17‏/01‏/2018

أوطاط الحاج// الأشكال النضالية مستمرة وتتمدد…

 لقد عجلت كل أشكال الاستغلال والاضطهاد بالزج بالملايين من أبناء الجماهير
الشعبية الى براثين الجوع والتشرد. وتحول المغرب الى بلد ''منكوب'' بفعل وتيرة النهب وتهريب الثروات. وذلك بعد أن أدرك التحالف الطبقي المسيطر وخاصة البورجوازية الكومبرادورية أن نجاحه في الالتفاف على الانتفاضة المجيدة ل 20 فبراير عبر القمع والمناورة غير قابل للنسخ فيما هو قادم في خضم الصراع الطبقي. ولذلك مد النظام القائم الجسور نحو افريقيا كمعبر لتهجير الأموال، عبر ما سمي تنمية جنوب-جنوب، نحو أوربا أو أمريكا. إن انعدام إمكانية الحصول على كسرة خبز في شروط إنسانية تحفظ الكرامة دفع السواد الأعظم من شعبنا الى البحث عنها في أقبية الموت كما هو الحال في سندريات جرادة أو بيبلان أو أينما وجدت المناجم المنهوبة، وفي مناسبات توزيع الفتات والرغيف الأسود، كما حصل بالصويرة وبباب سبتة... 
إن البحث عن العيش الكريم أطلق الشرارة تلو الشرارة لانتفاضات شعبية واحتجاجات متصاعدة ممتدة في الزمن والمكان.
 لقد انطلقت، بل استمرت ولن تتوقف... فما عادت مسكنات النظام تفيد ولا قمعه وإجرامه... 
لقد سقطت كل أوراق التوت عن عورات الإطفائيين من أحزاب سياسية وقيادات نقابات وجمعوية... 
لقد تمرس أبناء شعبنا على التحدي وتعلموا الدروس من النكسات المتتالية، رغم الأخطاء التي تتكرر من انتفاضة الى أخرى بفعل الغياب الفظيع للتنظيم والتأطير السياسيين ...
 لقد جاءت انتفاضة الجماهير الشعبية في أوطاط الحاج تتويجا لمسار نضالي ابتدأ منذ استشهاد الرفيق مصطفى مزياني. وصارت المنطقة قبلة للمخبر قبل الرفيق. فالتجويع والتجهيل والتشريد...، قواسم مشتركة لكل أبناء هذا الوطن الزاخر بالخيرات، أرضا وبحرا. إذ عرفت المنطقة عدة أشكال نضالية، من مسيرات واعتصامات... فكان القمع والتضييق والترهيب، وكان الاعتقال والمحاكمات الصورية. كل ذلك شكل حافزا للاستمرار وترسخ أكثر بعد التدخل الهمجي الأخير.كما تجسد في التحول من أوطاط الحاج الى ميسور بعد استدعاء العديد من مناضلي المنطقة من طرف الأجهزة القمعية. وانتقلت الأشكال الاحتجاجية الى ميسور كرد عملي لتعاطي النظام القائم مع نضالات الجماهير الشعبية، حيث رابطت الجماهير الشعبية أمام المؤسسة القمعية حتى إخلاء سبيل المناضلين المعتقلين على خلفية اعتصام اقواريط، لتستمر متابعتهم في حالة سراح... وقد حددت الجلسة المقبلة يوم 31 يناير 2018.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق