20‏/01‏/2018

وكزيز موحى// انتفاضة 1984، تحولات الأمس… والحاضر… لا للولاء… لا للولاء.



ملاحظة :مضت ثلاث سنوات على نشرمقال الرفيق موحى وكزيز ونعيد نشره اليوم لما له من راهنية و تعبيره عن واقع الحال...

 فرنسا 16 يناير 2015:
في ظل أجواء صعبة للغاية تعرف هزات سياسية عنيفة عنوانها الإجرام في حق رجال ونساء الصحافة بالإضافة الى التزامات شخصية، تأخرت في
المساهمة في تناول انتفاضة 1984 التي عمت مدن وقرى المغرب والتي أسقطت جماهير غفيرة إبانها برصاص النظام وعلى رأسهم أطفال أبرياء. وأخذت ورقتي هاته شكلا ومضمونا مخالفا للفكرة الأولى.
لم تتوقف سيرورة التحولات السياسية التي عرفتها الحركة الماركسية اللينينية المغربية بعد القمع الشرس الذي تعرضت له منذ ولادتها، بل انعكس الواقع الموضوعي على ذوات تنظيمات الحركة لتتشابك الرؤية ويتوقف عن العمل من توقف، ويستمر من استمر، وينتقل من انتقل الى ضفاف أبعدته عن منطلقات وأهداف الحركة ذاتها.
في أجواء ونتائج هذا الصراع القاسي والضاري، وفي عقد الثمانينات، صاغ قادة منظمة "الى الأمام" رؤية أخرى أعادوا النظر من خلالها في انشغالاتهم وأهدافهم البعيدة والآنية بعدما انفتحوا على نقيض الحركة وتنظيماتها واحتفظت لسنين عديدة بماء الوجه وكيفت آراءها وخططها وصيغ عملها لتتأقلم مع النظام بعدما قلم أظافرها في غياهب السجون ومخافر التعذيب والموت..
آنذاك كان من الصعب وانسجاما مع معطيات ومتطلبات الصراع وقوة هذا الطرف أو ذاك، على قادة تنظيمات الحركة أن يجهروا بما يؤمنون به من مواقف وآليات الاشتغال، لقد نال منهم الشك والردة فيما كانوا فاعلين وأصبحت قضية الثورة عبئا عليهم ولم يعودوا قادرين على تحمل تبعاتها ونتائجها في مرحلة تمكن النظام من المسك بهم وراحوا منبطحين وساكنين في التخلي عن القضية بدل الصمود والتحدي وإعادة ترتيب الأوضاع وتصليب عود الحركة وصيانة وإدارة الفعل في أوقات الشدة.
انطلقت مسيرة الردة في إعادة صياغة شعارات الممارسة السياسية والنقابية وبشكل محتشم في البداية وأصبحت القوى الإصلاحية في أعين المرتدين قوى "ديمقراطية" تارة و"تقدمية" تارة أخرى وأصبحت التحالفات تعني الوحدة مع هذه القوى "الديمقراطية والتقدمية" على حد صيغهم وموقفهم ثم انتقل بهم الأمر للاعتراف بالنظام وأصبح سعيهم هو الملكية البرلمانية.
نقابيا كان هدف القيادات المتنفذة هو الحركة العمالية والتعليمية. أنتج بعضهم ما كان يسمى ب"الكراس" في الأوساط الطلابية وانطلقوا في الحرب السرية والعلنية مع فصيل النهج الديمقراطي القاعدي ومارسوا العنف المادي والجسدي والمعنوي في حق القاعديين. أما في الأوساط العمالية لقد تحالفوا مع قوى الغدر والإصلاح تحت يافطة الوحدة وحاليا الكتلة أو الجبهة.
حصل ما حصل سياسيا ونقابيا، وفي المقابل، خاض المناضلون المخلصون في ظروف قاسية جدا، ملاحم الصمود والمقاومة وتعرضوا للبطش وأساليب التعنيف ولم ينل ذلك من عزيمتهم واستمروا في العمل بصمت وإخلاص. استمر الرفاق داخل السجن وخارجه ورفع الشهيدان مصطفى بلهواري والدريدي بوبكر ورفاقهم من داخل السجون شعار "لا للولاء" ردا وإجابة عن إجرام النظام في حقهم كمعتقلين سياسيين وكذلك ردا وإجابة عن الأوضاع السياسية بما فيها انحراف قيادات تنظيمات الح. م. ل. المغربية. وبمسئولية عالية جدا وبروح قتالية قل نظيرها سار الرفاق على درب القضية وأدوا الثمن غاليا وتكريما للشهداء بمناسبة ذكرى انتفاضة 1984 أعيد نشر شهادة حول الشهيد البطل الشهيد بلهواري. يقول الرفيق حسن أحراث في كتابه "مجموعة مراكش تجربة قاسية" الطبعة الثانية 2012 الصفحة 68 "الزنزانة رقم1: معركة لا للولاء".
"بعد أن نقل معتقلو ‘مجموعة مراكش’ من درب م.الشريف بالدار البيضاء الى السجن المدني بمراكش (سجن بولمهارز)، وكان الشهيد بلهواري ضمنهم، وبعد عزل البعض منهم داخل زنازن انفرادية، وكان الشهيد ضمن هذا البعض، وبعد انتهاء عملية التحقيق بمحكمة الاستئناف، تجمع مجموعة من المناضلين، وكان الشهيد ضمن هذه المجموعة، داخل الزنزانة رقم 1، بل إن الشهيد هو الذي أشار على هؤلاء المناضلين بالالتحاق بالزنزانة رقم1، بعد ذلك التحق بهم رفاق آخرون رغم أن ضيق الزنزانة قد فرض عليهم وضع أمتعتهم بزنزانة أخرى.
اذن فالزنزانة رقم1 هي المقر التاريخي الذي التأم فيه رفاق الشهيد ومن قلبها خرج الشهيد يوما وهو يزأر "لا للولاء، لا للولاء…"، وهي المعمل/المختبر الذي صنع صرح معركة الشهيدين، حيث من داخلها اتخذ قرار الإضراب اللامحدود عن الطعام وحدد له يوم الأربعاء 1984. وأكبر من ذلك، فبداخل الزنزانة رقم1 عاهد رفاق الشهيدين بمن فيهم الشهيدين بلهواري والدريدي بعضهم البعض على الإخلاص لقضية شعبهم مهما كان الثمن بما في ذلك إنجاح المعركة التي ليست بالنسبة إليهم شيئا آخر غير كونها معركة من أجل هزم الجلاد وتحدي القهر الذي لا يختلف في جوهره عن القهر المسلط على كافة الجماهير الشعبية المضطهدة ببلادنا وفي مقدمتها الطبقة العاملة. استشهد اذن بلهواري والدريدي وفاء للعهد، ورفضا للذل والمساومة واستنكارا للمتاجرة بقضية شعبهما…
إن الحقيقة التاريخية ستسطع آجلا أم عاجلا، وكما نجحت معركة الشهيدين ستنجح لا محالة معركة شعبنا، معركة لا للولاء".
بالفعل سطعت كثير من الحقائق وتبين الخيط الأبيض من الأسود. ومنذ ذاك التاريخ وفي معمعان الصراع اكتملت الشروط و استوعب الواقع العنيد الكثير والتحق الشجعان/هدا الكثير، بصرح وفضاء القوى السياسية وشكلوا أحزمة سياسية جديدة للنظام وتشكلوا، أي الشجعان ، لملء الفراغ الذي تركته القوى الإصلاحية رافعين شعارات من قبيل الملكية البرلمانية أو دمقرطة الساحة السياسية والنضال ضد المخزن أو ما شابه ذلك من يافطات أعلنوا من خلالها الشجعان التحاقهم بالقوى السياسية التقليدية الموالية الى هذا الحد أو ذاك، الى النظام، واستمرارا على درب المتاجرة بقضية الشعب المغربي فتحوا الشجعان أذرعهم لقوى الغدر والظلام وحاربوا المناضلين…
خلافا لمنحى الهزيمة، استمر المناضلون القابضون على الجمر رغم الألغام والمناورة، رغم التعذيب والاعتقال، رغم القتل والتصفية على درب الشهداء، رجالا ونساء، وفاء لروح ونبض وخط معركة "لا للولاء". استمر المناضلون الجذريون في شق رحلة ألف ميل وميل، رحلة الثورة بعناد وثبات راسمين ملاحم يشهد لها الأعداء قبل الأصدقاء….





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق