05‏/06‏/2017

حمان الأطلسي// عمال مناجم عوام على درب النضال سائرون

تعيش بلدة مريرت منذ ما يقارب شهر وعشرين يوما على إيقاع المعركة البطولية
لعمال مناجم عوام، معركة قدم خلالها العمال تضحيات كبيرة، بدأت بالاعتصام تحت الأرض لتستمر أشواطها فوق الأرض بما يفوق 40 مترا. فرغم الظروف الصعبة التي يعشها العمال المعتصمون الآن فوق المصعد، إذ ظهرت عليهم آثار صحية خطيرة، خاصة على مستوى العين؛ حيث يشكو بعضهم من آلام عدة نتيجة الاعتصام. إلا أن عزيمتهم صلبة ومن فولاذ، وتزداد صلابتها بإرادة العمال المضربين معهم وبمساندة عائلاتهم وسكان مدينة مريرت الصامدة. فمنذ اعتصام العمال والعائلات تساندهم يوميا بأشكال نضالية مختلفة: وقفات ومسيرات، تفاعلت وبشكل موضوعي مع هموم الجماهير الشعبية ومع نضالات أبناء شعبنا خاصة نهوض الريف.
إن استمرار الأشكال النضالية خلق وضعا سياسيا واحتجاجيا واضحا. تداخلت فيه وبشكل جدلي مطالب العمال ومطالب الساكنة وكذا استحضار التضامن المبدئي المترجم بشكله الصحيح. علما أن أي تضامن لا يكون مؤسسا إلا إذا كان على أرضية معارك تهم مطالب الشعب، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية. إن المعركة تصب بشكل موضوعي في المساهمة في طاحونة الصراع الدائرة رحاها خاصة في هذه الظرفية السياسية التي يقدم فيها الشعب المغربي تضحيات كبيرة (اعتقالات ومطاردات واستفزازات...). لكن للأسف، فسقفها السياسي محدود.. ففي هذه المرحلة التضحيات جسام ميدانيا، أما سياسيا فالنظام مازال متحكما في خيوط اللعبة وقابضا عليها من حديد. ف"المعارضة" السياسية الجبانة المفرطة في الاعتدال، بل الخنوع والتواطؤ، بدل الدفع بمطالب الشعب الى الأمام، نجد أن الكل يسارع بشكل أو بآخر نحو تبرير الخطوات والبحث عن حسن السيرة لها. وفي أحسن الأحوال إعلان التضامن وفقط.. شكل اليوم وغدا وبعده.... كلها للتضامن. 
صيرورة الصراع طويلة وطريق النضال شاق. هذا ما استوعبه العمال في معركتهم هذه، رغم الوضع الأسري المزري نتيجة توقف الدخل والعمل. إلا أن صمودهم قوي وزاد النهوض النضالي الذي يشهده وطننا الجريح من صبرهم وعزيمتهم. لقد ربط العمال معركتهم بنضال الشعب وتبنوا التضامن مع أبناء شعبنا بالحسيمة والمنطقة عموما. تضامنوا مع المعتقلين، ولم يخل شكل من أشكال العمال وعائلاتهم اليومية من التذكير بالتضامن المبدئي مع المعتقلين السياسيين القابعين في زنازن النظام الرجعي. إن الترابط الجدلي بين الخاص والعام في الصراع، أي بين معركة العمال ومعركة شعبنا قد استوعبه العمال جيدا. هذا الترابط الذي أزعج النظام، وما من مرة حاول عزل العمال عن المناضلين ومحاصرة أشكالهم، حتى لا تتداخل مع نضالات الجماهيرالشعبية. وهذا ما حاول عامل الإقليم وأعوانه إيصاله للعمال وبشكل مباشر. ذلك بأن ينفصلوا عن المناضلين وعن كل ما من شأنه أن يدعم العمال في معركتهم. إلا أن رد العمال كان الأذكى، إذ صرحوا له أن أشكالهم النضالية مستمرة ومرحبا بالمناضلين، مستوعبين أن التفاف الجماهير حولهم هو السلاح الحقيقي الذي يملكونه. وإذا عزلوا أنفسهم عنه، انعزلت معركتهم، وبالتالي سهل فضها. وبلغة أخرى، إذا كان الشارع يخيف النظام، فنحن باقون فيه وليتحمل العامل ومدير الشركة المسؤولية.
خوف النظام من تسارع الأحداث بدا واضحا على كل ممثليه وازداد وضوحا اليوم 04 يونيو 2017، حيث قام والي الجهة وعامل الإقليم بزيارة المعتصم كمحاولة لامتصاص التراكمات قبل أن تنفجر عليهم. زيارة الوالي من عدمها لم يعرها العمال انتباها، بقدر ما انصب اهتمامهم على المزيد من الأشكال النضالية. وفي نفس هذا اليوم، جسدت العائلات وقفة نضالية كما العادة في ساحة المدينة، تضامنا مع المعتصم وتشبثا بالمعركة، باعتبارها معركة كرامة قبل أن تكون معركة خبز. وبخصوص البيروقراطية النقابية الإقليمية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، فقد قام المكتب الإقليمي بزيارة المعتصمين لتبييض وجهه وطمس جرائمه. فقد حركه أسياده في هذه اللحظة، وهي فرصة لإعلان الولاء. اتصل بالمعتصمين وحاول جاهدا إقناعهم بالنزول ضاربا لهم وعودا كاذبة: "ماتخافوش المطاليب ديالكم غتحقق غي نزلو يكون خير".. مثل هذه الوعود المزيفة لم تعد تنطلي على العمال، فكان ردهم بالمختصر المفيد عند إرجاع المطرودين وتحقيق المطالب سننزل وإلا دعونا نموت هنا...
وتيرة النضال تستمر وغدا على الساعة العاشرة صباحا أعلنت نساء العمال وعائلاتهم بتجسيد وقفة احتجاجية بساحة المدينة وهذا نص النداء:


نـــــــــــــــــــــــــــــــــــداء 

على إثر الاعتصام البطولي الذي يخوضه العمال المطرودين منذ ما يقارب أسبوعين بمصعد منجم سيدي أحمد  على علو 60 متر، وبعد وصول جل المفاوضات الى الأفق المسدود بسبب تعنت وجبروت إدارة شركة تويسيت،
نحن نساء العمال المطرودين، نناشد نساء ساكنة مريرت وكل النساء الغيورات والمناضلات، إلى الحضور الى جانبنا يومه الاثنين 5 يونيو 2017 على الساعة 10:00 صباحا في الوقفة الاحتجاجية المزمع القيام بها بالساحة العمومية (السمكة) قرب مقهى الشباب.
ودمتم للنضال أوفياء .
و السلام



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق