24‏/11‏/2017

حمان الأطلسي// عندما تستدعي السياسة الرجعية قتل الأبرياء..

أتقدم أولا للشعب المصري بالتعازي الحارة في هذا الهجوم الإرهابي الشنيع. إن العنف غالبا ما يعكس مصالح سياسية، كتجلي موضوعي لمستوى تطور الصراع. 

ويتخذ العنف صفتين، صفة الرجعية وصفة الثورية حسب المضمون السياسي والاجتماعي الذي تعكسه الغاية من العنف. إن استهداف مسجد أو مكان عام، كيفما كان، لا ينم إلا على عنف رجعي ارهابي يستهدف بالأساس ليس القتلى بالضبط، بل يستهدف تأثيث المشهد السياسي ووضع الطرف المنافس أمام الأمر الواقع. إن صراع الأطراف الرجعية بمصر بين النظام والبيروقراطية العسكرية من جهة والتنظيمات الظلامية الارهابية التي تترجم مصالح وأجندة داخلية وخارجية لن يتعامل مع الجماهير الشعبية ومع أرواحها بمنطق الإنسانية، بل يتعامل معها وفق مبدأ التنافس على الكعكة، التنافس على فائض القيمة الذي ينتجه عمال وكادحو الشعب المصري. 
من المستفيد من هذا القتال الرجعي البعيد كل البعد عن آمال الشعب المصري؟ 
طبعا، المستفيد الأول هو الامبريالية، خاصة الامريكية. لأن إضعاف أي طرفي الصراع في هذه المعادلة سيكون بسبب ولصالح الامبريالية. نعرف أن النظام المصري ابنها والتنظيمات الإرهابية هي كذلك صنيعتها. إذا، لم تسعى الامبريالية الى تزكية هذا الصراع؟ طبعا لعاملين، العامل الأول هو صرف نظر الشعب المصري عن المشاكل الحقيقية وعن مضمون صراعه وعن تصحيح مسار ثورته التي أجهضت في المهد بفعل هذه الأيادي القذرة التي تتقاتل الآن؛ الثاني هو أن الامبريالية في تخطيطها للمنطقة تحتاج الى أنظمة ضعيفة وخنوعة ولينة مع مصالحها.. إنها تحتاج الى أن تكون كل الأنظمة مطيعة مستجيبة لأي خطوة قد تقدم عليها في المستقبل. لقد خلقت صراعا مزعوما بين النظام الرجعي بقطر وباقي الأنظمة الرجعية بدول منطقة الخليج، وبالتالي بين كل التنظيمات التابعة لهذا النظام أو ذاك. وهذا الصراع الوهمي هو في الأخير يتماشى مع التخطيط الاستراتيجي للمنطقة.. وبعده سيلتجئ الكل الى أحضان الأم الدافئة. 
لقد آن الأوان أن تدرك الشعوب المضطهدة حقيقة التنظيمات الظلامية الإرهابية التي لا يهمها لا دماء الأبرياء ولا مصالح الشعوب. وأن تدرك أن هذا الصراع لا يعكس حقيقة الصراع الطبقي، إنه صراع الأطراف الرجعية لتقديم الولاء وإبراز "حسن السلوك". إنه صراع ينبغي تعريته وفضحه من خلال الانخراط الحقيقي في الصراع ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية وكافة الأطراف المتحالفة ضد القضايا العادلة للشعوب.
إن العنف الرجعي والسياسة الرجعية هما اللذان يقتلان الأبرياء. أما العنف الثوري والنضال الثوري للبروليتاريا، فلا يمكن بتاتا أن يمسا بالأبرياء.. وأكثر من ذلك، فلا نضال بروليتاري إن لم يدافع عن الإنسانية وعن مضمونها النبيل..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق