29‏/11‏/2017

حمان الأطلسي// 29 نونبر : اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

ولدك "ألالا" (سيدتي)، ولدك ماركسي لينيني.. ولدك "ألالا"، ولدك فلسطيني...

إن علاقة الماركسي اللينيني بالمغرب والقضية الفلسطينية ليست مجرد علاقة عاطفية اعتباطية تملؤها الحماسة والعنترية البرجوازية الصغرى أو تبرز وتخفت بمدى نوعية التضحية التي قدمها ومازال يقدمها الشعب الفلسطيني. وليست مسلسلا داميا يؤثر على عواطفنا الإنسانية الجياشة أو يدغدغها. إنها أكثر من هذا أو ذاك، إنها قضية وطنية ضمن القضايا المطروحة على الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ببلادنا. فبرنامج الثورة لا يمكن ان يكون مكتملا وواضحا إذا لم يلم وبشكل أساسي بالأهداف الاستراتيجية الملقاة على عاتق البروليتاريا تحقيقها، وإذا لم تحدد البروليتاريا وبشكل لا لبس فيه الأعداء الطبقيين وكذلك الحلفاء. إن العدو الذي يواجهه الشعب المغربي في صيرورة نضاله من أجل التحرر هو عدو ثلاثي تربطه علاقة جدلية المصالح الاقتصادية والسياسية، علاقة وجودية ترتبط فيها البرجوازية الكومبرادورية ببلادنا، العنصر الأساسي المشكل للتحالف الطبقي المسيطر، بمصالح الامبريالية والصهيونية والرجعية. فالمصالح الاقتصادية والسياسية لهذه الطبقة تابعة وبشكل جدلي لمصالح الامبريالية. فهي لم توجد إلا لخدمتها ولترجمة مشاريع الرأسمال ببلدنا، كما لم توجد الصهيونية إلا كذراع للامبريالية بالمنطقة. 
يلومنا بعض أشباه المثقفين حين يقولون لنا كيف تريدون أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين؟ نجيب ببساطة، إن الصراع الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني ليس صراعا وطنيا من أجل التحرر فقط بالنسبة للفلسطينيين بل هو كذلك صراع ضد الرجعية والامبريالية. فالاحتلال وانتشار الفلسطينيين في دول الجوار كان من الطبيعي أن تتحول بعض البرجوازيات إلى برجوازية كومبرادورية خصوصا في الأردن ولبنان وكذا بالضفة وقطاع غزة، تتقاطع مصالحها مع مصالح الامبريالية والصهيونية والرجعية. ومن الطبيعي أن تسعي إلى محورة الصراع نحو ما يخدم مصالحها، وهو الأمر الذي ظهرت بوادره سياسيا بعد حرب لبنان بالثمانينيات؛ حيث سارعت قيادة فتح اليمينية إلى زيارة نظام مبارك بمصر من اجل الاستعداد للتطبيع مع الكيان الصهيوني؛ وهو ما تجسد حقا في أسلو ومؤتمر مدريد.. نقول إن هؤلاء الخونة يشرفنا أن نكون فلسطينيين أكثر منهم. بمعنى عن أي فلسطيني تتحدثون؟ هل تقصدون بائعي وخونة فلسطين أم شرفاء ومقاومي الشعب الفلسطيني؟ نحن لسنا فلسطينيين أكثر من شرفائها، وفي نفس الوقت نحن فلسطينيين أكثر من أتباع أسلو والتطبيع وبائعي القضية. نحن فلسطينيين لان نضالهم يتقاطع مع نضالنا يواجهون الصهيونية نواجه كذلك الصهيونية . وعموما، نحن مع كل القضايا العادلة ومع كل حركات التحرر الوطني عبر العالم. إن كل القضايا العادلة قضايانا، وهو التجسيد الفعلي لمعنى الأممية
.. من هذا المنطلق، نتضامن مع نضالات الشعب الفلسطيني بالنضال ضد النظام العميل الذي لا يتفانى في خدمة المشروع الصهيوني والامبريالي بالمنطقة. فبقاؤه يكمن في بقاء الصهيونية، كما هو حال جميع الأنظمة الرجعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد أوضحت نضالات الشعبين التونسي والمصري كيف تدخلت الامبريالية والصهيونية والرجعية في توجيه وترتيب المشهد السياسي في ما من مرة وبالحديد والنار، لكي يتلاءم مع مصالحها. وكان ذلك جليا في مصر، وخير دليل على ذلك حين صرح الرئيس مرسي الظلامي أكثر من مرة أن اتفاق كامب ديفيد لن يمس، وهو إشارة تطمين يؤكد أن مصالح الصهيونية والامبريالية والرجعية محصنة ومحمية. كما قمعت وشوهت الصهيونية نضال الشعب الليبيى بالتدخل المباشر وتجهيز التنظيمات الإرهابية بالأسلحة والمواد اللوجستيكية ووقوف الصهيونية إلى جانب تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في الجولان ودعمه عسكريا وحتى تطبيب جرحاه، لا لشيء إلا لتشويه نضال وثورة الشعب السوري. إن الصهيونية هي حامية مصالح الامبريالية خاصة الأمريكية بالمنطقة. إنها عراب الثورة المضادة ضد أي نهوض للجماهير الشعبية المضطهدة. إنها قاتلة ومنفذة لإعدامات عدة ضد المناضلين، أفارقة (باتريس لومومبا...) وأسيويين وأمريكيين لاتينيين، واغتالت إلى جانب النظام الشهيد مهدي بن بركة.. فهل يطيب لنا موقف آخر غير النضال والصراع ضد الصهيونية؟ لهذا نحن فلسطينيين بكل فخر واعتزاز. 
ان أي موقف مخالف لموقف ربط التضامن مع فلسطين بالنضال ضد النظام وإسقاط التبعية الاقتصادية للامبريالية والصهيونية يعتبر مجرد دغدغة لظهر الفيل. وهنا نوجه كلامنا للذين يتشدقون بالتضامن نهارا ويطبلون للنظام ليلا بشكل أو بآخر. إن التضامن الآن ومستقبلا مع فلسطين يعني التصادم مع النظام ومع الأنظمة الرجعية والصهيونية ومع الامبريالية. ببساطة وبدون خجل، يتجه المشهد الذي ترسمه الامبريالية الأمريكية مع الصهيونية والأنظمة الرجعية في المنطقة وبخطى سريعة نحو الاعتراف الرسمي بالكيان الصهيوني. لم لا، وقد احتلت الرجعية السعودية وبشكل كلي هيكل الجامعة العربية الميت أصلا. لقد أصبحت الأنظمة الرجعية بالمنطقة أكثر راحة اليوم للإعلان شرعية العلاقة التي كانت سرا. قد يقول قائل إن علاقة الأنظمة بالصهيونية ليست جديدة؟ نعم، هي علاقة ليست بجديدة على الرجعية، لكنها مستفزة ومقززة للشعوب، فما بالك وقد أصبحت على مرمى حجر من ان تصبح علاقة عادية؟ إن الاعتراف الرسمي يعني بالمقابل إقبار القضية الفلسطيني، وهو إقبار لحق فلسطينيي الشتات بالعودة لأراضيهم وهو طي لمطالب أراضي 48، وهو شرعنة الجرائم التي تقترفها الصهيونية في حق الفلسطينيين العزل... 
نعرف أن الصهيونية كما يعرفها الشعب الفلسطيني حق المعرفة ليس عدوا سهلا وبسيطا، فهي حركة سياسية عنصرية توسعية عالمية تتغلغل حيث تنتعش الرجعية. والتصدي لها لا يكون الا بالتصدي للرجعية ولصانعتها الامبريالية. إن التصدي للصهيونية لا يمر إلا بتعرية حقيقة النظام الرجعي المغتصب لثروات الوطن وعلاقته معها. وهذا عملنا مع الجماهير، كما يستلزم تعرية ومحاصرة القوى الشوفينية التي ظهر للجميع مداعبتها للكيان الصهيوني حيث يراهن هذا الأخير عليها لطمس موقف الشعب المغربي وتليين الرأي العام لتقبل الاعتراف به. كما يلزمنا الواجب النضالي تعرية جميع المواقف المتخاذلة التي تحصر القضية الفلسطينية في باب القومية أو الدين، وقد كان للواقع والتاريخ الدور الأبرز في تعريتها. إن القضية الفلسطينية معيار من بين المعايير العديدة التي تستطيع البروليتاريا مع حلفائها تحديد عدوها من حليفها..
المجد والخلود لشهداء الشعب الفلسطيني.. النصر للشعب الفلسطيني ولكافة مناضليه داخل سجون الكيان الصهيوني وخارجها



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق