07‏/12‏/2017

زينة أوبيهي// سعيدة المنبهي: الشهيدة الشاهدة...40 سنة بعد جريمة سياسية لا تقبل التقادم

11 دجنبر 1977 - 11 دجنبر 2017
40 سنة بعد جريمة سياسية لا تقبل التقادم...


ككل شهيداتنا وشهدائنا قدمت سعيدة المنبهي حياتها الغالية من أجل قضية شعبنا المغربي المكافح. خاضت الإضراب عن الطعام بكل عنفوان وثقة في انتصار قضيتها. ولم تتردد الى جانب رفيقاتها ورفاقها في رفع التحدي في وجه النظام القائم وآلته القمعية. استشهدت سعيدة يوم 11 دجنبر 1977، معلنة ومؤكدة قوة المرأة المغربية المناضلة وانخراطها الى جانب رفيقها الرجل في معركة تحرر وانعتاق شعب قدم من التضحيات الجسيمة ما لا يعد ولا يحصى، شعب لا يقبل الخضوع أو الخنوع أو الانبطاح، شعب تواق كما دائما الى الحرية الفعلية والديمقراطية الحقة والمساواة والعيش الكريم...
لقد جسدت سعيدة ملحمة نضالية ستبقى حية في ذاكرة ودماء رفيقاتها ورفاقها وشعبها. ولن تكون رفيقة لسعيدة أو رفيقا لسعيدة من لم تخلص أو من لم يخلص لملحمتها التاريخية المكتوبة بدمها الطاهر... ولن يرضي سعيدة غير من حمل وغير من حملت رايتها عاليا، منددا ومنددة بجرائم النظام المتواصلة...
سعيدة شهيدة كباقي الشهيدات والشهداء؛ وسعيدة شاهدة على انتمائها السياسي والإيديولوجي المعبر عن المصالح الطبقية للعمال والفلاحين الفقراء... استشهدت المناضلة سعيدة المنبهي ماركسية لينينية وعلى رؤوس الأشهاد وأمام التاريخ. والحديث باسم سعيدة أو عنها خارج هذا الانتماء أو بعيدا عنه يطعن في تضحيتها ويحرف الحقيقة ويفتري على تاريخها النضالي؛ ويضع نفسه بالتالي في خندق أعداء سعيدة والمتواطئين مع جلاديها الذين استباحوا دمها ببشاعة وأعدموا شبابها ومستقبلها بهمجية فظيعة...
من موقعي كمناضلة ومعتقلة سياسية سابقة من أجل نفس القضية أقف تعظيما وإجلالا للشهيدة سعيدة ولبطولتها. ولا يسعني إلا أن أخلص لخطها ومسارها عن اقتناع وبكل إخلاص وتفان. لقد علمتني وباقي رفيقاتي ورفاقي معاني الصمود والتضحية والوفاء. لقد خضبت تربة بلادي بدمها الزكي ليحيا شعبنا بكرامة، مرفوع الرأس ومستقيم الهامة...
استشهدت سعيدة ليزول السجن والسجان، استشهدت سعيدة ليزول التعذيب والإهانة... استشهدت سعيدة ليزول الظلم والاستغلال والاضطهاد، استشهدت سعيدة لتزول الخيانة والغدر...
ومادامت السجون مكتظة بالرفاق والرفيقات وبالمناضلين والمناضلات، ومادام التعذيب مستمرا، ومادام الظلم والقهر مسلطين على العمال والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين، وما دام التواطؤ والتآمر مستمرين، فإن المعركة أيضا مستمرة... والحاجة قائمة للمزيد من فضح العملاء والمرتدين من أحزاب سياسية وقيادات نقابية وجمعوية... والحاجة قائمة للمزيد من الصمود والتضحية... والحاجة قائمة لتوحيد الصفوف وتنظيمها...
وأؤكد مرة أخرى؛ استشهدت سعيدة ليزول السجن والسجان، استشهدت سعيدة ليزول التعذيب والإهانة... استشهدت سعيدة ليزول الظلم والاستغلال والاضطهاد، استشهدت سعيدة لتزول الخيانة والغدر والتخاذل... 
استشهدت سعيدة لنواصل المشوار، متحدين ومنظمين ومتضامنين... لا مجال للتهاون أو الشتات... لا مجال للحروب الهامشية أو الثانوية... كم المناضلة في حاجة الى المناضلة والى المناضل!! وكم المناضل في حاجة الى المناضل والى المناضلة!! 
إن الصراع الطبقي مشتعل وسيزداد اشتعالا، وبدون شك سيحرق الحلقة الأضعف، الحلقة المعزولة والمنعزلة. لنلتحم بأوسع الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة... لنكن الأقوى لننتصر... لنحتضن الرفيقات والرفاق، لنشد على أيدي المناضلات والمناضلين...
نعم، رحلت سعيدة المرأة المغربية المناضلة، سعيدة الشهيدة الشاهدة... 
باختصار وصدق، استشهدت سعيدة لتسود السعادة وليختفي البؤس والشقاء والظلام أيضا... استشهدت سعيدة من أجل مغرب جديد، مغرب المغاربة الأحرار...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق