24‏/08‏/2017

مفترق الطرق

عند مفترق الطرق نتوه قليلا بين أحضان أحلام متضادة ..بين خاصرة الوجع ..بين
نهايات تنزع غطاء الروح و الجسد..عصارة ليلي تشق الغبار عن مخيلتي ..شمسي تبحث عن الضياء..أستلهم الأفكار من الرياح التي تعبث بسيقان السنابل ..في أرض لا تعرف موسم الحصاد...أرض فقدت عذريتها بمنجل فلاح ...
عالق بين الكلمة و الكلمة ..بين باب المسجد و محرابه..بين السجن و مفاتيحه...أمضي وقتا طويلا في تفحص ملامح الحروف ..كعطشان يبحث عن راع غنم يدله على طريق البئر ...فيعتلي الجبال المحدودبة كظهور آبائنا من رفعهم أحجار التوبة فوق رؤوسهم...لكن الصحاري العمياء بآبارها الخاوية سبقته للاحتفال بالمطر...
لم أأبه يوما لرائحة اللحظات المعطوبة ..أو لأدعية صاعدة 
بلا طهارة الى أجنحة السحاب...لم أصدق يوما أن الجنة مفاتحها تحت عمامة دجال...كنت أنتظر الوقت ليحين ..
و أنا لازلت أنتظر..كل شيئ بأوانه...فحتى الأحلام قبل أوانها تطلب عكازا بمواصفات تعجز الأوتار عن عزف لحن يليق بها...
كم وددت أن أخرج الآن لأشتم أبناء السفلة..الذين سرقوا لون الصباح الجميل..الذين جعلوا العيد ملهاة لهم و موت لنا...
أريد أن أبوح بشيئ.. أنا......
حقا!!لا أستطيع البوح أو الإنتظار...!!!فقط سأغلق شفتاي و أهلوس للرياح..لتنذرني بإعتراف تاريخي حينها تتلبد كل السماوات بالرحيل..
لا أملك الآن إلا أن أصمت.....
أبصرت نزيفا من الضياء على جنبات الشوارع قلت بأن إلاهاً يموت هنا أو هناك...فانتظرت معزوفة الصمت تطرق نوافذ الحرية لتسكن شهقات القلب....أما الآن فلا يسعني إلا أن أُبصر و أترنح فوق بساط الموت ..فالعيش بالصحراء يقتل الضمأ...
كبرت أنا ..و في دواخلي أسئلة حارقة لم تكبر ....
سأموت أنا و فضول أسئلتي لن تمت....
كل ذرة من حولنا تتفاعل مع كمياء ذاكرتنا فتتصلب بحرارة خواطرنا الممزوجة بشذرات النسيان....

Veste Blanche



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق