27‏/10‏/2017

حومد محمد// في ذكراك السادسة يا شهيد جبال الريف الشامخة... كمال الحساني

لقد طعنتك الأيادي الآثمة من الخلف غدرا أيها الرفيق... لينضاف دمك الزكي واسمك الخالد إلى قافلة شهداء الشعب المغربي وينحث رصيدك النضالي
وتضحياتك الجسام في ذاكرة رفاقك الصادقين والمخلصين التواقين إلى تحرر هذا الوطن من الاستغلال والاضطهاد الطبقيين.
إن تاريخ الشعوب لا تمحيه جرة الأقلام المأجورة والأساطير المشبوهة. إنه كتب بدمائهم/دمك الطاهرة، لقد سجلت اسمك في قائمة المناضلين الذين يصنعون التاريخ وأصبحت جزء من تاريخ الصراع والمقاومة ونكران الذات.
سنظل نكتب عنك وعن شهداء وطننا الجريح رغم كيد الكائدين وتعتيم الاعداء الطبقيين. لقد اعتقد مجرمو النظام أنه بتصفيتك الجسدية سيضعون حدا للاحتجاجات وللحركة الجماهيرية، إلا أن واقع الصراع المر والفوارق الطبقية يجريان بما لا يشتهيه النظام. فالانتفاضات الشعبية دائما في تمدد وأبناء الكادحين في التحاق مستمر بركب المواجهة والاصطدامات نحو بناء وتثمين مغرب النضال والصمود للرفع من رقعة ووثيرة الصراع الطبقي ببلادنا.
إنهم يحاربون الإرهاب وهم يمارسونه في أبشع صوره من خلال محاولاتهم اليائسة لزرع الرعب بين صفوف المواطنين وردع المناضلين والجماهير الشعبية في الدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. إلا أن حجم وفظاعة الضغط يولدان الانفجار. إن الجماهير الشعبية لم تتوقف عن الاحتجاجات المتتالية، فمن انتفاضة إلى أخرى ومن بؤرة إلى أخرى. فها هي مدينة الحسيمة والنواحي بما فيها مدينتك أيها الشهيد مشتعلة بالمسيرات الشعبية والحناجير مبحوحة تنادي بصوت عالي ''الموت ولا المذلة''، رغم المحاولات الفاشلة لإخمادها من الداخل و تلجيم امتداداتها لحصرها في مطالب اجتماعية جد محدودة لا تتجاوز سقف استمرار الحياة ...
ومرة أخرى، يتأكد وبالملموس العجز عن قيادة الجماهير ورص صفوفها نحو تغيير حقيقي، مما يفسح المجال لبعض الأطراف التحكم في مسار الحركة الجماهيرية والزج بها نحو مستنقع الانبطاح. ومن تم ظهور بعض الاعراض الرجعية قد تعزف بأي تقدم ثوري على طول خريطة الوطن. إن طبيعة النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي لن تقبل بالاحتجاجات والانتفاضات الجماهيرية ولو في حدودها الدنيا ورغم بساطة مطالبها المادية. 
منذ اغتيالك واغتيال الرفاق من قبلك ومن بعدك لم يتوقف مسلسل التصفيات البشعة في وطننا الجريح، وشاء قانون التاريخ أن يصادف يوم اغتيالك يوم أو ما يقارب ذلك جريمة شنعاء ارتكبت في حق احد أبناء الشعب الكادحين، الشهيد محسن فكري، أصبحت تعرف ب ''اطحن مو''، حيث تم طحنه داخل شاحنة النفايات وهو يحاول استرجاع بضاعته التي انتزعت منه.
في ذكراك السادسة نحيي كذلك الذكرى الأولى للشهيد محسن فكري، فبعد مرور سنة عن اغتياله شهدت مدينة الحسيمة والجوار نضالات واحتجاجات مستمرة مقابل حصار وقمع رهيبين أفضت الى اعتقال مجموعات كبيرة من المحتجين والمناضلين والزج بهم في غياهب السجون. 
ونحن نخلد ذكراك وذكرى محسن فكري، تشهد زنازين النظام في كل من تازة وفاس ومكناس والحسيمة والدار البيضاء ومراكش وأكادير ووجدة... اكتظاظا بالمعتقلين السياسيين يعبر عن بشاعة وهمجية النظام، بل قد نكون بين الفينة والأخرى شاهدين على فاجعة خطيرة يفارقنا فيها أحد المعتقلين السياسيين، حيث تخوض مجموعة منهم إضرابات عن الطعام تجاوزت الخامس والأربعين يوما. إنهم على أبواب الشهادة.. فسعيدة المنبهي استشهدت قبل أن تتجاوز 45 يوما من الاضراب عن الطعام ..
ونحن نستحضر ذكراك، نستحضر معاناة عائلتك الصغيرة وعائلات كل الشهداء والمعتقلين، ولا يفوتنا استحضار معاناة اللائي يتحملن تعب السفر من الحسيمة إلى الدار البيضاء.. إنه انتقام مقصود..
إن بعض الجهات السياسية عوض الضغط على النظام تضغط على المناضلين.. لقد وجب فضح المتآمرين ورفع الستار عن حبك المؤامرات وكسر الحصار المضروب على الفعل النضالي من طرف الأعداء المتسترين.. فكم من شخص أراد أن يصبح مناضلا بعد أن أفنى حياته في خدمة النظام.. وكم من "مناضل" استفاق بالنعرات ولم نجد له أثرا في معارك الشعب المغربي.. 
لن يصمد في وجه النظام إلا أصحاب القضية والمبادئ، أما أصحاب النزوات فبعد نصف الطريق… ناهيك على الابتزاز الذي يمارسه بعض دعاة حقوق الإنسان في حق عائلات المعتقلين وهن في وضعية يعجز القلم على وصفها..
..''. الشهادة ولا المذلة''... 
إن الواجب النضالي يفرض يوما بعد يوم وأكثر من الماضي النضال المنظم والمسؤول والخطى الثابتة...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق