أجل كشف الحقيقة في العديد من قضايا الشهداء والمختطفين ومجهولي المصير...؟
- ولماذا لم يعبأ هذا "العدد الكبير من المشاركين" للزحف نحو الحسيمة لتحريرها من قبضة "العسكرة" و"الحكرة"، بدل الزحف نحو الرباط؟
- ولماذا؟ ولماذا؟...
لن نفرح لهذا "العدد الكبير من المشاركين"، كما لن ننخدع للصورة المزيفة التي رسمت بشوارع مدينة/العاصمة الرباط، مع كل الاحترام والتقدير النضاليين للمشاركين ذوي المواقف المبدئية الصادقة ولكل المشاركين لغايات وأهداف نبيلة بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والنقابية والجمعوية (أو بدون انتماء)...
ونقول لمن يعبث بمصير شعبنا، لسنا أطفالا لنستقبل لعبكم (JOUETS) بتقبيل الأيادي أو الرؤوس؛ ولسنا بالسذاجة التي تربكنا أو تسقطنا عند أقدامكم أمام دغدغة العواطف الفجة...
إن هذا الوضع الصعب يؤلمنا ويفرض علينا العمل على إيجاد أجوبة ملموسة للأسئلة المطروحة. كفى من الفرجة ومن الفرح الطفولي... فستنسى مسيرة الرباط لا محالة، كما نسيت مسيرات سابقة وانتفاضات سابقة، ومنها مسيرات وانتفاضات أكبر حجما و"أجذر" شعارات وأدق تنظيما. نذكر على سبيل المثال المسيرات التضامنية مع الشعب العراقي وانتفاضة ومسيرات 20 فبراير...
بدون شك، نثمن استعداد أبناء شعبنا للتضامن المبدئي والفعلي مع كل القضايا العادلة بالداخل والخارج. ويسعدنا انتفاضهم في وجه الظلم والاستغلال والاضطهاد (الحكرة)، ونقدر روح التضحية لديهم... وفي نفس الوقت، يؤسفنا امتطاء تضحياتهم لما لا يخدم دائما أو بالضرورة مصالحهم، كما يؤسفنا غياب التنظيم السياسي القادر على تنظيمهم وتأطيرهم وقيادة نضالاتهم حتى النهاية، أي حتى انتصار معركتهم.
لا يخفى أن مشاركة جماعة العدل والإحسان في المسيرة ساهم في صنع "العدد الكبير من المشاركين". وكما دائما، فخروج جيوش الجماعة من ثكناتها يخلق الحدث. وإذا ظهر السبب بطل العجب. وهنا أيضا يطرح السؤال:
ما هي خلفية مشاركة جماعة العدل والإحسان في مسيرة الرباط، وبهذا الكم الزائد؟
نعلم أن الجماعة قد انسحبت من مسيرات ووقفات 20 فبراير بشكل "مفاجئ". وشكل ذلك بالنسبة لمن راهنوا عليها طعنة غادرة في ظهرهم. وكان دعمها الخفي لحزب العدالة والتنمية الذي عانق الحكومة مفضوحا نزولا عند تعليمات النظام والامبريالية (بعض الحقائق لدى المرأة المدللة لدى الجماعة والولايات المتحدة الأمريكية نادية ياسين).
والآن، الى متى ستحتفظ الجماعة بجيوشها الاحتياطية داخل ثكناتها، كخلايا نائمة؟ هل تنتظر "القومة" التي قد تأتي أو لا تأتي لطحننا جميعا؟
وبالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة (البام)، أليست مشاركته في المسيرة استغباء لنا وضحكا على ذقوننا؟ أليس البام رئيسا لجهة طنجة تطوان الحسيمة؟ إنهم "يقتلون الميت ويسيرون في جنازته" بدون خجل أو حياء. وفي الحقيقة، "العيب فينا حنا". كيف نقبل هذه المهازل والمفارقات الغريبة بكل سرور، ونصفق لها مرددين "لقد نجحنا، لقد نجحنا..."!! 
وباختصار، ماذا يفعل هذا "العدد الكبير من المشاركين" في المواقع التي انطلق منها نحو العاصمة الرباط، سواء كان محسوبا على جماعة العدل والإحسان أو البام أو على غيرهما؟
مرة أخرى، " إن هذا الوضع الصعب يؤلمنا ويفرض علينا العمل على إيجاد أجوبة ملموسة للأسئلة المطروحة"، وبالتالي تفعيلها على أرض الواقع...
إنها الدروس تلو الدروس، فهل من مستفيد...؟



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق